ليلة رأس السنة مع غاري مارشال

نشر في 16-12-2011 | 00:02
آخر تحديث 16-12-2011 | 00:02
تعرض منزل مساعد غاري مارشال الشخصي للسرقة والتخريب. فقد أخذ اللصوص كثيراً من القطع القيمة، بما فيها مجموعته الثمينة من أقراص الـDVD باستثناء واحد: فيلم Beaches المؤثر الذي أخرجه مارشال عام 1988.

عندما وصل المحققون إلى موقع الجريمة، استخلصوا عند رؤية هذا الفيلم ملقى بمفرده على الأرض أن اللصوص رجال. يروي مارشال هذه القصة وهو يضحك. يفخر هذا المخرج البالغ من العمر 77 سنة أنه ينجح في تصوير أفلام تستهوي عادة النساء الرومانسيات، مثل Pretty Woman ،Runaway Bride، وThe Princess Diaries.

لكن فيلمه الجديد، New Year’s Eve (ليلة رأس السنة)، لا يُعتبر فيلماً رومانسياً يستهوي الشابات فحسب.

تشكّل الرومانسية جزءاً من New Year’s Eve، الذي يجمع قصصاً عدة تحدث في ساحة «تايمز» ليلة رأس السنة. يشارك في هذا الفيلم، الذي يُعتبر جزءاً ثانياً من فيلم مارشال السابق Valentine’s Day، ممثلون فازوا بجوائز أوسكار (هالي بيري، روبرت دي نيرو، وهيلاري سوانك) أو رشحوا لها (ميشال فايفر)، مغنون (جون بون جوفي، وكريس «لوداكريس» بريدجز)، نجوم شبان (زاك أفرون، وأبيغايل براسلن)، نجوم شبكات التلفزة (ليا ميشال، آشتون كاتشر، وصوفيا فيرغارا) نجوم محطات الكابل (ساره جيسيكا باركر)، نجوم البرامج الليلية المتأخرة (سيث مايرز)، ونجوم رائعو الجمال (ماثرين هيغل، جيسيكا بيل، وجوش دوهامل). ولا داعي لنقول إنه يشمل أيضاً الممثل المخضرم هيكتور إليزوندو، الذي يعتبره غاري مارشال جالب حظه ويشركه في جميع أعماله.

بعيد تناول الغداء في جناح أحد فنادق «بيفرلي هيلز»، أوضح مارشال كيف نجح في التعامل مع هذه المجموعة الكبيرة من الفنانين المشهورين من دون الإقدام على الانتحار، وكيف بدأ الكتابة والإخراج والإنتاج مع أن بداياته كانت مع عزف الطبل. كذلك، تحدث عن أحلام طفولته والخطط التي رسمها لمستقبله حين كان صغيراً.

علاوة على ذلك، تطرق مارشال إلى أعماله التلفزيونية الباكرة، التي تشمل الكتابة في مسلسلَي The Dick Van Dyke Show وThe Lucy Show وإعداد البرنامجَين الناجحين Happy Days وLaverne and Shirle. لكنه أمضى الجزء الأكبر من الوقت في الحديث عن «السوفتبول» (الكرة اللينة) التي تستحوذ على اهتمام مارشال ومحاوره على حد سواء.

إلامَ كنت تطمح في الماضي: أن تكون عازف طبول أو كاتباً فكاهياً؟

أردت أن أكون لاعب كرة قاعدة مع فريق «اليانكيز» في نيويورك.

هل أنت جاد؟

نعم بالتأكيد، رغبت في أن أصبح مثل فيل ريزوتو. ترعرت في البرونكس، والجميع في هذه المنطقة يحلمون بالانضمام إلى «اليانكيز».

متى تخليت عن حلمك هذا؟

حين كنت في الرابعة عشرة من عمري، شاركنا أنا وصديقي في بعض التجارب في منطقة نوارك. ولاحظنا آنذاك أن المشاركين كلهم أفضل منا، فتحوّلت بعد ذلك إلى عزف الطبول. كنت أنوي العزف في صالة كارنغي، إلا أن حلمي هذا لم يتحقق أيضاً، فقررت امتهان الصحافة وتخرجت في كلية ميدل للصحافة في نورثوسترن. كان صفنا يضم أربعة أشخاص فازوا لاحقاً بجوائز «بوليتزر»، وكانوا جميعهم أفضل مني.

لا بد من أنك شعرت بخيبة أمل كبيرة في تلك المرحلة؟

لا، فمع أنهم كانوا جميعاً أفضل مني، كانوا يطلبون من الأستاذ دوماً أن يقرأ قصصي، لا أخبارهم، بصوت مرتفع لأنها كانت ممتعة. صحيح أن زملائي برعوا في عالم الصحافة، إلا أنهم افتقروا إلى الروح المرحة. ظنَّ الأستاذ أن من الأفضل لي أن أتولى كتابة عمود، إلا أن مخططي هذا أخفق أيضاً. لذلك، أمضيت سنتين في كوريا، وعددت للعمل في صحيفة New York Daily News حيث بدأت كساعي بريد وبقيت فيها طوال سنتين.

كيف وصلت في النهاية إلى كتابة القصص الفكاهية؟

عندما كنت في نورسوثترن، اعتدت وزميلي في الكتابة إرسال الدعابات إلى عدد من الفكاهيين، وكانوا أحياناً يرسلون إلينا الطعام أو قميصاً قطنياً تعبيراً لنا عن امتنانهم. من خلال الفكاهي فيل فوستر، تعرفنا إلى جوي بيشوب الذي شارك في تقديم برنامج The Tonight Show، فأحبنا جاك بار وصارت فكرتنا ثابتة. كنت أعمل خلال النهار في صحيفة Daily News وأتقاضى 55 دولاراً أسبوعياً. أما عملي في الليل مع بار، فكان يعود علي بثلاثمائة دولار.

هل طال عملك مع بار؟

لا، فعندما علم أنني أعمل في صحيفة، استاء لأنه ظن أن الصحف كلها تنتقده. أكّدت له أنني لم أكن جاسوساً، لكنني لم أنجح في إنقاذ عملي.

عندما تتأمل في مختلف مراحل حياتك المهنية، هل يبدو لك منطقياً الانتقال من الكتابة فحسب إلى الكتابة والإنتاج، ثم الكتابة والإنتاح والإخراج؟

أنا كاتب في المقام الأول، إلا أن مَن عملت معهم عملوا دوماً على تبديل كتاباتي وتجاهلي. لذلك، رأيت أن الخطوة المنطقية التالية يجب أن تكون إعداد برنامجي الخاص. هكذا دخلت عالم الإنتاج، وحين أصبحت منتجاً سارعت إلى تعيين نفسي مخرجاً، وانتقلت بعد ذلك إلى التمثيل. لذلك، انضممت إلى اتحادات الفنانين كافة.

هل تأخذ مسيرتك في عالم التمثيل على محمل الجد؟

لا أمثِّل إلا إذا اضطررت إلى ذلك. الأدوار الكبرى كافة التي مثلتها كان يُفترض بممثل آخر القيام بها وانسحب في اللحظة الأخيرة.

دورك كمدير لأحد الكازينوهات في فيلم Lost in America لألبرت بروكس. أعتقد أنه أجمل ما قدّمت.

كان ألبرت صديق أختي المخرجة بيني مارشال، فجاء إلى منزلنا ذات يوم وراح يتحدث عن أنه بحاجة إلى ممثل غير معروف لأداء دور رجل عصابات. شاركت في فيلم

A League of Their Own كخدمة لأختي حين انسحب كريستوفر والكن، وحظيت بدور آخر بعد انسحاب مارتن لاندو. عندما ينسحب ممثل في اللحظة الأخيرة، لا يبقى أمام المخرج إلا أن يستعين بي!

تدور أحداث فيلمك الجديد في ليلة رأس السنة، فهل يحمل لك هذا اليوم معنى خاصاً؟

طلبت يد زوجتي ليلة رأس السنة. في شهر مارس المقبل، يكون قد مضى على زواجنا 49 سنة.

لا أتوقع منك أن تنتقد الممثلين الذين عملت معهم، لكن ألم تواجه صعوبة في التعاطي من كل هؤلاء الممثلين الكبار؟

لا أخاف الممثلين، فقد ترعرعت في البرونكس حيث تلتقي بممثلين كثر يومياً. لا يمكن لعظمة الفنان أن تؤذيك. لو قابلت رياضياً بارزاً، مثل تيد وليامز أو ألبرت بوجولز، لارتبكت وعجزت عن الكلام. لكن الممثلين لا يربكونني. واجهت في التعاطي معهم مشكلة واحدة: التأقلم مع جدول أعمالهم الحافل بالمواعيد. كانت هذه المهمة أشبه بكابوس.

كيف تنجح في التعاطي مع هؤلاء الممثلين الكبار كلهم؟

عليك أن تتحلى بالمرونة. مثلاً، أبلغنا ممثلو جون بون جوفي ذات يوم أنه لا يستطيع الحضور. لذلك، اتصلت به مباشرة وسألته عن السبب. فأوضح لي أن هذا أول يوم لابنته في الجامعة وعليه أن يقلها. تفهمت وضعه وأخبرته أننا نستطيع تعديل برنامجه. هكذا، تابعنا العمل بالسلاسة. كل ما كان علي القيام به التحدث إليهم مباشرة.

أي من نجاحاتك لم تكن تتوقعه البتة؟

تفاجأت كثيراً من نجاح Pretty Woman. كنت أعاني آنذاك ضائقة مادية ولم أتوقع أن يحقق هذا النجاح الباهر. كانت النسخة الأولى منه قاتمة جداً، فعدّلتها. لا شك في أن جوليا روبرتس قدمت أداء مميزاً. بعد هذا الفيلم، حلّقت في سماء عالم الفن.

أطلقوا عليك لقب «سيد الأفلام الرومانسية التي تهواها الشابات».

أين العيب في ذلك؟ أحبّ هذا اللقب.

ما هو سرك؟

أنا إيطالي من برج العقرب، ولدي أخوات وبنات. لذلك، اعتدت التعاطي مع مشاكل المرأة. أفهم النساء جيداً وأحبهن وتستهويني طريقة تعاملهن مع المشاكل. تعارك والدي مع شقيقه ودامت القطيعة بينهما 30 سنة. أما النساء، فإن تقاتلن، يتبادلن شتى العبارات الجارحة. لكن ما هي إلا ساعة حتى تصفو النفوس ويخرجن معاً للتبضع.

back to top