واشنطن تتخّوف من شنّ هجوم إسرائيلي أحادي ضد إيران

نشر في 05-11-2011 | 19:30
آخر تحديث 05-11-2011 | 19:30
No Image Caption
أعرب مسؤولون أميركيون أمس، عن تخوّف بلادهم من احتمال شنّ إسرائيل ضربةً عسكرية ضد إيران من دون التشاور مع واشنطن، وذلك في ظل التقارير الواردة حول سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك إلى إقناع الحكومة بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني.
بعد أن عادت اللهجة العسكرية إلى الواجهة بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية بين إيران وإسرائيل، ذكرت مصادر عسكرية أميركية أمس، أن واشنطن صعدت من "رقابتها" على إيران وإسرائيل على خلفية مخاوف من استعداد الدولة العبرية لتوجيه ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، قد تستخدم فيها تل أبيب الصواريخ البالستية من دون التشاور مع واشنطن.

ونقلت شبكة "سي أن أن" أمس، عن مصدر عسكري أميركي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية القضية، قوله رداً على سؤال حول ما إذا كان "البنتاغون" (وزارة الدفاع الأميركية) قلقاً من هجوم إسرائيلي على إيران: "بكل تأكيد".

وذكر المصدر أن "القيادة المركزية الأميركية والأخرى الأوروبية كثفتا من مراقبة أي تحركات عسكرية في كلا البلدين".

وصرح مصدر آخر لـ""سي أن أن" بأن أميركا تراقب عن كثب أي تحركات عسكرية في البلدين، معلقاً على تأكيدات إسرائيلية سابقة لواشنطن بإخطارها مسبقاً قبيل أي عمل عسكري بأن "هذا الأمر لا يبدو مؤكداً".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقدِّر بأن أي ضربة إسرائيلية ستتضمن استخدام صواريخ بالستية وطائرات مأهولة، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر نظراً لحاجة المقاتلات لاستخدام المجال الجوي لدولة ثالثة وإعادة التزود بالوقود في الجو ما يتيح رصدها بأجهزة الرادارات المنتشرة في المنطقة.

وتطرق المصدر إلى مخاوف أميركية بعيدة المدى قد تنبثق عن الخطوة مثل تعرض القوات الأميركية في المنطقة لأعمال عدائية، جازماً بأنه ليست لدى الولايات المتحدة في الوقت الراهن أي نية لضرب إيران.

تقرير الوكالة

وفي سياق متصل، أعلن دبلوماسيون غربيون مساء أمس الأول، أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي سيصدر الأسبوع المقبل، من المتوقع أن يتضمن دليلاً بشأن أبحاث وأنشطة متصلة بتصنيع أسلحة نووية.

وقال الدبلوماسيون ان الوثيقة المنتظرة ستزيد من الشكوك في أن طهران تسعى لامتلاك القدرة على صنع قنابل نووية، لكنها لن تذكر ذلك صراحةً.

وأفاد مسؤول غربي بأن "هناك أجزاء من البرنامج الإيراني، من الواضح أنها لا تصلح إلا أن تكون مخصصة لأغراض نووية سرية".

كما ذكر دبلوماسيون وخبراء أن الوكالة الدولية ستقدم من خلال ملحق فني لتقريرها الربع السنوي القادم بشأن إيران، الكثير من التفاصيل الجديدة وتضيف إلى أسباب القلق حول عسكرة البرنامج النووي الإيراني.

خامنئي والثورات

وفي سياق آخر، اعتبر المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي أن اندلاع الثورات والانتفاضات في بعض الدول الإسلامية، من أهم قضايا العالم الإسلامي التي يمكن أن تغيّر مصير الأمة، وتبشّر بمستقبل مفعم بالتطور، داعياً الشعوب المنتفضة للمضي بهذا الطريق ومواصلة الصمود واليقظة أمام مكائد القوى الكبرى.

وأضاف خامنئي في نداء وجهه للحجاج، أن هذه الأحداث أطاحت في مصر وتونس وليبيا "بالطواغيت المتفرعنين الفاسدين العملاء. وفي بعض البلدان الأخرى تتصاعد أمواج الثورات الشعبية لتهدّد قصور المال والقوّة بالإبادة والانهدام".

وتابع قائلاً انه بالرغم من سيطرة الحكام العلمانيين وما بذلوه من سعي في السر والعلن لعزل الدين عن الحياة في هذه البلدان، "فإن الإسلام صار هادياً وموجّهاً للألسن والقلوب بنفوذٍ وحضورٍ باهرٍ وعظيمٍ، وبعث الحياة في أقوال الجماهير المليونية وأعمالهم وفي تجمعاتهم ومواقفهم" معتبراً الانتخابات الأخيرة في تونس بأنها برهان قاطع على ذلك.

وأضاف أنه "لا ريب فإن الانتخابات الحرّة في أي بلد إسلامي آخر لن تكون نتائجها مغايرة لما حدث في تونس".

العلاقة مع الهند

في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، أن زيادة التعاون بين بلاده والهند في القضايا الإقليمية يؤدي إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

وصرح نجاد لدى استقباله رئيسة مجلس النواب الهندي ميرا كومار بأن "الأواصر الثقافية والعاطفية بين الشعب الإيراني والهندي راسخة، والذين استهدفوا أمن المنطقة لا يريدون للبلدين تحقيق التطور لأنهم يدركون أنه لو تحقق ذلك فان جذور الثقافة والاستقلال والحرية ستتعمق في العالم".

(واشنطن، طهران ــــــ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

 

back to top