هبة إدريس: الأناقة تتعارض مع كثرة الألوان والتطريز

نشر في 12-01-2012 | 00:02
آخر تحديث 12-01-2012 | 00:02
No Image Caption
تتحدث بساطة تصاميمها بلغة مختلفة عن مضمون الأناقة للمرأة العربية الباحثة عن التميز والحشمة. تحاكي الموضة الأوروبية، لكن بروح شرقية. شكلت لنفسها مكانة خاصة في مجال تصميم الأزياء وتنوعت تصاميمها من فساتين السواريه والزفاف والبدل والبلاطي الراقية. حوار مع المصممة الأردنية هبة إدريس.

كيف بدأتِ خطواتكِ الأولى في مجال تصميم الأزياء؟

تخرجت في كلية الفنون الجميلة وتخصصت في رسم الغرافيك، ثم بدأت أرسم تصاميم من الفساتين، وبمرور الوقت بدأت أبحث في هذا المجال الشيق الذي كنت أهواه منذ نعومة أظفاري، إذ لم أكتف بدراستي للفنون الجميلة وحصلت على دبلومة متخصصة من مركز التصميم والموضة والتي أفادتني كثيراً وأكسبتني خبرة كبيرة في مجال تصميم الأزياء. الهواية لا بد من أن تصقلها الدراسة المتخصصة، فهي التي منحتني مواصفات المصمم الناجح من تميز وإبداع وتطوير مستمر على مستوى الأفكار.

هل تخصصت في خط معين؟

تخصصت في أزياء الـ{هوت كوتور» لأنها تحتاج إلى قدر كبير من التركيز لابتكار تصميم مختلف وغير مكرر.

ما أبرز الألوان الرائجة في موسم خريف- شتاء 2012؟

تتصدر الألوان القاتمة موضة شتاء 2012، كذلك تتواجد الألوان الصريحة مثل الأصفر والأحمر والفوشيا والأخضر، فيما يتداخل اللون الأزرق الغامق أو الكحلي في تركيب معظم الألوان للحفاظ عليها زاهية، وفي الوقت نفسه يجعلها قاتمة. مثلاً، يصبح الأخضر زيتياً وينسحب ذلك على الألوان الصريحة أيضاً. أخيراً، يبقى الرمادي هو اللون الأول هذا الموسم وأيضاً الألوان الترابية لا غنى عنها ونقشة الـ{تايغر» باختلاف ألوانها.

ما جديد تصاميمك والخامات التي تستخدمينها لهذا العام؟

أستخدم جميع الخامات التي يمكن تطويعها لهدفي الأساسي وهو ابتكار تصميم جديد فلا أتبع موضة معينة في الخامات، إضافة إلى أن تنوع الخامات في أزيائي يعطيني مساحة للإبداع. استخدمت لهذا العام الجيرسيه والتول والشيفون والدانتيل والساتان والبروكار والتافتا، ومن الخامات الشتوية المكملة التي تمنح المرأة أنوثة وأناقة الفرو والجلود والقطيفة. أما عن القصات فهي هذه السنة عريضة عند الكتفين سواء للمحجبة أو غير المحجبة.

كيف يمكن إخفاء عيوب الجسم من خلال التصميم؟

يجب ألا يركز التصميم على أي مشكلة في الجسم. إذا كان الخصر نحيفاً لا نستطيع إضافة حزام إلى التصميم، أما الفتاة ذات الكتفين العريضين فنراعي معها اختيار تصميم منغلق ومتسع من الأعلى إلى حد ما. أما الصدر الكبير فنتغلب عليه من خلال الابتعاد عن القصة الضيقة أو استخدام أقمشة الليكرا التي تجسّم القوام. أما إذا كانت المشكلة في الردفين فنختار تصميماً ضيقاً من الأعلى ويتسع بتدرج نحو الأسفل.

ما هي أشهر بيوت الأزياء العالمية التي تحرصين على متابعة جديدها؟

أتابع كثيراً من دور الأزياء العالمية والعربية أيضاً، وأهتم بحضور عروض الأزياء وأتابع المجلات والمواقع المتخصصة في الموضة. تلفتني تصاميم الفرنسي العالمي كريستيان ديور وأميل إلى أفكاره وأتعلم منها، فهو يعتبر من وجهة نظري زعيم مجال الموضة العالمية، لأنه يبحث منذ بدايته عن الابتكار ولا ننسى أنه أول من ابتكر صيحة الـ{نيولوك» أو الإطلالة الجديدة في الموضة، وكان ذلك في عام 1945.

ما الذي يميز هبة إدريس عن غيرها من مصممي الأزياء؟

البساطة والحشمة، فالتصميم المكشوف حتى للفتاة غير المحجبة لا يعبر بالضرورة عن الأناقة والأنوثة.

ماذا عن سواريه وفستان زفاف المحجبة؟

لا بد من أن تمنح المحجبة عموماً قدراً كبيراً من الثقة والحرية للمصمم الخاص بها كي يبتكر تصميماً يناسبها ويتماشى مع حجابها. للأسف، أرى محجبات يلجأن إلى البهرجة والتكلف. من هنا أحاول قدر المستطاع إقناع المحجبة بأن القطعة التي ترتديها لها قيمتها وأن أناقة التصميم ليست في كثرة الألوان والتطريز المتكلف، فأكثر ما يميز الأزياء الأوروبية بساطتها وهدوء ألوانها وفي الوقت نفسه تظهر المرأة بشكل أنيق ومختلف.

ماذا عن جديد فستان زفاف 2012؟

تميزه كثرة الدرابيه، خصوصاً في الأكمام وحركات كثيرة في القماش تقريباً بطول الفستان أما عن التطريزات فتظهر بلمسات بسيطة فالقماش هو البطل الحقيقي. والطرحة الطويلة متواجدة والقصيرة أيضاً وهذا يتوقف على تصميم الفستان، وطبيعة جسم العروس.

ما رأيك في أعمال التطريز؟

أستعمل التطريز الأحجار البراقة بشكل بسيط، لأن كثرتهما تخفي جمال التصميم وتحبس حرفية المصمم في الوقت نفسه.

أخبرينا عن أغرب تصاميمك.

مصمم الأزياء مثله كأي فنان يملك إحساساً مختلفاً، لذا لا بد من أن يكون مطلعاً على الأحداث التي تجري من حوله ويعبر عنها بطريقته الخاصة، لذا صممت فستاناً يعبر عن الانتخابات البرلمانية التي تشهدها مصر راهناً وهو عبارة عن علامات استفهام كثيرة وجرائد مختلفة فيها آراء متنوعة. أرى أن هذا التصميم يعبر عن واقع الأمة العربية، فما زلنا لا نعرف إلى أين المصير.

ما هي النصيحة التي تقدمينها للمرأة العربية لاختيار أزيائها؟

المرأة العربية صاحبة ذوق رفيع عموماً وأكثر ما تهتم به هو أناقتها، لكن لا بد من أن تبحث عما يناسب عاداتنا. الأزياء هي الوسيلة المعبرة والأكثر وضوحاً عن ثقافة البلد وتقاليده وسرعان ما تنتشر، لذا أنصحها بأن تنظر إلى التصاميم التي تظهر جمالها وتخفي عيوب جسمها وتتماشى مع شرقيتنا. عموماً، الأناقة ليس لها معنى غير البساطة.

back to top