"الشؤون": المشروع الثامن لجمع التبرعات خلال رمضان لبى الرغبة الأميرية بتقديم مساعدات للصومال

 

عقب انتهاء شهر رمضان المبارك تنتظر وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من الجمعيات الخيرية تقديم تقارير مفصلة تثبت مجموع ما حصلت عليه من أموال التبرعات، إضافة إلى تقديم ما يثبت إيداع تلك المبالغ في الحساب المعتمد للوزارة في المصرف المحلي، فضلاً عن تقديم تقارير مالية تبين أوجه صرف تلك الأموال للمحتاجين والفقراء سواء داخل الكويت أو خارجها.

وفي هذا الصدد، أكد مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ناصر العمار أن المشروع الثامن لجمع التبرعات الخيرية خلال شهر رمضان المنصرم الذي يأتي تباعاً بعد سبعة مشاريع نفذتها الإدارة خلال الأعوام السبعة الماضية يعد مكرمة من الوزارة للجمعيات الملتزمة بتطبيق القوانين المنظمة للعمل الخيري في البلاد والقرارات الصادرة من مجلس الوزراء في هذا الصدد، مشيراً إلى أن ثمة آلية معينة اتبعتها الوزارة لإحكام الرقابة والإشراف على أموال التبرعات التي يتم جمعها خلال المشروع، تمثلت في صرف إيصال نقدي لكل تبرع تتلقاه الجمعية، هذا الإيصال تحصل عليه الجمعية من الوزارة بعد أن تقدم طلبا برغبتها في جمع التبرعات.

رغبة أميرية

وقال العمار في تصريح صحافي أمس: "إن وزارة الشؤون تقوم بتوزيع دفاتر إيصالات جمع التبرعات على الجمعيات الخيرية كعهدة بعد أن تقوم بحصرها، على أن يتم استردادها بنهاية الشهر الفضيل وتقديم تقرير مفصل من كل جمعية على حدة يثبت مجموع ما حصلت عليه من أموال تبرعات، إضافة إلى تقديم ما يثبت إيداع تلك المبالغ في الحساب المعتمد للوزارة في المصرف المحلي، من ثم تقديم تقارير مالية تبين أوجه صرف تلك الأموال للمحتاجين والفقراء سواء داخل الكويت أو خارجها".

وأضاف "تضمن المشروع الثامن لجمع التبرعات لهذا العام تنفيذ رغبة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بتقديم مساعدات لإخواننا المسلمين في الصومال، لمواجهة كارثة المجاعة التي حلت بهم ولاشك أن هذه الرغبة السامية تواجه بترتيبات وإجراءات تحفظ أموال أهل الخير"، مشيراً إلى أن الثقة بين "الشؤون" والقائمين على الجمعيات الخيرية جعلت هناك تناميا لإيرادات جمع التبرعات بمقدار 400 في المئة، إضافة إلى انها حمت العمل الخيري من المندسين عليه الذين ينشطون في مواسم الخير مثل شهر رمضان، ويلبسون عباءة العمل الخيري، معرباً عن آسفه لوجود هؤلاء المندسين في المجمعات وفي نقاط التقاء الجماهير والدواوين لاستجدائهم، للحصول على أموال التبرعات، لكن وعي المتبرعين حال دون نجاحهم.

عودة المندسين

وأشار العمار إلى أن هذا العام شهد عودة المندسين الذين لبسوا عباءة العمل الخيري الكويتي، وتلقينا شكاوى عدة، من الجمعيات الخيرية التي اتخذت الإجراءات اللازمة للقضاء على هؤلاء الأشخاص، وتم فعليا رصد مجموعة والتعامل معها، وإحالتها إلى جهات الاختصاص، داعيا المتبرعين الى عدم تقديم أية تبرعات لمثل هؤلاء، لافتا إلى أن الوسيلة الوحيدة لتقديم الزكاة أو التبرعات الخيرية للصومال وغيرها من البلدان المنكوبة يكون من خلال الاستقطاعات البنكية التي يجد عليها المتبرع ختم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

وأوضح أن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية قامت بتوزيع الجمعيات الخيرية على مساجد الكويت المقدر عددها بنحو 1200 مسجد، إذ يوجد في المساجد استقطاعات فقط ولكن إن أراد المتبرع أن يقدم أموالا نقدية أو يتبرع عبر خدمة الـ"كي. نت" فعليه التوجه إلى المقار الرئيسية لتلك الجمعيات الخيرية، واللجان التابعة لها المقدر عددها بنحو 160 لجنة موزعة على جميع مناطق الكويت، مشيراً إلى أنه لا يسمح بالجمع النقدي في المساجد، كونها دور عبادة ولا نريد إزعاج المصلين في تلك المساجد، موضحا أن السبب في اختفاء الجمع النقدي وسلبياته تعاون القائمين على العمل الخيري، ووعي المتبرعين بأعمال المندسين عليه.

وذكر العمار أنه مع نهاية شهر رمضان المبارك هناك مؤشرات إيجابية تشير إلى تجاوز إيرادات جمع التبرعات المشروع الثامن مبلغ 86 مليون دينار التي هي حصيلة إيرادات جمع تبرعات المشروع السابع خلال العام الماضي، وذلك بسبب حملة جمع التبرعات لمصلحة المسلمين في الصومال لمواجهة مجاعتهم، مشيراً إلى أن وزارة الشؤون من خلال استراتيجيتها التي وضعتها منذ 9 سنوات حققت ثلاث نقاط رئيسية، تتمثل في حماية العمل الخيري الكويتي من المندسين، وتنمية الموارد المالية، وتفجير منابع جديدة للعمل الخيري وهذا أبلغ رد لمن يتهم "الشؤون" بالتضيق على العمل الخيري أو تجفيف منابعه.