بطل صرخة نملة عمرو عبد الجليل: لم نستغلّ الثورة ولولاها لما رأى الفيلم النور

نشر في 13-06-2011 | 00:02
آخر تحديث 13-06-2011 | 00:02
بدأ الممثل عمرو عبد الجليل مع المخرج يوسف شاهين كوجه جديد في فيلم «إسكندرية كمان وكمان» قبل أن تتوقّف مسيرته في السينما سنوات عدة ليعود بعدها كبطل مع المخرج خالد يوسف في فيلمَي «حين ميسرة» و{كلّمني شكراً». أما راهناً فيخوض بطولة فيلم جديد بعنوان «صرخة نملة» للمخرج سامح عبد العزيز.

عن تجربته في الفيلم كان اللقاء التالي معه.

ينتهي فيلم «صرخة نملة» بالثورة ما دفع البعض الى اتهامه بركوب موجة الثورة ومحاولة استغلالها، فما تعليقك؟

تعرض قصة الفيلم المشاكل والأزمات التي عاشها الشعب المصري قبل ثورة 25 يناير والتي كانت سبباً في اشتعالها، وكان من المفترض أن يقوم البطل «جودة» بثورة في نهاية الفيلم، لكن بعد ما شهدته مصر من أحداث في شهر يناير الماضي تحوّلت ثورته إلى ثورة شعبية، إذ ليس من المنطقي أن تظل النهاية كما هي بعد 25 يناير، لذلك وجب تغيير هذا التفصيل تحديداً ليتماشى مع الأحداث. بصدق أقول، لم يحاول أيّ من فريق عمل «صرخة نملة» ركوب الموجة، ثم إن أعمالاً كثيرة تنبّأت بحالة الانفجار التي أدّت الى الثورة المصرية.

لكن إضافة مشاهد حقيقية عدة صوِّرت أثناء الثورة تدعم إلى حدّ كبير وجهة نظر من يتّهمون الفيلم باستغلال الموقف.

غير صحيح، فقصة «صرخة نملة» مكتوبة منذ العام الماضي وانتهينا من تصوير الفيلم قبل الثورة، والمشاهد التي أضيفت الى النهاية ضرورية كما ذكرت، لكنني لا أنكر أن الثورة ساعدت الفيلم إلى حدّ كبير فقيامها سمح بمساحة كبيرة من الحرية أدت الى عرضه كاملاً، كذلك أعتبر أن تزامن الانتهاء من الفيلم وقيام الثورة فأل حسن. 

اسم الفيلم غير مألوف إلى حدّ ما، فما السبب وراء اختياره وإلى ماذا يرمز؟

يعبّر الإسم عن مئات آلاف المصريين الذين يعانون من التهميش وعدد لامحدود من مشاكل تدفعهم الى السير «داخل الحيط وليس بجانبه» كما يقول المثل الشعبي، ويظهر ذلك من خلال «جودة» الذي يتعرّض لعدد من النكبات، فمع عودته الى مصر بعد حرب العراق خالي الوفاض كما ذهب، يجد أن أهله اعتبروه متوفياً وزوجته تعمل كراقصة وقد فشلت كل محاولاته في أن يعيش حياة كريمة، لذلك قرّر أن يثور على الوضع.

تعرّض «صرخة نملة» لعدد من المضايقات الأمنية أثناء تصويره، فما هي طبيعتها؟

في البداية، اعترضت الرقابة على إسم الفيلم وقد تم تغييره إلى الإسم الحالي «صرخة نملة»، ثم اعترضت جهات أمنية على مشاهد منه وطلبت حذفها، وهي كثيرة وكانت ستؤثّر عليه بشكل كبير، لذلك تجاهلنا هذه التحذيرات وواصلنا التصوير من دون الحصول على تصريح من وزارة الداخلية، لتقوم الثورة بعد ذلك ويُعرض الفيلم من دون حذف مشهد واحد، بل وعُرض في مهرجان «كان» معبّراً عن الثورة المصرية.

هل هذه المضايقات هي السبب في تأجيل عرضه؟

كان مقرراً من البداية أن يُعرض الفيلم أوائل العام الجاري، لكن مع قيام الثورة وحظر التجوال الذي فُرض خلالها جعل من المستحيل التفكير في عرضه آنذاك، وهذا ظرف واجه كل الأفلام التي كانت ستُعرض في تلك الفترة، وقرار الشركة المنتجة بالانتظار جاء في محلّه.

لكن بعض المنتجين والموزّعين تخوَّف من عرض أفلامه في هذا التوقيت.

بالعكس. أرى أن هذا التوقيت مناسب جداً، بل على شركات الإنتاج الأخرى أن تعرض أفلامها لدفع عجلة الإنتاج، كذلك ينبغي أن يكون قرار عرض الأفلام جماعياً من كل المنتجين خصوصاً وسط توقّعات بتوقّف إنتاج الأفلام بسبب الظروف التي نمر بها وتأثيرها على صناعة السينما.

أعلنت أنك ضدّ تخفيض أجور الفنانين، فكيف يتّفق ذلك مع رغبتك في دفع عجلة الإنتاج السينمائي؟

أطالب بتخفيض الأجور {الفلكية} التي يتقاضاها البعض، وأتحدّث هنا عن أرقام بالملايين، لكن الأجور التي تقل عن مئة ألف جنيه فما الداعي إلى تخفيضها؟ يجب على الجميع في هذه الفترة التكاتف حتى تمر الأزمة بأقل خسائر ممكنة، فالمنتجون مضطرون الى اتخاذ قرارات عدة على رأسها تخفيض عدد الأعمال التي ينتجونها، وتقليص ميزانياتها كي يستطيعوا الاستمرار، وهذا أمر طبيعي.

كيف كان شعورك عند سماعك خبر اختيار «صرخة نملة» لعرضه في «كان»؟

كنت سعيداً جداً وفخوراً أيضاً لاعتبار «صرخة نملة» أحد أوائل الأفلام التي تؤرّخ للثورة وتُعرض في مهرجان كبير وعريق مثل «كان»، ثم إن استحسان النقاد والجمهور للفيلم زاد سعادتي وشعوري بالفخر لأنني شاركت فيه.

لكنّ عدداً من النقاد والسينمائيين اعترض على مشاركة الفيلم في «كان».

هذا أمر طبيعي فما من عمل فني يُجمع عليه الكل، وحرية التعبير مكفولة لأي كان، وكما عبّر فريق العمل عن رأيه من خلال الفيلم يحقّ للآخرين التعبير عن رأيهم أيضاً. في النهاية، أنا راض عن أدائي في الفيلم وسعيد بما حقّقه حتى الآن، وسعيد أكثر بأنه عبّر عن حالة كنا جميعاً نعيشها كمصريين، وساهم ولو بجزء بسيط في التأريخ للثورة.

كيف ترى المستقبل بعد الثورة وما توقّعاتك ومن تراه رئيساً لمصر؟

أرى أننا نعيش راهناً فترة حساسة جداً علينا جميعاً الوقوف معاً لنتخطّاها، وعدم تخوين بعضنا البعض، ففي النهاية كلّنا مصريون ونخاف على مستقبل بلدنا ونرغب في غد أفضل. أما اختياري لرئيس مصر القادم فسيّحدده البرنامج الانتخابي لكل مرشح، بالإضافة إلى عدم الاشتباه في تورّطه بقضايا فساد، أو ارتباط اسمه بالنظام السابق أو بأحد رموزه، وحتى الآن أرى في البرادعي الشخص الوحيد الذي تنطبق عليه هذه الشروط، لكن ما زالت تفصلنا عن انتخابات الرئاسة فترة زمنية تسمح بظهور عدد آخر من المرشحين، ثم إن البعض من هؤلاء لم يعلن بعد عن رؤيته للفترة المقبلة، ولو وجدت من يقدّم لي برنامجاً أفضل من برنامج البرادعي فسأنتخبه بلا أيّ تردّد.  

back to top