سورية: حمص تحت القصف والزبداني تحت الحصار
● الدوحة: «الفيتو» الروسي - الصيني رخصة للقتل ● لافروف سيدعو الأسد إلى تسريع الإصلاحات
تواصلت أمس العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد تحت عنوان "الحسم العسكري"، وتركزت في حمص والزبداني في ريف دمشق، وذلك غداة "الفيتو" المزدوج لروسيا والصين الذي عاق تبني مجلس الأمن قرارا يتبنى المبادرة العربية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد.لم تعط القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد فرصة لمدينة حمص للملمة جرحاها ودفن موتاها بعد المجزرة المروعة التي وقعت ليل الجمعة- السبت والتي كان ضحاياها أكثر من 330 شخصاً، فواصلت أمس القصف على أحياء ديربعلبة والبياضة وباباعمرو موقعة عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما أحكمت القوات الموالية حصارها على مدينة الزبداني في ريف دمشق، وقصفتها بالمدفعية استعداداً لعملية عسكرية واسعة، وذلك في ظل استمرار انقطاع المواد التموينية والغذائية من طحين وحليب الأطفال وانقطاع كامل للاتصالات والكهرباء والوقود عن البلدة. واندلعت في محيط البلدة اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية وعناصر "الجيش السوري الحر". وأعلن مصدر تركي أن إطلاق نار كثيف سمع ليل السبت- الأحد على الحدود بين سورية وتركيا، أدى إلى حالة هلع بين القرويين الأتراك الذين تحدثوا عن عمليات للجيش السوري في قريتين سوريتين هما عين البيضة وخربة الجوز. جاء ذلك وسط استمرار للتصعيد العسكري الذي تقوم به القوات الموالية تحت عنوان "الحسم العسكري"، وفي ظل غضب دولي غربي وعربي من الفيتو المزدوج الذي استخدمته روسيا والصين مساء أمس الأول ضد قرار غربي- عربي يتبنى المبادرة العربية التي تدعو الأسد إلى تفويض السلطة لنائبه وتشكيل حكومة مع المعارضة لتأمين انتقال سلمي للسلطة.«الجيش الحر»وقال قائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد أمس، إنه "لا يوجد طريق آخر" سوى القتال من أجل تحرير البلاد من نظام الأسد بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو". وفي حديث عبر الهاتف أجرته معه وكالة "أسوشيتد برس" قال الأسعد إن استخدام روسيا والصين للفيتو كان "ضربة للشعب السوري"، و"ليس فقط للمعارضة".«المجلس الوطني»إلى ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري استنكاره لموقفي روسيا والصين في مجلس الأمن، وأعلن أنه سيتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة، إلى جانب العمل على "انشاء مجموعة اتصال دولية من الدول المساندة لنضال الشعب السوري بما يعزز عزل النظام وتقويضه".الجامعة العربية من ناحيته، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان إن "الدول العربية لن توقف جهودها لحل الأزمة السورية رغم أن مساعيها لكسب دعم الأمم المتحدة عرقلتها روسيا والصين". وأضاف العربي أن "الجامعة العربية ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة وبالتنسيق مع كل الأطراف المعنية بالمسألة السورية من أجل تحقيق الهدف الأسمى الذي تعمل من أجله الجامعة العربية". وأوضح أن هذه الهدف يتمثل في "وقف كل أعمال العنف والقتل وحماية المواطنين العزل وإيجاد حل سياسي يمكن من تحقيق الإصلاحات... بما يحفظ لسورية وحدتها وسلامتها الوطنية ويجنبها أي مضاعفات داخلية أو تدخل عسكري خارجي". وأضاف البيان ان العربي "أعرب عن أمله في استجابة الحكومة السورية لمطالب شعبها وإنهاء حالة العنف ووقف نزيف الدماء". وتابع البيان ان وزراء الخارجية العرب سيلتقون يوم 11 فبراير الجاري لمناقشة الأزمة السورية، بهدف "اتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك إمكانية عرض الوضع مرة اخرى على مجلس الأمن".مؤتمر ميونيخوندد مسؤولون عرب وأجانب أمس في اليوم الأخير من "مؤتمر ميونيخ للأمن" بإحباط كل من روسيا والصين أمس مشروع قرار في مجلس الأمن تجاه سورية. واعتبر رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي من مقر المؤتمر الأمني في ميونيخ جنوبي المانيا احباط موسكو وبكين القرار "استخدام مفرط لحق النقض (فيتو) في المجلس الدولي"، مضيفا ان الفيتو هو حق يتم استغلاله ما يستدعي الأسرة الدولية مراجعة آلية التصويت في هيئاتها. وقال الجبالي إن "الشعب السوري ينتظر افعالا أقلها قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، وطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى"، مطالبا جميع الدول بطرد سفراء سورية من بلادها احتجاجاً على القمع الدموي الذي تتعرض له الحركة الاحتجاجية المعارضة. من جهته، رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ أيضا أن تصويت روسيا والصين شكل "اشارة سيئة" إلى الأسد "تعطي رخصة بالقتل". وأضاف رئيس الوزراء القطري الذي يرأس اللجنة الوزارية للجامعة العربية حول سورية: "للأسف كان أمس يوما حزينا وهذا ما كنا نخشاه بالضبط". ورأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن التصويت يدل على "استمرار عقلية الحرب الباردة". وأضاف أن "روسيا والصين لم تصوتا بأخذ الوقائع في الاعتبار بل ضد الغرب". وتابع ان "المسؤولية الاخلاقية للاسرة الدولية هي رفع الصوت وتوجيه رسالة قوية الى نظام الأسد". ودعت اليمنية توكل كرمان الحائزة جائزة نوبل للسلام في 2011، الموجودة في ميونيخ أيضا أمس كل الدول الى طرد السفراء السوريين. وقالت بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "باسم الشعب المسالم في سورية أدعوكم إلى طرد السفراء السوريين من بلادكم واستدعاء سفرائكم".موسكوفي المقابل، دافعت روسيا عن قرارها معارضة مشروع القرار الذي كان مجلس الأمن الدولي يعتزم إصداره بشأن سورية. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في لقاء مع التلفزيون الروسي أمس ان مشروع القرار يحتوي في مقدمته على صياغة تتيح استخدام القوة. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته غدا الثلاثاء إلى دمشق الى الدفع من أجل "التطبيق السريع للاصلاحات الديمقراطية الملحة". (دمشق، ميونيخ - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)أرفع منشق: المنطقة ستشتعل خلال أسبوعينحذّر العميد السوري مصطفى أحمد الشيخ، أرفع ضابط ينشق حتى الآن عن الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد، من أن "الانهيار الوشيك لجيش بلاده يمكن أن يدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى رد فعل نووي"، داعيا إلى "تدخل عاجل خارج نطاق مجلس الأمن الدولي" وإلى "تشكيل ائتلاف على غرار ما حدث في كوسوفو وساحل العاج". ورأى الشيخ في حديث إلى صحيفة "صنداي تلغراف" نشرته أمس أن "الجيش أصبح آلة قتل مجنونة، والمنطقة كلها ستشتعل ما لم يتم التوصل إلى حلّ في غضون أسبوعين"، مشيرا إلى أن "دور إيران ساهم في رفع أجواء التوتر إلى أقصى درجة في المنطقة، في حين ساعد النظام السوري على تحويلها إلى قاعدة للمؤامرات الإيرانية". وأكد أن "ثلث الجيش السوري فقط مستعد للقتال بسبب الانشقاق أو الفرار من الخدمة، في حين تعاني القوات المتبقية من انخفاض الروح المعنوية من جراء هروب معظم الضباط السنة أو اعتقالهم أو تهميشهم، ومن تدهور معداتها"، لافتاً إلى أن "الجيش السوري سينهار خلال شباط الجاري بسبب النقص في عدد العاملين فيه والذي لم يتجاوز %65 قبل اندلاع الاحتجاجات في 15 آذار 2011، وعدم تجاوز المعدات الجاهزة للقتال لهذه النسبة بسبب النقص في قطع الغيار". وقال العميد المنشق إن "النظام السوري يستخدم عناصر من الشبيحة والطائفة العلوية لتعويض النقص في الجيش، لكن الأخير غير قادر على الاستمرار أكثر من شهر"، مشيرا إلى أن "بعض عناصره تتصل بالجيش السوري الحر لمساعدتها على الفرار".نتنياهو: الأسد يذبح شعبهتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى افتتاحه الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس إلى الأحداث الأخيرة في سورية، وخصوصا "مجزرة حمص" الأخيرة. ورأى أن "الجيش السوري يذبح شعبه"، ملمحا إلى أن "الرئيس السوري بشار الأسد ليس لديه أي موانع لإلحاق الأذى بشعبه". وأوضح نتنياهو أنه "في الأيام الأخيرة تلقينا تذكيرا حيال المحيط الذي نعيش فيه، وسمعنا أقوال حاكم إيران بشأن القضاء على إسرائيل وشاهدنا الجيش السوري يذبح شعبه، وأحداثا دموية أخرى في منطقتنا"، وأضاف: "لا يوجد لدى زعماء معينين أي عوائق لإلحاق الأذى بشعبهم وجيرانهم"، مستنتجاً أنه "في منطقة كهذه فإن الامر الوحيد الذي يضمن الوجود هو القوة ونحن ملزمون بمواصلة تطوير القوة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية الإسرائيلية، وهذا ضمان وحيد لوجودنا ووجود السلام".