الاقتباس في أفلام الموسم... استسهال وتقليد بعيداً عن التمصير

نشر في 19-09-2011 | 00:01
آخر تحديث 19-09-2011 | 00:01
ما الأسباب التي تدفع السينمائيين إلى اقتباس أفلام أجنبية؟ هل هو فقر في الإبداع والسيناريوهات أم استسهال وتقليد؟ هل نجح السينمائيون في الاقتباس أم ظهرت أفلامهم مجرد مسخ مشوّه للأفلام الأصلية.

«بيبو وبشير»، «أنا بضيع يا وديع»، «يا أنا يا هو{، ثلاثة أفلام تُعرض راهناً مقتبسة عن أفلام أجنبية، الأول عن «فتاة الوداع»، الثاني عن «المنتجون» والثالث عنMe Myself  للنجم جيم كاري.

حول هذا التوجه في صناعة الأفلام تقول مخرجة «بيبو وبشير» مريم أبو عوف إنها لم تقصد الاقتباس من أي عمل عربي أو أجنبي، وترى أن استخدام التيمة نفسها لا يعني التقليد مشيرة إلى أن ثمة تيمات درامية محدودة تدور حولها الأفلام كافة. فالمهم، برأيها، معالجة العمل التي تؤكد أبو عوف أنها تختلف تماماً في فيلمها عن الأفلام الأجنبية أو العربية المشابهة. بدوره، يرى بطل «يا أنا يا هو{ نضال الشافعي أن الاقتباس ليس عيباً وأن السينما المصرية شهدت في بداياتها تمصير أفلام أجنبية، فالمهم هو النجاح في ذلك بعيداً عن التقليد والنقل الحرفي، وهذا ما نجح فيه «يا أنا يا هو{، حسب رأيه، مؤكداً أن القصة الرئيسة مختلفة تماماً عن Me Myself الذي جسّد فيه جيم كاري شخصية ضابط شرطة، فيما يجسّد الشافعي في فيلمه شخصية صحافي، كذلك جاءت الأحداث مغايرة تماماً.

من جهته، يوضح بطل «أنا بضيع يا وديع» أيمن قنديل أن السيناريو من مسؤولية المؤلف، فيما ينحصر دوره هو في تنفيذه بالشكل المطلوب.

مجرد تقليد

يلاحظ الناقد السينمائي وليد سيف أن هذه الظاهرة لا تنتمي إلى التمصير بل هي مجرد تقليد لأفلام أجنبية، ما يؤدي إلى هبوط متوقّع لفن السيناريو في مصر. يقول: «يتبجّح نجوم ومخرجون باللجوء إلى الـ Reference، المقصود بها الرجوع إلى مشاهد من أفلام وتقليدها بزواياها ودرجات إضاءتها وحركة الممثلين وديكوراتها وأزيائها وخلفياتها الصوتية والتفاصيل المختلفة، وهم يعتبرون ذلك تدعيماً لفيلمهم بمرجعيات سينمائية، في حين أنه يعدّ في حقيقة الأمر ترقيعاً، يسطو فيه صناع الفيلم على إبداع الآخرين».

يضيف سيف: «أتصوّر أن بعض النجوم يشاهد أفلاماً على مدار العام، فيجد في بعضها مشاهد تثير إعجابه وشهيّته ورغبته في أن يفعل مثلها، من ثم يحتفظ بها في ذاكرته حتى إذا ما عرض عليه سيناريو ما، أياً كان موضوعه أو قصته، يقدم هذه الذخيرة المهلهلة من المشاهد واللقطات للمخرج والسيناريست ويلزمهما بإضافتها إلى  السيناريو{.

يتابع سيف: «غالباً، لا يجد المؤلف والمخرج أي غضاضة في هذا الأمر، فهو يوفّر على الأول تأليف مشاهد قد تفشل قريحته في الإتيان بمثلها وعلى الثاني تشغيل ذهنه بأعباء إبداعية أو تنفيذية تتعلق بأمور لا أهمية لها، مثل البحث عن صورة خلاقة ومعبرة أو التفكير في تتابع بصري سليم وإحكام المشهد بتفاصيل يفترض تصوّرها تمهيداً لتركيبها بشكل سليم لبلوغ التأثير المطلوب، وغيرها من الأمور التي توفرها المشاهد المنقولة، مع ضمان عدم الوقوع في أخطاء أثناء المونتاج ما دامت ستأتي مطابقة للصورة في الفيلم المقتبسة عنه».

سرقة

يتّفق الناقد فوزي سليمان مع سيف في أن ما يحدث راهناً لا يمكن تسميته تمصيراً بقدر ما يسمى سرقة وسطواً، مشيراً إلى حالة الإفلاس التي يعاني منها السينمائيون المصريون، إذ لم تعد لديهم القدرة على الإبداع فيقتبسون أفلاماً أجنبية ناجحة كنوع من الاستسهال والبحث عن نجاح مضمون، كذلك يرضي النجوم غرورهم بإيهام أنفسهم بأنهم وصلوا إلى نجومية النجوم العالميين، فيقلّدونهم حرفياً.

back to top