وثيقة لها تاريخ: نواخذة الماء يقدمون شكاية أخرى ضد عبدالرحمن جاووش

نشر في 26-08-2011
آخر تحديث 26-08-2011 | 22:01
 

استكمالاً للحلقتين السابقتين اللتين تطرقنا فيهما إلى مشاكل نقل المياه من شط العرب إلى الكويت في الماضي، ننشر اليوم وثيقة جديدة تاريخها 13 جمادى الآخرة 1355 هـ (الموافق 31 أغسطس 1936م)، يشكو فيها عدد من نواخذة الماء لأمير الكويت الشيخ احمد الجابر سوء معاملة مدير جمرك الفاو لهم، حيث يتهمونه بأنه يعطل حركتهم، ويجبرهم على الدخول إلى داخل الخور لمراجعة إدارة الجمرك، وهذا أمر يتسبب في تأخير عودتهم إلى الكويت، وتنعكس على ذلك أضرار عليهم وعلى من ينتظر أن يشتري الماء منهم في الكويت. تقول الوثيقة:

"إننا نواخذة سفن الماء الموقعون أدناه نقدم شكايتنا على مدير جمرك الفاو وسوء معاملته لنا. إن المدراء السابقين كنا إذا أتينا نسترخص منهم في أي وقت كان، فهم يرخصونا ويسهلون لنا. أما المدير الحالي عبدالرحمن جاووش فانه يعاملنا معاملة سيئة على الدوام. فإذا أردنا رخصة بعد العصر من كل أيام الأسبوع فانه يمنع ذلك ويشفعها بشتائم وسباب بذيئة ويؤخرنا الى منتصف اليوم الثاني نكاية بنا. وفي الأخير لما جئنا في يوم الخميس الموافق 9 جماد الثاني وأردنا نترخص منعنا بشدة وأخرنا إلى يوم السبت 12 منه بعد الظهر، إننا نلتمس النظر في هذه القضية. 13 جماد الثاني 1355هــ.

عبدالعزيز بن حسن - عبدالعزيز بن ادريس - عبدالله بن عباس

راشد عبدالرحمن غلوم عبدالله   حسين دمخي

إبراهيم نصرالله يوسف الفلاح   عبدالله جمعة

ومن قراءة هذه الوثيقة، التي هي نقل من الأصل، نلاحظ ما يلي:

أن نواخذة جلب الماء من الشط تعاملوا مع الوضع بكياسة وبشكل حضاري، فلم يأخذوا حقهم بالاشتباك مع مدير الجمرك او باستخدام العنف، بل لجأوا إلى أمير البلاد، وأطلعوه على الأمر، ليقوم ولي الأمر باتخاذ المناسب بهذا الخصوص.

يبدو أن بعض المديرين السابقين كانوا متعاونين مع النواخذة الكويتيين، كما أشار النواخذة في شكواهم، وكانوا يتساهلون مع أبوام الماي الكويتية، إلا أن المدير المشار إليه في الشكوى لم يلتزم بمنهج من سبقه، مما يؤكد ان المعاملة تكون على حسب المدير الموجود، وليس على أساس نظام معتمد بين الطرفين.

يبدو أن نواخذة الماي كانوا يذهبون في بداية اليوم ويعودون في نهايته حسب اتجاه الريح وموعد هبوبها، إلا أن إجراءات جمرك الفاو كانت تؤخرهم حتى منتصف اليوم التالي بدون أسباب مقنعة، نكاية بهم كما أشار النواخذة إلى ذلك في الشكوى.

بالنظر إلى أسماء النواخذة المذكورة أسماؤهم في نهاية الشكوى، يتضح لنا أن نواخذة الماي يختلفون عن نواخذة السفر ونواخذة الغوص، وربما يكون نواخذة السفر ونواخذة الغوص أكثر تمرنا وخبرة من نواخذة الماي، أو كما يسمون أحيانا "نواخذة قطّاعة".

في الحلقة المقبلة سننشر إن شاء الله الوثيقة التي تتضمن رد الشيخ احمد الجابر على هذه الشكوى أو "الشكاية" بلهجة أهل البحر في الماضي.

back to top