المنبر الديمقراطي يحيي الذكرى الحادية عشرة للمرحوم سامي المنيس

نشر في 25-08-2011 | 13:51
آخر تحديث 25-08-2011 | 13:51
No Image Caption
أكد جميع المتحدثين في ذكرى المرحوم سامي المنيس التي أحياها المنبر الديمقراطي أن المنيس تمتع بصفات أبرزها نضاله حرصاً على مصلحة الشعب وعزة الوطن، داعين إلى مواجهة الفساد والتعدي على المال العام.
دعا السياسي المخضرم والنائب السابق عبد الله النيباري إلى التماسك والصمود ومواجهة تيار الفساد في البلاد، مبديا خوفه من أن "تلفلف" قضية "النواب القبيضة" مثلما تمت "لفلفة" قضايا سابقة مثل الناقلات والاستثمارات والأراضي وغيرها.وأكد النيباري في كلمته مساء أمس الأول بمناسبة إحياء الذكرى الحادية عشرة للمرحوم سامي المنيس في ديوانه بالعديلية أن هذا الفساد لن يمنعه إلا وقفة شعبية لمجابهته"، لافتا إلى أن الممارسة في الكويت تتجه إلى تقويض كل ما سطره الدستور، داعيا إلى "حشد قوانا لمواجهة هذا الغول الذي يفترس أعز مكاسب المجتمع الكويتي"، فالشعوب العربية تهدر دماؤها وتكافح من أجل تحقيق المكاسب والانتصارات، ونحن في انتظار الانتصارات في سوريا واليمن لتعاد للشعوب حقوقها".

وبين أن "المجتمع الكويتي يواجه فسادا يهدف إلى تخريب وتقويض المكاسب التي تحققت، لذا علينا استنهاض طاقات المجتمع بكل فئاته للوقوف في وجه هذا التيار الفاسد أصحاب المال النجس سواء غسيل الأموال أو المال السياسي والأخطر أن يكون من مال الشعب".

وقال "إن الخطر في قضية النواب القبيضة أن الحكومة والبنك المركزي يلوذان بالسكوت أو التبرؤ من هذه القضية التي يفترض أن تستنفر كل شريف في المجتمع"، مشددا على أننا "أمام قضية غاية في الخطورة فالفساد يقضي على مصالح الشعب".

رفيق الدرب

وأوضح النيباري أن "سامي المنيس كان أخا وصديقا ورفيقا للدرب، وفي ذكرى رحيله المؤلمة نفتقده أيما افتقاد، فما أحوجنا وأحوج الوطن إلى مثل تلك الشخصيات، لقد كانت وفاته فجيعة لي ولكل محبيه، فحينما جاءني تلفون الأخ أحمد الديين مساء يوم 23 أغسطس عام 2000 يبلغني فيه بوفاة المرحوم سامي المنيس نزل الخبر علي كالصاعقة وهو شعور الجميع، فقد ترك فقدانه فراغا كبيرا يصعب تعويضه"، مشيرا إلى أنه "التقى المنيس في عام 1961 حيث كان مسؤولا عن جريدة "الجماهير" الناطقة باسم الحركة الوطنية ومنذ ذالك الوقت لم نفترق واستمرت رحلتنا معا حتى وفاته".

وذكر أن "المنيس نموذج للمناضل الوطني القومي فقد انخرط في النشاط السياسي مبكرا وفي خمسينيات القرن الماضي تلك المرحلة التي شهدت أروع وأسمى نضال الشعوب العربية، وكانت ردا على نكبة 48 ثم ثورة مصر الأولى تحت قيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في عام 1952 حيث فجرت النكبة وثورة يوليو في مصر تيارا عارما في كل الأراضي العربية من المحيط إلى الخليج وشملت الكويت التي كان تاريخها دائما سندا لجميع الحركات الوطنية العربية، الكويت في الخمسينيات كانت تعيش نهضة سياسية خصوصا بعد عودة الدارسين في الخارج وعلى رأسهم د. أحمد الخطيب وجاسم القطامي، حيث انتقل العمل الوطني إلى طابع منظم يقوم على فكر ذي توجه قومي".

حركة القوميين العرب

وأوضح أن "المنيس حينما كلف بالعمل في مجلس الأمة كان يتمتع بصفات وطنية ولم يكن له مطامح ذاتيه، وانخرط في حركة القوميين العرب بقيادة الخطيب والقطامي وكلف بالعمل رئيسا لتحرير "الطليعة" في عام 1964 وكلفت بالعمل معه وكانت تلك الفترة تمثل بناء الحركة الوطنية في كل المواقع وكان المنيس وقتها مكلفا بالنشاط النقابي والبرلماني، وظل مناضلا منذ عام 1963 حتى وفاته فكان صامدا وصامتا فلم يكن من النوع الذي يتباهى بالصوت العالي ورفض الكثير من المناصب من بينها المنصب الوزاري، فقد جعله تواضعه خالدا في قلوب الناس ومحبيه، وكان رحمه الله حريصا على الوحدة الوطنية".

وأضاف "إننا نفتقد سامي المنيس وصفاته النضالية وحرصه على مصلحة الشعب وعزة الوطن، فقد كان مناضلا قوميا عربيا، وحينما نواجه خطر تخريب الحياة السياسية يكون من واجبنا التمسك بالنهج الذي كان يناضل في إطاره المنيس وهو مواجهة الفساد والتعدي على المال العام".

عملاق

من جهته، قال عضو مجلس الأمة النائب صالح الملا "إنني أجد صعوبة بالغة في الحديث عن عملاق مثل المرحوم سامي المنيس"، مشيرا إلى رحيل المنيس قبل 11 عاما في ليلة فجعت كل محبيه، لافتا إلى أنه عرف المنيس منذ الصغر فهو السياسي والإنسان الشديد التواضع صاحب القلب الكبير الذي انهكته السياسة وملوثاتها، فقد كان محل تقدير ومحبة من خصومة قبل مؤيديه.

وقال الملا "إننا نفتقد سامي المنيس ومبادئه في زمن أصبح فيه الفساد التشريعي وفساد السلطة علنا ومن خلال شراء المبادئ، في زمن لوثه الضجيج السياسي وأصبحت الضوضاء هي معيار الوطنية، فنحن نعيش الآن ليالي سياسية ظلماء".

سنين مؤلمة

بدوره قال د. أحمد المنيس نجل المرحوم إن السنين الماضية مرت مؤلمة على فراق الوالد، ولكن ذكراه لا تزال تملأ أرواحنا وعزاؤنا أنه أدى أمانته على أكمل وجه وظل مدافعا وبشموخ عن مبادئ الديمقراطية والحريات العامة، مضيفا "إننا فقدنا ابتسامته الجميلة فقد كان حضوره يبعث فينا الأمان والطمأنينة، كان ديمقراطيا في بيته وداخل أسرته وكان مستمعا جيدا، يفرح لفرح الآخرين ويتألم لحزنهم".

من جهته، قال أمين عام المنبر الديمقراطي الكويتي يوسف الشايجي "إن المنيس كان يتميز بصفات الأمانة والشرف وعفة اللسان والشفافية والبعد عن الغيبة"، مشيرا إلى أنه "مدرسة في التواضع والمحبة والتعامل السياسي الراقي"، مؤكدا أن "السياسة لم تلوثه".

الخطيب: الربيع العربي ألهم شباب العالم وأعاد لأمتنا هويتها

بعث د. أحمد الخطيب كلمة خلال اللقاء التكريمي لذكرى المرحوم سامي المنيس ألقاها نيابة عنه علي البداح قال فيها "تأتي ذكرى المرحوم سامي المنيس في لحظة تاريخية بالغة الأهمية يجتازها وطننا الحبيب، فقد كانت حياته كلها تجسيدا لمفاهيم نسيناها، مفاهيم المواطنة الحقة والحرية والكرامة والمشاركة الكاملة في اتخاذ القرار، مفاهيم نحن في أمس الحاجة إليها لمعالجة أوضاعنا البائسة، المفاهيم التي تنبذ الانقسام الطائفي والقبلي والمناطقي والعائلي المادي".

وأضاف: "في تجمعكم هذا في عنفوان الحراك الشبابي العربي الذي تحرر من الخوف وضرب مثلا رائعا للعالم كله في التضحية بأغلى ما يملك وتصدر حركة الشباب العالمية وصار قائدا لها وأعاد للأمة العربية مجدها، فألهم الربيع العربي شباب العالم في كل القارات وأعاد لأمتنا هويتها العربية بعد أن ظن الكثيرون أننا فقدناها بعد هزيمة 1967 والتي صوروها بأنها كانت ضربة قاضية لأمانينا وكرامتنا، علينا في هذه المناسبة المؤلمة ووفاء لفقيدنا الذي ميز نفسه بتضحياته من أجل وطنه أن يعلن شبابنا تصميمهم على استئناف المسيرة".

ودعا الخطيب الشباب "إلى الوحدة ونبذ الخلافات لإنقاذ وطننا الحبيب من المستنقع الذي وضعنا فيه، لنعيش في ظل دستورنا دستور 1962 الذي تم العمل على تدميره منذ أربعة عقود".

back to top