فهد العسكر في ذكراه... سيرة أدبية متجددة: وقفة وفاء في رابطة الأدباء
احتضنت رابطة الأدباء الكويتيين أمسية ثقافية تكريماً لمسيرة الشاعر الراحل فهد العسكر، تضمنت شهادات من زملائه إلى جانب عرض فيلم يوثق مسيرته، وقراءات شعرية.نظمت رابطة الأدباء الكويتيين بالتنسيق مع نادي الكويت للسينما أمسية أدبية متنوعة عرفاناً بدور الشاعر فهد العسكر الكبير في الشأن الثقافي، وحضرت الأمسية مجموعة من الأدباء والشعراء والفنانين، وعُرض خلالها فيلم وثائقي يركز على مشوار الشاعر الراحل. وفي مستهل الأمسية أكد مدير الجلسة أمين الصندوق في رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي في كلمته، حرص رابطة الأدباء الكويتيين على العناية بالأدب الكويتي ورواده والتعريف بدورهم المهم في إرساء قواعد المشهد الثقافي المحلي، معتبراً الشاعر فهد العسكر ظاهرة شعرية غريبة في الكويت والخليج العربي، لتميز شعره بأفكار شعرية تتسم بالإبداع والجمال لتخلد ذكراه في سجلات رواد الأدب الكويتي.
بيئة دينيةاستعرض الرميضي ظروف نشأة العسكر ضمن فريج عنزة، قائلا: "نشأ في بيئة دينية إذ كان والده إمام مسجد الفهد ومدرساً للقرآن الكريم، كما تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، والمدرسة الأحمدية، وعقب إنهاء تحصيله العلمي برز شاعراً مميزاً في نظمه القصائد، لكن نتاجه الشعري كان محل جدل لدى البعض".حياة العسكرمن جانبه، أشاد رئيس اللجنة الثقافية في نادي الكويت للسينما فيصل العنزي بدور رابطة الأدباء في تنظيم أمسية ثقافية متنوعة عن الشاعر فهد العسكر، مشيراً إلى مساهمة نادي الكويت للسينما ضمن هذه الاحتفالية وهي عرض فيلم بعنوان البحث عن فهد الذي يصور جانباً من حياة الشاعر فهد العسكر.تفوق أدبي عقب انتهاء المادة الفيلمية، تحدث الدكتور يعقوب الغنيم في شهادته عن القيمة الأدبية لنتاج الشاعر فهد العسكر، ممتدحاً تنوع الأغراض الشعرية في مشواره، محدداً بداية تعرفه على العسكر في عام 1950 من خلال قراءته لقصيدة "البلبل" المنشورة في مجلة البعثة الكويتية، كما أشار إلى فوزه في مسابقة أدبية نظمتها الإذاعة البريطانية، وقال: "من هنا انطلقت علاقتي بفهد العسكر الذي لم أقابله يوماً، ثم قرأت عنه ما كتبه الأديب عبدالله زكريا الأنصاري الذي جمع قصائد العسكر في كتاب بعد وفاة شاعرنا العسكر".وعن مشاعر العسكر المتباينة وإحساسه المرهف، أكد الغنيم أن التكوين النفسي لهذا الشاعر كان له أثر كبير في تحديد مواقفه وسلوكياته.أما في ما يتعلق بتأثير المكان في قصائده، فأشار الغنيم إلى حرص العسكر على توثيق المكان عبر قصائده إذ ذكر مناطق معينة في الكويت خلال نتاجه الشعري كمنطقتي المقوع والأحمدي.وعن الحب في شعر العسكر، أكد الغنيم أن العسكر له فلسفة خاصة في مشاعر الحب إذ يتساءل عبر إحدى قصائده أين التي خلقت لتهواني؟، مضيفا: "لقد تحققت أمنيات فهد العسكر بعد وفاته إذ أجريت دراسات متنوعة تناولت نتاجه الشعري مسلطة الضوء على أبرز محطاته الأدبية".وبدوره، تحدث الشاعر فاضل خلف عن تجربته الشخصية مع العسكر، مستعرضاً أبرز مراحل حياته الإبداعية والخاصة، لاسيما أن ثمة مواقف كثيرة كان شاهداً عليها إذ كان تربطه علاقة وطيدة بالشاعر فهد العسكر.واستطرد خلف متحدثاً عن مميزات العسكر، مشيداً بتنوع أغراض الشعر لديه، مشيراً إلى محطات الفرح والحزن في حياته، إذ شهد ديوانية العسكر مكتظة بالمهنئين عقب فوز قصيدة الجندي في ميدان القتال في إحدى المسابقات الشعرية، كما زار العسكر في حبسه حين زج بالسجن في إثر خلاف عائلي.مواقف شخصيةتحدث خلف عن بعض المواقف الشخصية الخاصة جداً، مؤكداً عدم صحة بعض ما يكتب عن حياة الشاعر العسكر، منتقداً بعض الكتاب الذين وصفوا نتاجه الشعري بالضعيف.وعقب ذلك، قرأ خلف قصيدة مهداة إلى الشاعر الراحل، كما قرأ الشاعر الشاب ناصر البريكي قصيدة "كفي الملام" للعسكر، وأهدى إليه مجموعة أبيات من نظمه.