تيماء أفاقت على المطر... وأمست على مسيل الدموع
«الداخلية» نفذت تهديداتها وقمعت تظاهرات «البدون» إصابة العشرات من المشاركين في الاعتصام وبعض رجال القوات الخاصة
نفذت وزارة الداخلية أمس تهديداتها لـ"البدون"، بقمعها تظاهراتهم في منطقة تيماء بمحافظة الأحمدي، ما أدى إلى تفرقهم، وخروجهم في مسيرات كبيرة بدأت بشارع النجاشي الذي يقسم المنطقة، ثم ما لبثت أن تحركت وصولاً إلى أسواق الجهراء، قبل أن تحاصرهم آليات وزارة الداخلية وتفرقهم من جديد، ما نجم عنه إصابة العشرات من المشاركين في الاعتصام.كانت البداية حين تجمع المئات من "البدون" صباح أمس في ساحة أمام مسجد "الشعبي" بتيماء، بعد أن انتهوا من أداء صلاة الجمعة، وما لبثت القوات الخاصة أن داهمتهم بأمر من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام والقائد الميداني اللواء محمود الدوسري، حتى فرقتهم بالقوة، ليسود الهدوء وينفض معظمهم، مع استمرار الكر والفر في بعض شوارع تيماء وأحيائها، بينهم وبين رجال الأمن.وبعد أن تجمعوا مجددا، هاجمتهم القوات الخاصة، ثم أتى الإسناد من خلال حافلات تابعة لوزارة الداخلية تمتلئ برجال المباحث الذين يرتدون ملابس رياضية وبأيديهم هراوات، انضموا إلى رجال القوات الخاصة، التي أصيب منها اثنان خلال الاحتكاك مع المتظاهرين. ثم سار المتظاهرون البدون، ومن بينهم أطفال، في شوارع تيماء أمام آليات القوات الخاصة، في إشارة إلى رفضهم اعتداء هذه القوات عليهم، التي استخدمت معهم القنابل الدخانية، والمسيلة للدموع، لتفريقهم، لتعود حشودهم إلى التظاهر مجددا، لتعتقل القوات الخاصة عددا منهم.كما شهدت شوارع الجهراء الرئيسية كراً وفراً بين المتظاهرين البدون، والقوات الخاصة، وذلك بعد تفريقهم بالقوة.وفي ذات الإطار، أبلغ مصدر أمني "الجريدة" أن القوات الأمنية تمكنت من اعتقال 52 من المتظاهرين "البدون" بعد رصدهم من قبل رجال الأمن أثناء اشتراكهم في المظاهرة، ومقاومة رجال القوات الخاصة ورفض العودة إلى منازلهم.إلى ذلك، أصدر تجمع الكويتيين "البدون" بيانا بشأن أحداث تيماء، رصد فيه "ما حصل اليوم (أمس) في منطقة تيماء من أحداث مؤسفة وانتشار للفوضى وانفلات أمني واعتقالات عشوائية طالت الصغير قبل الكبير، والنساء قبل الرجال، إضافة إلى ترويع السكان الآمنين بإلقاء القنابل الصوتية والدخانية، واستخدام الرصاص المطاطي وضرب بالهراوات، وكل ذلك بسبب إصرار وتعنت قيادات الداخلية على استخدام القوة المفرطة، كخيار أوحد في فض التجمعات السلمية التي خرجت بساحة الحرية في منطقة تيماء بعد صلاة الجمعة مباشرة".وأضاف البيان أن تجمع الكويتيين "البدون" "تكون" يستنكر ما قامت به القوات الخاصة بوزارة الداخلية، محملا "وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح المسؤولية كاملة عن جميع الأحداث التي وقعت هذا اليوم (أمس)، وما سينجم عنها من تبعات في المستقبل قد تكون خطيرة".وطالب التجمع كل الكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والقوى الطلابية، وكل غيور على المحافظة على أمن الوطن بتحمل مسؤولياتهم، تجاه ما يتعرض له إخوانهم الكويتيون البدون من اعتداءات قمعية وممارسات خطيرة لم نعتدها في تاريخ الكويت، قبل ذلك بسبب تعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمي، والمطالبة بحل قضيتهم وانعدام ثقتهم بالإجراءات الحكومية التي لم تتعد حدود الوعود والتصريحات.