مصمِّمة الحلي فاتن سعد الله: أستلهم تصاميمي من الأشعار الصوفيَّة
في مجموعتها الجديدة من الحلي، تتصدر الفضة وتسطع الأحجار مثل الأميتيست والغرانيت مع الأحجار ذات الألوان الزاهية مثل العقيق والزمرد، ويتجاور التراث الفلاحي المنقوش مع الأشعار القديمة... حول جديدها وبصمتها الفريدة في عالم المجوهرات كان اللقاء التالي مع مصممة الحلي فاتن سعد الله.
كيف تجمعين في تصاميمكِ بين العصرنة والتراث؟أعشق التاريخ وأهتمّ بالتفاصيل وأبحث عن أصل كل شيء، فمن روح الحضارات القديمة أستلهم أفكاراً تجعلني أبتكر تصاميم تراثية بطابع عصري يواكب الجديد في عالم الموضة. كذلك يظهر الطابع الثقافي الإسلامي في تصاميمي من خلال استخدام عبارات دينية وحِكم وأشعار صوفية لرابعة العدوية والإمام الشافعي وغيرهما.تراثنا القديم غني بأفكار يمكن إدراجها في تصاميم الحلي، وقد ساعدني البحث فيه على كشف ميزة المصاغ اليدوي وقيمته الفنية وإعادة تصميمه بشكل عصري.ما العناصر التراثية التي استلهمت منها مجموعتك؟السبحة نظراً إلى تاريخها العريق فحولتها إلى قطعة حلي عصرية تتهافت النساء والفتيات على اقتنائها، وتنوعت التصاميم بين الخواتم والعقود والغوايش.كذلك أدخلت الخطوط العربية والكف على الكردان الفلاحي فأضفيا على الحلي قيمة مضافة إلى قيمته الأصلية، خصوصاً إذا كانت تحمل أشعاراً أو أدعية أو آيات قرآنية أو كلمات تعبّر عن مشاعر خاصة للمرأة.هل تماشي تصاميمكِ جديد موضة الأزياء؟بالطبع، فأنا أهتم بتصميم مجموعة جديدة لكل موسم وكل مناسبة، إلا أن أكثر ما يميز الحلي اليدوي الذي يحاكي التراث القديم أنه لا يرتبط بموضة معينة، فبعض التصاميم يعيش سنوات ويصلح لمناسبات عدة. من هنا، كل مجموعة أبتكرها لا تبطل إطلاقاً.هل يؤشر ارتفاع أسعار الذهب والأحجار إلى تراجع أناقة المرأة واتجاهها نحو الأكسسوار الصيني وغيره؟تتميّز المرأة العربية عموماً بذوق رفيع وتبحث عمَّا يزيد تألقها وأناقتها مهما ارتفعت الأسعار، خصوصاً أن ثمة أساليب وطرقاً مبتكرة نستخدمها كمصممين للحلي تغني المرأة عن الذهب. مثلاً، نطلي الفضة بماء الذهب ونعطيها شكل قطع الذهب ونزينها بالأحجار الكريمة ونستخدم المينا وهي تقنية أقرب في مظهرها إلى الأحجار الكريمة وتتميّز بتنوع ألوانها وثباتها على المعدن وسعرها أقلّ من سعر الأحجار الكريمة ونصف الكريمة.ما أقرب الأحجار إليك؟ثمة أنواع كثيرة، لكن أقربها إلي السترين والغرانيت والتورمالين.من واقع دراستك للطاقة الموجودة في الأحجار ما تأثيرها الصحي والنفسي والطبي؟الأميتيست يساعد على هدوء الأعصاب ويقلل الإحساس بالألم. العقيق يجلب الاستقرار ويساعد في علاج مشاكل الغدد وتوسيع النظرة إلى المحيط الذي يعيش وسطه الشخص. الكهرمان يقي من الحسد. الفيروز يضعه المسافر ليقيه من الشر ويجلب السعادة ورضى النفس. التورمالين يهدئ الأعصاب ويخفف من آلام المفاصل. السترين يفيد في علاج الاكتئاب ويساعد على التفكير الهادئ.ما الذي يميّز بصمتك في تصميم الحلي؟ في كل مجموعة أبتكر قطعة مميزة لن أكررها لإعادة وهج الحلي الراقية إلى ثقافتنا، بالإضافة إلى تحقيق الفرادة لكل سيدة تتزين بتصميم غير تقليدي.كيف كانت بدايتك مع تصميم الحلي؟اعتمدتُ على موهبتي التي صقلتها بعد ذلك بالدراسة. كانت الأحجار محور دراستي التي بدأتها في ميامي في الولايات المتحدة ثم بلجيكا واستكملتها في مصر.لماذا التركيز على الأحجار؟لأنها تجذبني بألوانها وأشكالها والطاقة المستمدة منها.هل يتطلب تصميم الحلي دراسة أم يكفي الاعتماد على الموهبة؟لا بد من توافر الموهبة، لكن الدراسة والاطلاع على الثقافات الأخرى في مجال الحلي هما الأساس، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات الرواد ولا أنكر أن دراستي للأحجار وفن تصميم الحلي ساعداني في الانطلاق (2007) وتحقيق نجاح سريع.ما أبرز الخامات التي تعتمدين عليها في تصاميمك؟من المعادن: فضة 925، ذهب عيار18، من الأحجار النفيسة: العقيق، الزفير، الياقوت، الغرانيت، الكهرمان، الفيروز، الأميتيست، السترين. كذلك أستخدم أخشاباً تنمو في التيبت، وخشب الكوك القديم في التاريخ إذ صنعت منه عصا سيدنا سليمان وسفينة سيدنا نوح عليهما السلام.من أين تحصلين على الأحجار الكريمة؟أسافر إلى بلد المنشأ مثل تايلاند وتركيا وأميركا، حيث تتوافر أحجار بدرجة نقاء عالية.كيف يمكن معرفة الأحجار الحقيقية من الأحجار الزائفة؟تؤدي الخبرة دورها، فلكل حجر درجة نقاء معينة ومواصفات يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان مزيفاً أم لا. الكهرمان مثلاً وزنه خفيف، أما إذا كان وزنه ثقيلاً وتفوح منه رائحة المستكة فهو حجر مقلد. أيضاً ثمة أجهزة صغيرة نستطيع من خلالها الكشف عن الحجر ومعرفة درجة نقاوته.من المصمم الذي تروق لك تصاميمه؟أعشق تصاميم الفنانة الرائدة عزة فهمي، وتعجبني طريقة المصمم العالمي ماثيو كامبل، إذ يشتغل الفضة والذهب يدوياً من الألف إلى الياء من دون الاستعانة بأي آلة.