عبدالمنعم الشحات لـ الجريدة: إسلاميو مصر لن يصلوا إلى الحكم
المتحدث باسم «الدعوة السلفية» أكد أن السلف ليسوا مسؤولين عن كل ملتحٍ
حاول المتحدث الرسمي باسم جماعة «الدعوة السلفية» عبدالمنعم الشحات تبديد فكرة تشدد ومغالاة السلفيين، مشيراً إلى أنه لا يغيب عن أحد أن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك أجاد استخدام الجميع لتخويف الجميع، فقد أخاف النصارى من السلفيين، وكذلك عامة الشعب من الإسلاميين عموماً.وعلى الرغم من تزايد الحديث عن حزب «النور» السلفي خلال الآونة الأخيرة، فإن الشحات قال إن القواعد السلفية غير ملزمة بالتصويت لمرشح حزب معين، مؤكداً أن الدستور المقبل سيكون مماثلاً للحالي.وكشف الشحات في حوار خاص لـ«الجريدة» عن طموح الحركات الإسلامية والمتمثل في «تثبيت» المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن «الإسلام دين الدولة الرسمي» فقط. وفيما يلي نص الحوار:• ِبمَ تفسر الهجوم الإعلامي المُكثَّف على السلفيين في الفترة الأخيرة؟-لا يغيب عن أحد أن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك أجاد استخدام الجميع لتخويف الجميع، فقد أخاف النصارى من السلفيين، وأخاف عامة الشعب من الإسلاميين، صحيح أن فترة الثورة أسهمت في إزالة قدر منه، لكن بقايا النظام السابق يعملون على تخويف الشعب الآن من الإسلاميين عامة ومن السلفيين خاصة، يساعدهم في ذلك العديد من الليبراليين، عبر إذاعة الأخبار الكاذبة، وتضخيم بعض التصرفات الفردية مع نسبتها زوراً إلى السلفيين.إقامة الحدود• ماذا عن أنباء إقامة الحدود وهدم الأضرحة التي قيل إن بينكم من قام بها بعد الثورة؟- منهجنا في الدعوة السلفية هو رفض تغيير المنكر باليد، لما له من مفاسد على المجتمع، وإذا تتبعنا الأحداث التي تمت نسبتها للسلفيين فإنها تتنوع بين أخبار كاذبة من الأصل، أو تم تضخيمها ونسبتها للسلفيين، الحادثة التي قيل إنها إقامة حد حدثت في قنا، وهي من أشخاص عاديين بسبب خلافات بينهم، فضلاً عن أنه لا يوجد في الإسلام حد ينص على قطع الأذن، أما حادثة هدم أحد الأضرحة فالذي أذكره منها الآن حادثة واحدة وهي مختلقة من الأساس، لأن الضريح كان يجرى له ترميم، فكما ترى هناك تضخيم للأمور، ولابد من ملاحظة أننا ليس لنا سلطة على كل من أطلق لحيته حتى نكون مسؤولين عن تصرفاتهم. تخوف الأقباط• لكن تحركاتكم أخافت قوى عديدة مثل الأقباط، ألا ترى أن هذه المخاوف لها مبرراتها؟- أتعجَّب من مخاوف النصارى المصريين بعدما عاشوا معنا 15 قرناً، نالوا فيها الحرية والكرامة بعد أن كانوا لاقوا سوء العذاب لمدة خمسة قرون، على أيدي حكام الرومان، الذين كانوا على نفس دينهم لكن من مذهب مختلف، فالثابت تاريخياً أن نصارى مصر لم ينالوا حقوقهم وحرياتهم إلا في ظل الحكم الإسلامي.• البعض اعتبر نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية بروفة لوصول الإسلاميين إلى الحكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟- لن يصل الإسلاميون للحكم في الانتخابات المقبلة لسببين، أولاً أن الدستور مازال يركز السلطات في يد الرئيس، ثانياً أن الانتخابات ليست كالاستفتاء، فالانتخابات يلعب فيها عامل المال والخبرة دورين كبيرين أكثر من الاستفتاء.طموحات الإسلاميين• هل يقتصر نجاح الإسلاميين المقبل على التحكم في صياغة الدستور؟- مجلس الشعب المقبل لن يفرز دستوراً مختلفاً عن الدستور الحالي اللهم إلا ربما في تقييد سلطات رئيس الجمهورية، وأظن أن الإسلاميين ليس لديهم طموحات أكثر من تثبيت المادة الثانية من الدستور التي يعارضها العلمانيون.• ماذا عن حزب "النور" الذي جرى تأسيسه مؤخراً وقيل إنه مرتبط بكم؟- وجهنا دعوة مفتوحة لكل المشتغلين بالعمل السياسي ممن يعتنقون المنهج السلفي لإنشاء أحزاب سياسية تتبنى هذا المنهج في ممارستها السياسية، وقام العديد من الإخوة بالعديد من المحاولات في هذا الصدد، لكن كلها تجارب لم يكتمل منها غير تجربة حزب "النور"، وبالنسبة لانخراط القواعد من السلفيين في هذا الحزب فلم يصدر توجيه رسمي بالموافقة أو المنع حتى الآن، وبالتالي سنساند أي مرشح وفق ثلاثة معايير، أياً كان الحزب الذي ينتمي إليه وهي: اقتناع المرشح بالمرجعية العليا للشريعة الإسلامية، وكفاءته ونزاهته.