قوات الأسد تستشرس وسط حرب شاملة
• «الوطني» يرفض الحوار قبل رحيل الرئيس... وتفاؤل بالتبني الأممي لـ «المبادرة العربية» • البيت الأبيض: الأسد ساقط لا محالة وبدأ يفقد السيطرة على البلاد
شهدت ضواحي العاصمة السورية دمشق ومناطق محافظة ريف دمشق أمس، ما يشبه الحرب الشاملة، في ظلّ التصعيد العسكري المتواصل من القوات الموالية للرئيس بشار الأسد تحت عنوان "الحسم العسكري"، في محاولة للقضاء على الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد، التي هاجمت مناطق الغوطة الشرقية لليوم الرابع على التوالي وبين عناصر "الجيش السوري الحر"، الموالي للانتفاضة. وبحسب التقارير الميدانية، استعاد الجيش الموالي للنظام السيطرة على حمورية، وهي أحد الأحياء التي استخدمت فيها القوات السورية العربات المدرعة والمدفعية لإجبار المسلحين على التقهقر، بعد أن تقدموا مسافة لا تبعد عن دمشق سوى ثمانية كيلومترات. كما دخلت قوات الأسد بلدة رنكوس التي تقع على بعد 40 كلم شمالي دمشق، بعد محاصرتها ستة أيام. وأشارت التقارير إلى أن بلدة سقبا تعرضت لإطلاق نار من قِبَل القوات السورية، ووردت أنباء عن سقوط جرحى وعن أوضاع إنسانية صعبة. كما تعرضت بلدة عربين لإطلاق نار من قبل القوات السورية المتمركزة على مشارف البلدة. وشهدت بلدة الرستن قرب حمص اشتباكات عنيفة لليوم الثاني على التوالي، بين قوات الأسد و"الجيش الحر" الذي تمكن، بحسب أشرطة مصورة، من تخريب خمس دبابات على الأقل في تلك المنطقة، كما جرت اشتباكات أيضاً في مدينة درعا ودرعا المحطة والعديد من البلدات في ريف درعا أسفرت عن مقتل 10 جنود نظاميين على الأقل، بينهم العقيد هارون سلطان. وبحسب المنظمات الراصدة للانتفاضة، قُتِل أمس أكثر من 50 شخصاً من المدنيين معظمهم في حمص، إضافة إلى عدد غير محدد من الجنود المنشقين والنظاميين. ودعا "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" إلى إنشاء "لجان شعبية محلية" لحماية المناطق السكنية، وإلى "استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن النفس من الإبادة" التي يقوم بها النظام السوري في ظل "تخاذل المجتمعين العربي والعالمي". على الصعيد السياسي، أعلن البيت الأبيض في تصريح لافت أمس أن الرئيس الأسد «ساقط لا محالة» وأنه بدأ يفقد السيطرة على البلاد. وكان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون رفض في وقت سابق، إجراء أي مفاوضات مع النظام السوري قبل رحيل الأسد. وجاء ذلك بعد إعلان موسكو أن النظام السوري وافق على إجراء محادثات غير رسمية مع المعارضة في العاصمة الروسية. وقال غليون: "إذا قبلت الحكومة الروسية هذا الشرط، وهو تنحي الأسد، فمن الممكن أن تعقد المفاوضات في روسيا دون أي مشكل. ودون تنحي الأسد لا إمكانية لبدء مفاوضات". وبينما يوجد أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ووفد من المجلس الوطني السوري، برئاسة غليون، في نيويورك، في محاولة لإقناع أكبر عدد من الدول بتبني المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، والتي تنصّ بشكل خاص على تنحي الأسد وتفويض صلاحياته لنائبه، قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن مشروع القرار الذي قدمه المغرب ويتبنى المبادرة العربية، يحظى بتأييد عشرة على الأقل من أعضاء مجلس الأمن، وإذا لم تستخدم روسيا أو الصين حق النقض (الفيتو) فإن هذا العدد كافٍ لتمرير القرار. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن اليوم لبحث الأوضاع في سورية، حيث تشارك في الجلسة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيراها الفرنسي آلان جوبيه والبريطاني وليام هيغ. (دمشق، نيويورك- أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)