صالحي يرفض إمكانية تسليم طائرة التجسس الأميركية لواشنطن

رفض وزیر الخارجیة الإيراني علي اكبر صالحي تسليم طائرة التجسس الأميركية التي أسقطتها بلاده أخيراً للإدارة الأميركية، لافتاً إلى أن طهران تعمّدت التأخر بالإعلان عن سقوط الطائرة، نافياً أن تكون إيران تلقت المساعدة من بلد أجنبي بالعملية.

وقال صالحي بمقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" ان المجلس الأعلی للأمن القومي الإيراني یتولی اتخاذ القرار بشأن مصير الطائرة الأميركية، رافضاً إمكانیة تسليمها الی واشنطن.

ورفض الأنباء التي تحدثت عن تلقي طهران المساعدة من بلد أجنبي لإسقاط الطائرة فوق الأراضي الایرانیة وقال "لقد تعمدنا عدم اعلان نبأ إسقاط طائره التجسس الأميركية كي تظهر التناقضات خلال تصریحات المسؤولین الأميركيين".

وأضاف أن "المزاعم" التي تطلقها الإدارة الأميركية بشأن الطائرة "لا أساس لها من الصحة وتأتي في سیاق تبریرات واشنطن لعملها العدائي".

وقال ان "اميركا شاءت ام أبت التصدیق، فالقوات الإيرانية هي التي أسقطت الطائرة بأقل الأضرار علی أراضیها من دون تلقیها أیة مساعدة من أي بلد اجنبي".

وكشف أن واشنطن بعثت برسالة عبر السفیر السویسري في طهران الذی ترعی بلاده مصالح واشنطن في ایران تطالب من خلالها إعاده الطائرة و"كان ردنا علی هذا الطلب واضحاً".

واضاف أن إيران "ستعمل علی متابعة هذا الاعتداء بإطار المعاهدات الدولیة وحقها بالدفاع عن حقوق الشعب الإيراني".

وطالب الوزیر الإيراني السلطات الأفغانية بتقدیم إيضاحات حول استخدام طائرة التجسس لأجوائها، داعیا كابول إلی "عدم السماح بتكرار مثل هذا الإعتداء في المستقبل".

ودعا صالحي دول الجوار إلی عدم وضع أراضيها او أجوائها تحت تصرف القوات الأميركية وحلفائها "لأن طهران ستعتبر ذلك إجراء غیر ودي" .

وقال إن الطائرة الأميركية وقعت فی فخ القوات الایرانیه بسبب ذكاء وحنكة هذه القوات واصفا المسألة بأنها "انجاز عظیم ومعجزة".

وأضاف "من المؤكد ان اميركا والغرب لا یمكنهم تصدیق الحدث ولا یمكنهم تصدیق بلوغ بلد مثل الجمهوریة الإسلامية الإيرانية هذه المرحلة العلمية المتطورة بحیث یمكنها إسقاط هذه الطائرة المتطورة علی أراضيها" .

ووصف التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته إیران بأنه أمر هام جدا، معتبراً أن انزال الطائرة رفع من مكانة ایران لدی الرأی العام العالمي بشكل كبیر، واثبت صحة تصریحات المسؤولین الایرانیین حول التطور العلمي والتكنولوجي الكبیر الذی حققته البلاد و"اظهر أن ما قمنا بإعلانه في هذا الصدد حقیقة".

وحول موقف الخارجية الایرانیة بشأن انتهاك أجواء إيران من قبل واشنطن قال الوزیر الایراني "نحن ملتزمون بكافه القوانین والقرارات والمعاهدات التي وقعنا علیها وان كافه اجراءاتنا ستكون بإطار هذه القوانین والقرارات والمعاهدات" .

واعتبر انتهاك طائره التجسس الأميركية الأجواء الإيرانية بأنه "اعتداء" موضحا ان طهران ستدافع عن حقها المنصوص عليه فی هذا المجال وفقا للمعاهدات الدولیة.

وكانت إيران قالت بداية ديسمبر الحالي إنها أسقطت طائرة تجسّس أميركية من دون طيّار كانت تحلّق فوق مناطق في شرق البلاد، دخلت الأجواء الإيرانية من جهة أفغانستان.

وبثّت وسائل الإعلام الإيرانية صوراً للطائرة وهي من نوع RQ-170 "الشبح" الذي لا يمكن للرادار رصدها، وهي من صنع شركة "لوكهيد مارتن"، وذكرت أن الطائرة أسقطت عبر "كمين إلكتروني" ولم تتعرض للكثير من الأضرار بعد سقوطها.