ثورة صاحب الحمار تفتتح أيام قرطاج المسرحية
تروي مسرحية «ثورة صاحب الحمار» التي يشارك فيها نحو 140 فناناً تونسياً قصة ثورة في القرن العاشر الميلادي، قادها أبوزيد بن خويلد الكيدادي من قبيلة زناتة البربرية غرب تونس، واتخذ فيها من الدين ستاراً للحصول على حقوق المزارعين. حولت «ثورة صاحب الحمار» للمخرج التونسي فاضل الجزيري مسرح قصر الرياضة في المنزه القريب من العاصمة تونس في افتتاح ايام قرطاج المسرحية الى خشبات عدة تعاقب عليها ممثلون وراقصون ومنشدون استحضروا «ثورة الكرامة والحرية» التونسية التي ادت الى الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي قبل عام.
وقامت هذه الثورة في مدينة المهدية العاصمة الاولى للفاطميين ودامت 13 عاما.وتسرد المسرحية كيف تحول صاحب الحمار من داعية ثائر يحارب من اجل قيم العدالة والكرامة والمساواة الى حاكم جائر وسفاح ماكر ساهم في قتل اهالي مدن تونسية وتخريب حقولها وتسميم ماء عيونها قبل ان ينقلب عليه مناصروه فيزج به في السجن ثم يلقى حتفه.وبوسائل تعبيرية ومؤثرات صوتية وضوئية طغت على مكان العرض، اختار الجزيري توثيق تاريخ شعب ثائر ضد الاستبداد مشيرا ضمنيا الى الثورة التونسية التي انطلقت شرارتها في مدينة سيدي بوزيد مع اقدام الشاب محمد البوعزيزي في 17 ديسمبر على احراق نفسه احتجاجا على الاهانة التي تعرض لها.واشعلت حركته اليائسة ثورة شعبية لا سابق لها اطاحت بنظام زين العابدين بن علي واعطت شرارة انطلاق الربيع العربي.ويتزامن تنظيم الدورة الخامسة عشرة لايام قرطاج المسرحية التي تنظم تحت شعار «المسرح يحتفي بالثورة» مع احتفالات تونس بالذكرى الاولى للثورة التونسية في 14 يناير.وعصر الجمعة شهد شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، استعراضا جماهيريا ضخما غير مسبوق قبل الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة العريقة التي تنظم كل سنتين بالتناوب مع ايام قرطاج السينمائية.وشارك في الاستعراض الذي اخرجه الفنان التونسي فتحي الهدامي، 150 شخصا وضم فرق الموسيقى النحاسية وخيالة الشرطة والجيش والحرس التونسي. وتستمر ايام قرطاج المسرحية ثمانية ايام ويقدم خلالها اكثر من 90 عرضا مسرحيا بمشاركة 15 دولة عربية واجنبية وافريقية في اماكن عدة من البلاد.ومن بين العروض التونسية التي تستأثر بالحصة الاكبر في البرنامج هذا العام مسرحية «انفلات» لوليد الدغسني و»التعتيم» لفتحي الذهيبي و«ضمير حي» لعلاء الدين ايوب و«يحيى يعيش» للفاضل الجعايبي وجليلة بكار و«فيسبوك» لمسرح فو و«قصر الشوك» لنعمان حمدة و«الكراسي» لمحمد الغزي و«اخر ساعة» لعزالدين قنون و«الخلوة» لتوفيق الجبالي.عربيا يشتمل البرنامج على عروض مسرحية من بينها «هملت ما كينة 2» للبناني عمر ابي عازر و«علبة الموسيقى» لمواطنته ميا زبيب و«ما وراء البحر» للجزائري عبدالعزيز يوسفي و«الكراسي» للفلسطيني جوليان مارخميس و«هملت» للمصري حسين محمود و«كلني يا جناب السلطان» للقطري علي محمود و«نهاية العالم ليس الا» للاردني نبيل الخطيب و«كرسي الاعتراف» للمغربي عبدالحق الزروالي و»عكبور خارج القصر» لليمني منير طلال.ويكرم المهرجان الذي يختتم في الثالث عشر من يناير في مسرح مدينة تونس بعرض «ترى ما رايت» لفرقة الفنون الدرامية والركحية بمدنين (جنوب).وللمرة الثالثة على التوالي لن تكون هناك مسابقة او جوائز للاعمال المسرحية المعروضة في ايام قرطاج المسرحية التي لن تقتصر هذه المرة على العاصمة بل ستشمل مدنا تونسية اخرى.وتعقد على هامش التظاهرة لقاءات حول «مستقبل المسرح بعد الثورة» و«النص الدرامي» و»الرعاية الثقافية».وفي البرنامج ايضا ورش تدريب في المسرح ولقاءات بين محترفين للتعريف بتجاربهم.وتعد ايام قرطاج المسرحية اعرق المهرجانات العربية والافريقية. ومنذ انطلاقتها في 1964 سجل حضور اسماء ادبية وفكرية وفنية كبيرة من بينها اميل حبيبي وجبرا ابراهيم جبرا وادوارد خراط.(تونس- أ ف ب)