آسفين يا قنصل!!
مسرحية من فصل واحد جرت أحداثها داخل مقر القنصلية المصرية في الكويت، بدأت بقطع الاتصالات عن الحضور من خلال مصادرة هواتفهم النقالة قبل الدخول، وانتهت بحالة تشنج وإغماء من أحد الموطنين المصريين تأثراً بقرار رحيل القنصل العام.المشهد الأول: طاولة كبيرة يجلس عليها علية القوم يتوسطهم مساعد وزير الخارجية المصري المُحتفى به، ثم مجلس الجالية يحتل الصفوف الثلاثة الأولى؛ معززاً بساتر نسائي ومجموعة من الأفراد التابعين لهم وزعوا ببراعة داخل القاعة الضيقة التي اكتظت بمجموعة من اللافتات المعلقة على الجدران، والتي تطالب بإلغاء قرار نقل تبعية القنصلية العامة إلى السفارة الذي صدر أخيراً عن المجلس العسكري في مصر، والمشهد التقليدي يكتمل بصورة وحدة نسيج الشعب المصري بحضور ممثل الكنيسة المصرية في الكويت.وأخيرا مجموعة من المصريين- ملؤوا ما بقي من القاعة- جاؤوا لعرض مطالبهم ومشاكلهم على مساعد الوزير، والتي تقلصت إلى مطلب واحد فقط هو الوصول إلى المايكروفون الذي أحكم أعضاء مجلس الجالية قبضتهم عليه من بداية اللقاء حتى نهايته.المشهد الثاني: محاولات يائسة لإدارة الحوار بين الصفوف الأولى والأخيرة. المشهد الأخير: أحد الموطنين يسقط مغشيا عليه أثناء كلمته، ثم تبعته ضجة داخل القاعة ثم... "ستار".إذا كان الهدف من زيارة مساعد الوزير هو التحاور مع أعضاء مجلس الجالية المصرية فلماذا وجهت الدعوة إلى غيرهم؟ وإذا كانت الصورة وردية كما يراها البعض فهل نحن نتبع جالية أخرى؟كنت أعتقد أن زمن التباكي والهتافات بـ"الروح والدم والـ99 في المئة" قد ولى إلى غير رجعة برحيل النظام السابق، ولكن مع الأسف سمعناه يتكرر خلال اللقاء في مشهد لم ينقصه سوى صورة للرئيس المخلوع تزين جدران القاعة.مطالب المصريين يا مساعد الوزير تتلخص في عودة مصر مرة أخرى عزيزة قوية في الداخل والخارج، وأن نستعيد القدرة على الحوار وقبول الآخر، فإن كان أعضاء السفارة أو القنصلية أو مجلس الجالية المعين قد قاموا بدورهم في هذا الشأن على الوجه الأكمل فنحن محقوقون وعلينا الاعتذار، وإن لم يستطيعوا فنحن أيضا من يتوجه إليها بالشكر على ما تم بذله من مجهود وعلى غيرهم إكمال المسيرة.