ولن تغيب عنا يا عم فهد البحر
تألمت عندما وصل إليّ خبر وفاة العم فهد أحمد البحر (أبوصالح)، وكنت في التشييع أراقب محبيه وهم يشاركون عائلة البحر والحمد العزاء، تألمت لأنه سيغيب عنّا جسداً وهذه سُنَّة الحياة، ولكن لن يغيب عن ذاكرتنا روحاً وحضوراً.لن تغيب عني يا عم أبوصالح وأنا أتذكر كلماتك لي كل جمعة، وأنا أهم بمغادرة ديوانكم في الشويخ، وأنت تسأل عن أفراد عائلتي واحداً واحداً، وعن صحتهم وأحوالهم، بل وتسأل عن الأحفاد بالأسماء.لن تغيب وأنت تشعل الديوانية بأحاديثك الطريفة عندما يحل الصمت وبثقافتك العميقة بالتاريخ العربي، كنت صاحب الديوان بعد وفاة شقيقك العزيز حمد البحر أبوعلي رحمه الله، وكنت خير خلف ولم يغلق الديوان وإنما استمر يزخر بأحاديث طيبة تحكي المعلوم والمجهول من تاريخ رجال الكويت في السراء والضراء.حالفني الحظ أن أكون أحد رواد ديوانيتكم من بعد التحرير وحتى الجمعة الماضية، حيث لم نرك لتوعك صحتك، ولم يدر بخلدي أنك ستغادرنا إلى جنات الخلد بإذن واحد أحد. لن تغيب عن الذاكرة وأنت محب لأهلك ولقرابتك ولوطنك، فلم تغادره منذ أكثر من ثلاثة عقود وبقيت صامداً في أثناء الغزو، وذلك لحبك للكويت، كنت تملك ذاكرة تحفظ مراحل تاريخه لحبك له وفخرك أن تكون أحد الأسماء ممن لهم مساهمات في صفحات من نشاطه التجاري.أمس بكت زوجتي أم عبدالمحسن لوفاتك رغم أنها لم تلتق بك، ولكن تتذكر عندما أعود كل جمعة من ديوانكم وأقول لها "يسلم عليك العم أبوصالح"، وتتذكر وأتذكر ولن ننسى عندما تكون أول الحضور عن دعوتك لمناسباتنا العائلية.لن تغيب عنّا يا عم ولكن ستعيش في الذاكرة، ولن يغيب اسمك الذي جسد الطيبة والخير والكفاح، لن يغيب إنما سيحمله أبناؤك البررة من بعدك فهم امتداد لمسيرتك.رحمك الله يا عم أبوصالح وأسكنك فسيح جناته.