الراشد والسعد ترصدان واقعية البيئة وحداثتها
افتتح أمس الأول معرض الفنانتين التشكيليتين سمر الراشد ومي السعد في صالة الفنون، برعاية وزير الإعلام الشيخ حمد جابر العلي الصباح، وحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة ونخبة من الفنانين التشكيليين والمهتمين ومجموعة من الضيوف، وضم المعرض ما يقارب الـ120 لوحة بألوان الزيت والإكريلك ومواد أخرى مختلفة القياسات، نفذت جميعها على "الكانفس"، إضافة إلى عمل تركيبي مميز.وتميزت معظم الأعمال بتجسيدها الواضح للبيئة الكويتية القديمة والحديثة، إضافة إلى توظيف الخط العربي بجاذبية وفن وتقنية عالية، الذي كان له الدور الأبرز في لفت نظر محبي اللغة والمهتمين بهذا الفن تحديداً، فقد عمدت الفنانتان على تقديم تجارب قديمة وأخرى حديثة، ضمن منظومة فنية فلسفية جمعت بين الواقع والتجريد، وأكسبت بدورها المعرض طابعا مميزا لاقى بدوره استحسان الحضور.
تجربة جديدةوفي حديث خاص لـ"الجريدة" أكدت الفنانة سمر الراشد أنها قدمت في معرضها تجربة جديدة بمنظور أوسع وخامات ومواد جديدة، بحرية أكبر وانفعالات مباشرة مع اللون والقماش، وصورت بها لمسات روحية خاصة بها، إضافة إلى ومضات من إحساسها، تعبر عن حبها وعشقها للوطن.وركزت الراشد على تجسيد البيئة الكويتية الحديثة التي عاشتها وتأثرت بها وبجمالها، وهي رسالة منها لرؤية الجانب المشرق والجميل من وطنها الكويت، خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد اليوم، قائلة: "رأيت ان اجمع أعمالا كنت قد رسمتها بحب لوطني، سميتها أشرعة الماضي في مرسى الحاضر".وأضافت: "قدمتها وأنا كلي يقين بأن حب الكويت يجمعنا، وقد عملت على مجموعة أخرى بعنوان فوضى الكراسي، وهو عمل فني يضم ما بين 11 لوحة فنية وعملا تركيبيا من مجسمات لكرسي المسؤولية، وهو عبارة عن رسالة لتذكير المسؤولين بمعنى المسؤولية". وتابعت انها قدمت مواضيع شرقية تحوي أصالة وعراقة لطالما جذبتها، فهي اليوم وبحسب ما جاءت به تقدمها بمجموعة حديثة وبمنظور شرقي أوسع، مستخدمة بدورها خامات ومواد جديدة بحرية اكبر وانفعالات مباشرة مع اللون والقماش، سمتها "عبث الحروف".طريقة متطورةوعن لوحاتها المشاركة في المعرض أشارت الفنانة مي السعد إلى أنها ركزت على تجربة الصوت والضوء، وهي محاولة إخراج الحركة إضافة إلى إخراج الصوت في تجسيد البيئة الكويتية القديمة بطريقة متطورة، فقد حرصت على استخدام اللون في بعض الأعمال، الذي جاء صريحا وصاخبا، وفي البعض الآخر بدونه، بمعنى أنها ركزت على الألوان الهادئة وغير اللافتة.أما مجموعتها الأخرى فقد أتت مختلفة تماما، فهي مجموعة لوحات لتجربة شعرية للشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد، التي كانت بدورها مصدر الهام لي بعد قراءتي مجموعتها الشعرية، مؤكدة أن كثيراً ما تساءل من حولها عن سبب تسليطها الضوء على هذه الشاعرة تحديداً، لتوضح أن فروغ هي من بحثت عنها وليست هي، فقد استطاعت هذه الشاعرة، بحسب ما جاءت به السعد، الكشف عن روحها للجمهور.وعن وجهة التشابه بين الشعر والفن ذكرت السعد أنهما يندرجان تحت مسمى واحد وهو الفن، فالشعر تعبير مسالم إن صح التعبير يختلف عن غيره من الفنون، وعما إذا كانت قد اعتمدت على بعض الأبيات لتجسيد "سيناريو" خاص بلوحاتها أكدت أنها عاشت حالة خاصة في بادئ الأمر لتستند بعدها إلى بعض النصوص التي كانت قد قرأتها في السابق، وهو نص لقصة امرأة كانت تسكن في غرفة مجاورة لامرأة تعرضت للضرب حتى لفظت أنفاسها داخلها، وهذا ما عمدت الفنانة على تجسيده في مجموعتها.إضافة إلى المجسم التكعيبي الذي جاء بهيئة إنسان من دون رأس مصنوع من القماش ومحاط بحقائب سفر طرزت على جسده نصوصا شعرية، فضلا عن كتب ونصوص شعرية وضعت داخل إحدى الحقائب سمتها "الحزن لا يحتاج وجها لنتعرف على ملامحه..."، ولاقت إعجاب واستحسان الحضور في صالة العرض.