الائتلافية تنسحب... والوسط والمستقلة ترفضان منع الاختلاط
جموع طلابية تُعد مناظرة لاختيار ممثليها للانتخابات المقبلة
نظم عدد من طلبة الجامعة مناظرة طلابية بين القوائم المتنافسة على انتخابات الاتحاد المقبلة، لكشف اتجاهات القوائم، ومساعدة الطلبة في اختيار ممثليهم بالجامعة، وتم التطرق فيها إلى أسباب الاختيار، وماذا ستقدم كل قائمة، والأهداف التي تسعى إليها خدمة للطلبة.تحت عنوان "صوتي أمانة" نظمت مجموعة من طلبة جامعة الكويت أمس مناظرة بين ممثلي القوائم الطلابية بالجامعة في كلية الآداب بقاعة الندوات عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً، وذلك برعاية الموقع الإلكتروني "إعلامي دوت نت" لتعريف الطلبة بالقوائم الطلابية من جهة، وتسليط الضوء على فنون المناظرة بشكل منظمومنسق من جهة أخرى، فضلاً عن فريق حكام من الطلبة يقود هذه المناظرة.وأكد المنظم العام للمناظرة الطالب عبدالعزيز المعوشرجي في تصريح خاص لـ"الجريدة" أن المناظرة بين ممثلي القوائم تهدف إلى توعية طلبة أعلى صرح أكاديمي بضرورة حسن اختيار قائمتهم النقابية لتمثيلهم أمام كليتهم والاتحاد، لافتا إلى قيادة الطلبة لهذه المناظرة من الألف إلى الياء مشاركة وتحكيماً وحضوراً.وأوضح المعوشرجي انه تمت مخاطبة جميع القوائم للمشاركة، مؤكداً أن قائمة الوسط الديمقراطي رشحت الطالب جابر اشكناني لتمثيلها، ورشحت القائمة المستقلة الطالب حبيب الصفار، بينما انسحبت القائمة الائتلافية، رغم اخطارها بالمشاركة.أربعة محاوروأشار إلى أن المناظرة قامت على أربعة محاور رئيسية، أولها "زيادة المكافأة الطلابية" والثاني "لماذا نصوت لقائمتك؟" بينما دار المحور الثالث حول "ما الذي سوف تقدمه للطلبة عند حصولك على منصب رئاسة الاتحاد؟" أما الأخير فتناول "ما الذي ستغيره قائمتك إذا حصلت على منصب رئاسة الاتحاد؟".وتمت آلية المناظرة بطرح المحور الأول على أحد الممثلين، ثم الآخر وهكذا، مع فتح المجال لكل ممثل بالحديث خمس دقائق، وكانت هناك مشاركة طلابية لافتة بتقديم عدد من الأسئلة إلى ممثلي القوائم الذين تطرقوا إلى موضوعات شتى تهم طلبة الجامعة كلهم.المكافأة الاجتماعيةوأكد ممثل القائمة المستقلة بجامعة الكويت حبيب الصفار أن قائمته اطلعت على زيادة المكافأة الاجتماعية، التي تقدر بـ200 دينار والتي رفضتها الحكومة، مبينا "أننا أصدرنا تصريحا نؤيد فيه رفع المكافأة، نظراً لتراكم أعباء المعيشة على الطلبة، وأوضحنا أن الرفض تجاهل الأعباء التي يتعرض لها طلبة الجامعة".من جهته، قال ممثل قائمة الوسط الديمقراطي جابر أشكناني: "إن زيادة المكافأة الاجتماعية أمر محتم في ظل ما نعيشه من غلاء"، لافتا إلى أن التحرك الفعلي للاتحاد فيما يتعلق بالمكافأة لم يتم إلا منذ فترة بسيطة من خلال مقابلة النواب، مؤكدا أن قائمة الوسط الديمقراطي "لا تطمح فقط إلى زيادة المكافأة الاجتماعية بل تطمح أيضاً إلى زيادة مكافأة التفوق التي تعتبر أجدر من المكافأة الاجتماعية التي تشجع الطلبة على بذل مزيد من الجهد".لماذا نصوت لقائمتك؟وعن الأسباب التي تجعل الطالب يصوت لقائمة معينة دون غيرها أفاد الصفار بأن "القائمة المستقلة هي قائمة طلابية معتدلة تسعى إلى استقلالية الحركة الطلابية والعمل النقابي، بعيدا عن التيارات والأيديولوجيات السياسية المختلفة من أجل المصلحة الطلابية بالدرجة الأولى والأخيرة في إطار عربي إسلامي". ولفت إلى أن تأسيس "المستقلة" وخوضها انتخابات الاتحاد الوطني يعودان إلى أنها تأسست عام 1986م في ظل الفتنة الطائفية التي طرأت على الحرب الإيرانية- العراقية التي تسببت في تشتيت منطقة الخليج العربي بشكل عام، مما أدى إلى وجود طرح طائفي، ولذا جاءت "المستقلة" بصوت وطني كويتي يشدد على أن الكويت كانت دائما مجتمعا مترابطا، رافضا أي ممارسة تمس ترابط المجتمع. وبيَّن الصفار أن قائمته تأسست ضمن مبادئ معينة، وعاؤها الإسلام الذي تستقى منه الحلول، رافضة تجزئة الإسلام إلى تيارات مختلفة، أو تقسيم المجتمع إلى طبقات، مؤمنة بالمساواة، تعتز بعروبتها، دون ازدراء لأي جنسية أو أصل آخر.وأوضح أن القائمة المستقلة هدفها الفكري هو الإسلام المعتدل، مبيناً أنها نظمت تحركات عديدة، لاسيما في قضية الأسرى التي كان لها دور كبير في دخول مجلس الأمة على الخط لتشكيل لجنة البحث والتقصي عن الأسرى في مجلس الأمة.أما أشكناني فأشار إلى أن "لدينا في الجامعة قوائم مختلفة الأفكار، وقد يدلي الطالب بصوته لإحداها بناء على علاقات شخصية لا قناعات، وهذا أمر مرفوض" مبينا أن الإطار الفكري لقائمة الوسط "يقوم على انتهاجها فكراً منذ عام 1974م، وهو مستمر إلى الآن، يستند إلى الوطنية والديمقراطية، إضافة إلى الديمقراطية، فرؤيتنا تختلف، فرغم أنها تقوم على منظور وطني، لكنه ليس عنصريا أو طائفيا، ولذا فإننا نرفض القبلية والطائفية".ولفت أشكناني إلى أنه "من مظاهر الديمقراطية لدينا المساواة والعدل والاحترام لحقوق المرأة، فقد جعلت قائمتنا المرأة منسقة وأيضاً مرشحة، لا شيئا هامشيا" مبينا أنها تستهدف نشر الوعي الوطني والعمل على إنشاء جامعة متطورة، متمنيا "الابتعاد عن القبلية والطائفية والعلاقات الشخصية عند الاختيار، فطالب يصوت اليوم لطائفة أو قبيلة عند تخرجه ودخوله مجلس الأمة سيحمل هذا المبدأ معه إليه، ما يهدد المجتمع بالتشرذم والتأخر". الديمقراطيةوذكر اشكناني أن الديمقراطية كانت موجودة سابقا عند اليونانيين، فعندما بحثوا عن طريقة يكفلون بها حق الأغلبية وجدوا أن الديمقراطية هي الأساس في حفظ حقوقهم، ففكر الديمقراطية ناتج عن التفكير، والفكر يتحول إلى ممارسة، متسائلا: "اذا كانت القائمة المستقلة ذات فكر اسلامي، فكيف تمارس الإسلام داخل القائمة؟".وعن موضوع التصويت قال اشكناني: "إنه حق للمرأة، وعندما نريد تأسيس الديمقراطية يجب أن يكون هناك رجل وامرأة، ولا نهمش الغير، فمشاركة المرأة من اسس الديمقراطية".منهجية القائمةوعن منهجية القائمة ذكر الصفار: "للأسف الشديد أغلب القوائم تشبه القائمة المستقلة، بأن هناك تجانسا بها"، مشيرا إلى أن أغلب القوائم تتمسك بشأن معين حتى تظهر اعلاميا.إشهار الاتحادوسئل الصفار بأنه في حال فوز القائمة بمقاعد الاتحاد فما الأمور التي تطالبون بتحقيقها، فقال: "طالبنا وسنطالب في حال فوزنا بمقاعد الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت، وسنتطرق إلى موضوع اشهار الاتحاد، لأن الاتحاد الحالي يتحفظ عن الإفصاح عن اسباب عدم تحركه للإشهار".وأضاف: "إننا نفتقد اتخاذ قرارات حرة مستقلة لصالح الطلبة بالاتحاد الحالي، ونطالب بالبعد عن المهاترات والمزايدات، فهناك انجازات لم تر النور ينسبها الاتحاد لنفسه وإقرار الدبلوم الجامعي، ونطالب أيضا بالإصرار على استقلالية الحركة الطلابية لكي ترقى الحركة الطلابية بقرار الطالب نفسه".وقال اشكناني: "نحن الآن في فترة تسجيل والجميع يرى ذلك، فهناك العديد من المشاكل التي تواجه التسجيل وخاصة في النظام، ويرجع ذلك إلى عدة اسباب منها قانون منع الاختلاط والشعب المغلقة، وهناك أيضا مشكلة أزلية تخاذلت فيها الإدارة الجامعية والقوائم والاتحاد، وهي مواقف السيارات، وكنت اتمنى من الروابط السابقة التحرك لحل مثل هذه المشاكل".وأضاف: "إن تطوير المناهج من أهم مشاكلنا فنحن نؤمن بأن هناك تطورات في المجتمع يجب أن نواكبها"، موضحا أن من واجب الاتحاد تثقيف الطلبة والبعد عن القبلية والطائفية، لانه الممثل الشرعي لطلبة الكويت.منع الاختلاطوعن أهم التغيرات التي ترغب القوائم في تنفيذها، بين الصفار "أن قانون منع الاختلاط لا يطبق بالطريقة الصحيحة، فالجميع يعانون هذه المشكلة، والاتحاد الوطني عاند على تطبيق هذا القرار، لانه ناقشه منذ 1996، ونحن نطالب بتعديل هذا القانون، نظرا إلى عدم وجود امكانات، من أعضاء هيئة تدريس وشعب دراسية، والقائمة المستقلة رفعت قضية على الإدارة الجامعية لرفع رسوم (باسورد)، وربحتها".أما اشكناني فقال: "اذا اردنا الحديث عن قانون الاختلاط فإننا نطالب بالتعليم المشترك، لأنه هو الحل للمشاكل الجامعية، ونحن نفتخر بأننا القائمة الوحيدة التي تؤيد التعليم المشترك، ومن التغيرات أيضا إشهار الاتحاد فهو شيء مطلوب، لاننا لا نستطيع محاسبة الاتحاد قانونيا، ونريد أن ندرجه تحت وزارة التربية حتى يكون هناك مراقبون ومسؤولون عنه".وحول سؤال أحد الطلبة عن تصريحات "المستقلة" بأنها تؤيد قانون منع الاختلاط، بينما رفضها الصفار في المناظرة، قال الصفار: "لم أقل انني ضد قانون منع الاختلاط، ولكن ضد الضوابط الحالية، والقائمة المستقلة وحدة واحدة في مختلف الكليات في ظل التنسيق العام".وبشأن دمج القائمتين افاد اشكناني: "يمكن أن تكون هناك اختلافات فكرية وايديولوجية بين المستقلة والوسط، فالمستقلة لها فكر مغاير عن الوسط، واهداف مختلفة، ونتفق في بعضها، وقضايا تختلف عن القضايا التي تتبناها المستقلة".«الائتلافية» تنسحب وتهدد... والشهود تسعةبعد الاتصال على ممثل القائمة الائتلافية لتأكيد حضوره للمشاركة في المناظرة، بعد تبليغه للمشاركة قبل عدة اسابيع، رد ممثل القائمة برفض المشاركة، بعد رجوعه إلى مجلس القائمة للمناقشة بشأن خوضها المناظرة، ولم ينته الامر بالانسحاب فقط، بل تم الاتصال على منظم المناظرة وتهديده بشأن عدم الافصاح عن انسحاب القائمة بشكل نهائي، و"إن فعل ذلك فسيكون للقائمة تصرف آخر معك".جدير بالذكر ان القائمة الائتلافية طلبت من منظم المناظرة احضار تسعة شهود من قبل كل قائمة طلابية للتأكد من جدية اختيار القوائم الطلابية للممثلين المتقدمين.