عام على ثورة تونس... المناطق المحرومة تزداد فقراً وآفاق مسدودة لمواجهة البطالة

نشر في 12-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-01-2012 | 00:01
No Image Caption
كان هدف الثورة استعادة الكرامة وكان التونسيون وخصوصا الشباب منهم يأملون ايجاد فرص عمل ومستقبلاً أفضل، لكن منذ الثورة، تفاقمت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ولم يعد أحد يكترث للمناطق الداخلية إطلاقا.

يعكس موت رجل من سكان قفصة بعدما أضرم النار بنفسه الوضع السيئ لهذه المناطق المحرومة الواقعة في وسط تونس، وتشهد نسبة بطالة مرتفعة بعد عام من الثورة التي طردت زين العابدين بن علي من السلطة. وحاول عدد من الأشخاص إحراق أنفسهم في تونس العام الماضي. ولهذا العمل دلالة رمزية كبيرة لأن إقدام محمد البوعزيزي بائع الفواكه الجوال من سيدي بوزيد على حرق نفسه كان الشرارة التي أشعلت الثورة في تونس في 17 ديسمبر 2010. وتوفي التونسي عمار غرسلة الذي أحرق نفسه أمام محافظة قفصة ونقل إلى مستشفى بن عروس (الضاحية الجنوبية لتونس)، الاثنين متأثرا بإصاباته. وأحرق غرسلة الأربعيني وله ابن في الثامنة، نفسه بعد ظهر الخميس أمام مبنى محافظة قفصة بينما كان ثلاثة وزراء من الحكومة التونسية الجديدة يزورون المنطقة. وأفادت مصادر محلية بأن الرجل كان ينفذ مع عاطلين عن العمل آخرين اعتصاما أمام مبنى المحافظ منذ أيام مطالبين بلقاء الوزراء. وصرح حسن غرسلة لوكالة فرانس برس: "أراد شقيقي الذي كان يعيش في فقر مدقع إثر طرده من عمله بعد الثورة عرض أوضاعه المعيشية على الوزراء لكن عبثا، وحاول بعد ذلك الانتحار". وأضاف "لم يعايد أي من الوزراء شقيقي أثناء وجوده في المستشفى في تونس"، طالبا من السلطات "أن تفعل شيئا أقله لابنه وزوجته".

مستقبل أفضل

وقال خبير الاقتصاد محمد بن رمضان: "كان هدف الثورة استعادة الكرامة. كان التونسيون وخصوصا الشباب منهم يأملون في ايجاد فرص عمل ومستقبل افضل لكن منذ الثورة، تفاقمت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ولم يعد احد يكترث للمناطق الداخلية اطلاقا". وتعد قفصة التي يعيش سكانها من العمل في مناجم الفوسفات من اكثر مناطق تونس فقرا، وشهدت في 2008 اضطرابات طوال ستة اشهر اعتبرت مقدمة لثورة عامي 2010 و2011. وبحسب بن رمضان فإن عدد العاطلين عن العمل ارتفع من 500 ألف في 2010 إلى 800 ألف اليوم، في حين زاد عدد حاملي الشهادات بينهم "بصورة أسرع" من 130 ألفا في نهاية مايو إلى 240 الفا في 2012. وقال إن نصف حاملي الشهادات عاطلون عن العمل داخل البلاد و"الآفاق التي قد تعطي الشباب آملا مسدودة تماما". وصرح الوزير التونسي للشؤون الاجتماعية خليل زاوية لفرانس برس غداة زيارته لمنطقة قفصة مع وزيري الصناعة محمد لمين الشخاري والتوظيف عبدالوهاب معطر: "هناك توتر اجتماعي كبير. التوقعات كبيرة والاعصاب مشدودة للغاية". وقال بن رمضان ان انتحار غرسلة "يدل على مدى يأس الناس في بلادنا حتى وان كان من المنطقي الا تتحسن الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية بين ليلة وضحاها". وبعد يومين من اقدام غرسلة على احراق نفسه حاول رجل في الخمسين من العمر احراق نفسه امام محافظة بيزرت شمال تونس. وقال بن رمضان "اليوم تحاول آلة الدعاية الرسمية ان تقدم هؤلاء اليائسين على انهم استفزازيون. علينا ان نكون حذيرين وان نصغي الى الناس خصوصا الشباب". واوضح "علينا التحرك جميعا لاعادة الامل الى هذا البلد". (العربية. نت)

back to top