موالو الأسد يحتشدون في دمشق والمعارضون يردّون بتظاهرات

نشر في 13-10-2011 | 01:01
آخر تحديث 13-10-2011 | 01:01
• أمير قطر: تشكيل «المجلس الوطني» خطوة مهمة  • واشنطن تعتقل سورياً تجسس على المتظاهرين

شارك آلاف السوريين أمس في تظاهرات مؤيدة للرئيس بشار الأسد ونظامه في دمشق دون حصول أي حوادث أمنية، بينما رد المحتجون المعارضون بتظاهرات مضادة في عدة مدن.

تظاهر الآلاف من السوريين المؤيدين للرئيس بشار الأسد ونظامه أمس في ساحة «السبع بحرات» في العاصمة دمشق، معبرين عن تأييدهم للأسد وشكرهم لروسيا والصين بسبب استخدامهما حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدين السلطات السورية لقمعها المحتجين المطالبين بالحرية والديمقراطية.

وعلى عكس التظاهرات المعارضة التي تواجهها قوات الأمن بالرصاص الحي، خرج آلاف المؤيدين للنظام إلى التظاهر دون حدوث أي حادث أمني، ما دفع الناشطين المعارضين إلى التساؤل عن مكان وجود «المندسين والإرهابيين والعصابات المسلحة»، التي يقول النظام إنها تطلق النار على رجال الأمن والمتظاهرين السلميين لإثارة الفتنة. وفي المقابل، تظاهر آلاف المعارضين في دمشق في حي القدم وحي العيسلي وحي ركن الدين، وفي بعض قرى ريف دمشق، وفي حمص وإدلب وحماة ودير الزور، مطالبين بتنحي الأسد ومحاكمته على قتل المتظاهرين.

وفي دمشق في ساحة السبع بحرات، رددت الحشود التي رفعت صوراً للأسد وأعلام سورية وروسيا والصين و»حزب الله» الشعار التقليدي للمؤيدين وهو «الله سورية بشار وبس»، بالإضافة إلى شعارات أخرى مثل «أميركا اطلعي برا وسورية راح تبقى حرة».

وكان موالون للأسد دعوا على صفحة «وطني سورية» على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) إلى هذه التظاهرة التي قالوا إنها تهدف إلى «دعم الوحدة الوطنية والتضامن مع أهالي الشهداء وتقديم شكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سورية»، مؤكدين أنهم يريدون «إدانة لما يدعى بالمجلس الانتقالي في اسطنبول وعملائه».

من ناحيته، زعم الرئيس السوري خلال لقائه وفداً من الحزب السوري القومي الإجتماعي في لبنان، أن بلاده استطاعت «تجاوز المرحلة الأصعب وتقوم بالإستفادة مما جرى للنهوض بالواقع السوري وجعل سورية الدولة المتمسكة بمبادئها وعروبتها وقوميتها نموذجاً يحتذى به في المنطقة».

وأوضح بيان رئاسي أن الأسد بحث مع وفد «القومي» ما تشهده المنطقة من «مخططات تستهدف تقسيمها وإعادة السيطرة عليها والتحكم بثرواتها»، مشيراً الى أن «أعضاء الوفد عبّروا عن «ثقتهم بأن سورية ستنجح في مواجهة المحاولات الرامية لضرب نهجها القومي والعروبي وحالة الإستقرار فيها».

إلى ذلك، أعلن المحامي ميشال شماس أمس أن القضاء السوري قرر الإفراج بكفالة عن المعارض البارز وليد البني القيادي في «إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي» المعتقل منذ 6 أغسطس الماضي بتهمة «التحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية».

أمير قطر

في غضون ذلك، اعتبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن ولادة المجلس الوطني السوري تشكل «خطوة مهمة»، وطالب الحكومة السورية «بالتفاهم معه» لمصلحة سورية، وذلك في تصريحات لقناة الجزيرة بثت ليل الثلاثاء - الأربعاء.

وقال الشيخ حمد: «تشكيل المجلس الوطني السوري خطوة مهمة (...) إنه لمصلحة سورية إذا استطاعت الحكومة السورية الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للأمة السورية توازنها وتبني مستقبلها من جديد»، وأضاف: «أعتقد أن هذا يكون جيداً، وأعتقد أن هذا المجلس له تقريبا شرعية من المحتجين».

من جهة أخرى، أكد الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجود تحرك عربي في اتجاه الأزمة السورية، وأضاف أن «المطلوب الآن هو إيقاف القتل وإيجاد مجال للناس لتناقش أمورها بين بعضها وتبتعد عن عملية القتل شبه اليومية». وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ د. محمد الصباح أعلن أمس الأول أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا لبحث الأوضاع في سورية.

واشنطن

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت في مؤتمر صحافي مساء أمس الأول، إن النظام السوري بات يشعر بتهديدات أمنه، واستقراره بشكل أكبر اثر التئام وتنظيم صفوف المعارضة السورية، في إشارة إلى تشكيل «المجلس الوطني السوري».

وأوضحت نولاند أن الإدارة الأميركية أبلغت للمعارضة السورية «أهمية بلورة خارطة الطريق التي يمكنهم العمل من خلالها لتحقيق مرحلة انتقالية سلمية ترتكز على ترسيخ مبادئ الديمقراطية، وممارسة الشراكة المجتمعية في عملية صنع القرار».

في سياق آخر، اتُهم مواطن أميركي، سوري المولد، بالتجسس على نشطاء معارضين لنظام الأسد في الولايات المتحدة، وتقديم معلومات استخبارية إلى وكلاء استخبارات سوريين.

ووفقاً للاتهام الذي أعلن أمس، ألقي القبض على محمد سويد في مدينة ليسبرغ بولاية فيرجينيا أمس الأول، واتهم بالتآمر في الولايات المتحدة بصفته جاسوساً لحكومة أجنبية.

ومثل سويد أمام المحكمة الجزئية الاميركية في الكسندريا أمس. ووفقاً للائحة الاتهام، فقد أرسل سويد عشرين تسجيلا صوتيا ومصورا ما بين أبريل ويونيو الماضيين لوكالة الاستخبارات السورية. وذكرت لائحة الاتهام أيضا أن سويد سافر إلى سورية في يونيو الماضي لمقابلة الأسد شخصيا. كما حاول تجنيد آخرين لمراقبة المظاهرات المناهضة للأسد في الولايات المتحدة.

(دمشق - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top