العصيمي للأسرة: حلوا صراعاتكم بينكم ولا تستخدموا قاعة عبدالله السالم لتصفية الحسابات

نشر في 12-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-01-2012 | 00:01
افتتح مرشح الدائرة الثانية المحامي عبدالله الأحمد مقره الانتخابي في ضاحية عبدالله السالم، بندوة «بكرة أجمل»، تحدث خلالها مرشح الدائرة الثانية المحامي مشاري العصيمي ومرشح الدائرة الثالثة د. فيصل المسلم، وسط حضور جماهيري كثيف، غلب عليه جيل الشباب.

أكد مرشح الدائرة الثانية المحامي مشاري العصيمي أن «الكويت تعاني فساد الإدارة السياسية»، متسائلا: «أين حيادية الحكومة من شراء الأصوات الذي كان يتم في الحمامات، وهي انتهاكات على أثرها نرى مثل هذه الفئة المفسدة من النواب تصل إلى قبة البرلمان»، مضيفا: «للأسف الشديد أصبح شراء الأصوات على عينك يا تاجر».

واضاف العصيمي، في ندوة «بكرة أجمل» في افتتاح مقر مرشح الدائرة الثانية عبدالله الأحمد في ضاحية عبدالله السالم، مساء أمس الأول، أننا «وصلنا من الفساد إلى أن نرى مجلس الأمة، الذي يفترض فيه الرقابة والمحاسبة، هو الذي يحرض الوزراء على انتهاك الدستور، والأدهى من ذلك استخدام البرلمان لتصفية حسابات بين أفراد في الأسرة، شيخ يطق ولد عمه، ويستخدم حطب الدامة في ضربه»، مشيرا إلى أن «صراع الأسرة الحاكمة أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن».

الأسرة الحاكمة

وخاطب العصيمي أبناء الأسرة الحاكمة بالقول: «يا معازيبنا ويا شيوخنا يا أبناء الأسرة الحاكمة عدلوا من وضعكم ولا تتدخلوا في أمور البلد ولا تضعوا أيديكم في أيدي عناصر فاسدة، حطوا ايديكم بيد الشرفاء للرقي بالوطن وخلكم حكام معززين مكرمين، ولا تضعوا ايديكم في يد الرويبضات الذين عاثوا في الارض فسادا».

ولفت إلى أنه «يجب أن يكون هناك حكماء من الاسرة يحفظون كرامتها»، مشددا على أن «وحدة الأسرة الحاكمة من وحدة البلد، ولا نريد أن يصير الضرب تحت الحزام وداخل قاعة عبدالله السالم».

وقال إن تقرير صندوق النقد الدولي يشير إلى أن «الكويت مرتع خصب للفساد»، متسائلا: «كيف نرتقي ونحقق رغبة سمو الأمير في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري في ظل اقتصاد ينهار بسبب البيروقراطية والروتين الحكومي»، مضيفا: «وأمام كل هذه المعوقات التجارية كيف يأتي المستثمر الأجنبي ويستثمر في الكويت؟».

ودعا رئيس الوزراء إلى حسن اختيار وزرائه بالقول: «نحن الآن أمام فترة انتقالية وأمام حكومة جديدة ستتشكل بعد أسابيع، ولنا مطلبان، أولا: ضعوا أمامكم مخافة رب العالمين ومستقبل البلد ومستقبل أبنائه بحسن اختيار الوزراء».

وأشار إلى أن المطلب الثاني هو أن يكون الوزراء رجال دولة، وأن تكون خطط وبرامج الحكومة واقعية وليست هلامية وقابلة للتنفيذ، داعيا الحكومة ورئيسها إلى إظهار الحيادية بالقول: «يا سمو رئيس مجلس الوزراء خلكم على الحياد وعاملوا المرشحين على قدر المساواة، وسكروا أبواب الوزارات أمام عناصر الفساد».

تجاوزات

وذكر العصيمي: «نحن الآن بعد حل مجلس الأمة واستقالة الحكومة رجعنا لنفس الوتيرة وانتخابات مبكرة، ومررنا بخمس سنوات عجاف شكلت فيها 7 حكومات وأجريت خلالها 4 انتخابات، وشاب هذه الفترة سرقات وانتهاكات وتجاوزات، وكلها تتم تحت مرأى ومسمع من المجلس التشريعي، ومع الأسف قلة وشلة منهم حطوا أيديهم بأيدي حكومة فاسدة ومفسدة وعاثوا في البلد فسادا».

وتابع: «شخصيا كنت بعيدا عن العمل البرلماني مدة 9 سنوات، ولكني في معترك العمل السياسي وقريب منه كمواطن، وراصد للأوضاع ومراقب لاداء الحكومة والبرلمان، واستنتجت أن كل سنة تكون أسوأ من سابقتها سواء في الأداء أو التجاوزات أو الكوارث».

وخاطب الحضور بالقول: «استحلفكم بالله ماذا ينقصنا في الكويت؟، الفلوس موجودة وعدد السكان قليل، وشعب متعلم ومساحة جغرافية صغيرة، ولكن ما نعانيه هو فساد الإدارة السياسية»، مشيرا إلى أن «هناك فئة من المرشحين تمشي الحكومة معاملاتهم، وإذا تريد أن تمشي معاملة فعليك الذهاب إلى هذه الفئة، وهذه هي انتهاكات الانتخابات التي على أثرها تصل هذه الفئة المفسدة إلى البرلمان».

ستأتي الآمال

من جهته، قال مرشح الدائرة الثالثة د. فيصل المسلم إن عنوان الندوة «بكرة أجمل» جميل، ولكن السؤال كيف يتحقق ذلك وقد وصلنا في الكويت إلى هذا الحد من السوء، مشيرا إلى تفاؤله «فمن رحم المعاناة يأتي الولد، وتأتي بشائر الخير من رحم الألم الذي عاشته الكويت وأهلها»، مؤكدا أنه حتما ستأتي الآمال.

وأضاف المسلم أن أهل الكويت عاشوا قديما مرفوعي الرأس والشموخ رغم الفقر الذي كان يعيشونه في ذاك الوقت، لافتا إلى أنهم لم يخضعوا يوما لأحد، مشددا على أن «هذا الواقع التعيس الذي عشناه لا نستحقه لا كبلد ولا كشعب لذلك نقول لهم: «فشلتم في إدارة البلد، نعم حكومة الفساد والإفساد فشلت في إدارة أمور الدولة، والكل مجمع على اخفاق الحكومة وتدميرها للمؤسسات، وهي التي اختزلت مجلس الوزراء في رئيسه، كما أن مجلس الأمة اشتري بالمال».

فساد الدواء والغذاء

وقال المسلم إن «الفساد انتشر ووصل للدواء والغذاء والماء والهواء، وسرقت الأموال العامة وأموال المصروفات السرية التي بلغت مئات الملايين، وعجز ديوان المحاسبة والقضاء عن استرجاعها وتعطلت المشاريع، فهل يعقل أن يموت شخص في التاسعة والثمانين من عمره في أحد المستشفيات بسبب عجز وزارة الصحة عن إجراء عملية جراحية له، وعدم توافر الشروط الأساسية في التعقيم وغيره، هل يجوز هذا في دولة مثل الكويت؟».

وأضاف أنه تم «تمزيق الشعب شعوبا وقبائل لحماية مشروع فردي وضرب الشيعة بالسنة والحضر بالبدو والتجار بالفقراء والمناطق بعضها ببعض، هل هذا ما تستحقه الكويت؟»، مشيرا إلى أن «إرادة الأمة تسلب أمام عيوننا وييأس شعبها وتحطم تطلعاتها ومؤسساتها، ويمتهن الدستور وسيادة القانون وكله بسبب فرد».

وأوضح أنه «لكي يأتي غد أفضل لابد أن تسود العدالة والمساواة والكرامة والحرية، ولمن لا يفهم أقول إن هذه الحقوق لصيقة بالإنسان لا يستطيع أحد أن يمن بها عليه، ومن يصادم هذه الحقيقة هو الخاسر الأكبر»، مشددا على أنه كي يتحقق الغد الأفضل لابد أن تكون هناك إرادة حقيقية للشعب، فالشعوب تفرض ارادتها، مستشهدا بساحة الإرادة قبل أسابيع حينما نزل الشارع الكويتي وفرض إرادته وحل المجلس واستقالت الحكومة، مشددا على أن ما يثلج صدورنا أن سمو الأمير مال إلى هذه الرغبة الشعبية.

مجلس ملائكة

وخاطب المسلم الحضور بالقول: «أنتم أصحاب الركن الأعظم في اختيار الافضل والقوي الأمين، اختر لنفسك ولبلدك ولمستقبل أبنائك، هذه الإرادة إذا انتجت أغلبية فلن يأتي مجلس أمة مثالي ولا مجلس ملائكة، للأسف سيصل أمثال عسكر وخنفور وسعدون حماد، واليوم خلكم شجعان قولوا لمن لا يستحق أنت لا تستحق بمنتهى الشجاعة».

وأضاف أن «الغد الأجمل لن يأتي إلا من خلال احترام الدستور والانصياع للقوانين، ولن يأتي إلا من خلال مواجهة الفساد والحرامية الذين عاثوا في الارض فسادا، وأيضا لن يأتي الغد الأفضل من خلال وزراء الصمت والمكافآت والرضا الحكومي ونواب الفساد المجرمين الحرامية والإعلام الفاسد».

وتابع ان «وزراء الصمت في الحكومات السابقة كانوا وزراء ناصر المحمد ولم يكونوا وزراء دولة الكويت»، لو كان أحدهم صاحب موقف لبلد وشعب مثل ما كانوا الاولين لقادت الاقلية اغلبية كما قادت اقلية حكومة الشيخ عبدالله السالم في المجلس التأسيسي وهم 3 وهم اغلبية».

وطالب الشعب بـ»محاسبة الوزراء أشد من حساب النواب»، داعيا إلى قيادة حركة توعية بإيصال النواب المخلصين والأقوياء والاكفاء لكي نضمن مستقبلا مشرقا لبلدنا، مشيرا إلى ان التعيين ليس كالاختيار، داعيا ايضا الى تعيين وزراء اكفاء.

أصحاب النفوذ والسلطة

بدوره، قال مرشح الدائرة الثانية المحامي عبدالله الأحمد إنه اختار العصيمي والمسلم لتدشين مقره الانتخابي: «لاقول لاصحاب النفوذ والسلطة والناس المجيرين لقسمة المجتمع، ومن يريدون تقسيم الاحداث السياسية حتى يخرجوا بمخرجات على كيفهم، لا فكلنا واحد وطريقنا واحد وذاهبين للمجلس». وأضاف: «علينا الاعتناء والاهتمام بفئة الشباب فهم من قادوا الشارع السياسي في الأيام الاخيرة، وكانت لهم الكلمة الاولى والاخيرة في تغيير المسار السياسي، ولهذا السبب حرصت على تصميم مقري الانتخابي على شاكلة قاعة عبدالله السالم، واخترت الكراسي الخضراء لهذا السبب ايضا، فأنتم الامة مصدر السلطات التي يفترض ان تمثلوا داخل قاعة عبدالله السالم، ولابد من تمثيل طموحاتكم وآرائكم وافكاركم التي اتعهد امامكم بأن آخذها بين جوارحي وامام عيني ان وفقني الله ووصلت الى قاعة عبدالله السالم».

وشدد الأحمد على ضرورة معرفة الاسباب الرئيسية التي على اثرها تم حل مجلس الامة، والدعوة الى انتخابات مبكرة، والتي لا يمكن اغفالها بل لابد من العودة اليها وتباحثها وفتح ملفاتها من جديد، متسائلا: «الى اين وصلت قضية الايداعات المليونية واين القبيضة ومن أعانهم وتستر عليها ومن اراد زرع ثقافة جديدة ودخيلة، وهي ثقافة اقبض واسكت، وهي قمة السوء في زرع تلك الثقافة بين ابناء الجيل الجديد؟».

وأكد انه سيتصدى لمثل تلك الامور عند وصوله لمجلس الامة، لافتا إلى أن من اسباب حل مجلس الامة ايضا موضوع التحويلات، متسائلا: «الى اين وصل ذلك الموضوع، ولماذا اقحمت سفارات دولة الكويت في الخارج في تسليم تلك التحويلات، فسفارة دولة الكويت تمثل الكويت، ولا تمثل اشخاصا وافرادا، فهي ليست فرعا من بنك يستخدم متى ارادوا ذلك؟».

رحمك الله يا عبدالله السالم

ترحم المرشح مشاري العصيمي على سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ عبدالله السالم بالقول «قبل أيام احتفلنا بمرور نصف قرن على إصدار الدستور، والله يرحمك يا عبدالله السالم فالرجال الذين عملوا معك إذا أتوا اليوم لرأوا «الحضيض» الذي يمر بنا والمستوى الهابط الذي وصنا إليه، حكومة ترشي أعضاء في البرلمان وتضع يدها في يد بعض ممن خانوا الامانة التي اعطاهم إياها الشعب».

وأضاف بالقول «نشاهد اليوم حكومة ترشي أعضاء باعوا ضمائرهم وخانوا الأمانة وضربت نوابا مجتمعين في ديوانية تمثل رمزا للحرية والديمقراطية والتواصل الاجتماعي في الكويت وانتهكوا حرمة الدواوين لكننا نقول لهم ان كرامتنا وشرفنا أكبر منكم يا محاسيب».

من المسلم إلى العصيمي

وجه د. فيصل المسلم كلمة في حق المحامي مشاري العصيمي بالقول «قد نختلف أو نتفق مع العصيمي لكن بوطارق يظل بوطارق، اتفهم أن الرجل يملك مكتب محاماة على أسس تجارية من الطبيعي أن يكون هناك عقود وهذا واقع لكني لا أتعجب ومعي كل منصف من أنه بعدما يكتشف أن هذا العميل يريد استغلاله سياسيا ويريد ضرب المبادئ ان ينهي عقده معه، مؤكدا أنه بذلك اذاب المصلحة الذاتية وغلب عليها مصلحة المبادئ وهذا مشاري العصيمي الذي نعرفه.

وأضاف بالقول: «اقف احتراما وتقديرا لهذا الرجل ففي الوقت الذي لم يكن فيه مشاري العصيمي نائبا ولا محصنا كان سقفه اعلى من سقف كثير من النواب وموقفه منطلق من حسه الدستوري والوطني تجاه بلده الذي يحبه ويعشقه.

back to top