منال سلامة: رجل لهذا الزمان ظُلم إعلانياً

نشر في 09-01-2012 | 00:02
آخر تحديث 09-01-2012 | 00:02
تجري الممثلة منال سلامة بروفات لمسرحية «من يخاف من فيرجينيا وولف»، تأليف إدوارد إلبي، إخراج د. سناء شافع، يشارك في البطولة: أحمد فؤاد سليم، نيفين رفعت، يحيى أحمد.

تندرج هذه المسرحية ضمن أعمال منال الهادفة التي تميّزت بها وحققت من خلالها معادلة صعبة هي إرضاء الجمهور والنقاد في آن.

عن دورها في مسلسل {رجل لهذا الزمن» (عرض على شاشة رمضان 2011)  وأسباب ابتعادها عن السينما ومدى تأثير زوجها المخرج والمنتج عادل أديب  في خياراتها كان الحوار التالي معها.

كيف تقيّمين مسلسل «رجل لهذا الزمان»؟

يتميز بالجودة والجدية وبطراز خاص، ويحمل رسائل أهمها: لن تنهض أمة إلا بالعلم وباختراعات أبنائها، وذلك من خلال عرض سيرة علي مصطفى مشرفة، العالم المصري الذي حقق نجاحات في أبحاثه العلمية.

أديت في المسلسل دورين: والدة مشرفة وشقيقته، حدثينا عن هذه التجربة.

هي جديدة علي، إذ لم يسبق أن أدّيت شخصيّتين في عمل واحد،  وقد استطعت التفريق في الأداء بينهما من خلال الماكياج والملابس وطبقة الصوت.

ما الذي جذبك  إلى الدورين؟

كل واحد منهما مكتوب بأسلوب  يغلب عليه الطابع الإنساني، ويرجع الفضل في ذلك إلى السيناريست محمد السيد عيد، بالإضافة إلى رغبتي في الانضمام إلى فريق عمل المسلسل.

ما ردود الفعل التي تلقيتها بعد عرضه؟

الثناء سواء من النقاد على غرار د. حسن عطية ود. رفيق الصبان أو من الجمهور الذي قدّر المجهود الذي بذلناه، اللافت أن المسلسل دخل قلوب المشاهدين على اختلاف مستوياتهم الفكرية، وحتى المشاهد البسيط فهمه، على رغم أنه يتناول سيرة عالم قد لا يكون في دائرة اهتمامات المواطن العادي أو معارفه، من خلال عرض محطات من حياة علي مشرفة  تتناول علاقته بأخته وأهله.

لكن لم يحقق المسلسل، أثناء عرضه في رمضان الماضي، النجاح الجماهيري الذي حققه في  العرض الثاني، ما السبب برأيك؟

لم يحظَ بالاهتمام على مستوى الإعلان ولم يكن توقيت عرضه على الفضائيات ملائماً، بالإضافة إلى أن ثمة فضائيات سلطت الضوء على مسلسلات معينة تصوّرت أن المشاهدين يفضلونها، فيما في الحقيقة أنها فرضت ذوقها واختياراتها عليهم.

برأيك، لماذا يصعب تنفيذ مسلسلات تتمتع بمستوى «رجل لهذا الزمان» الرفيع؟

لعدم وجود جهة إنتاج متحمسة لهذه النوعية من الدراما، يبحث المنتج  اليوم عن ربح سريع ويطبّق معادلة الموضوع الخفيف والرقصة المثيرة ضمن قصة حب أو طلاق، مع أن تاريخنا، سواء القديم أو الحديث، زاخر بسير علماء يستحقون أن تتناول الدراما سيرتهم، لكن للأسف لا أحد يهتم بالقصص الجادة، مع أنها تبقى في الذهن سنوات عكس الأعمال الخفيفة التي تُنسى بسرعة.

هل تواصلت مع عائلة مشرفة للاطلاع على  تفاصيل دقيقة عن والدة العالمِ  وشقيقته؟

هذه المهمة من اختصاص السيناريست محمد السيد عيد، فقد حصل على معلومات من أسرة علي مشرفة  وأحفاده وإبن شقيقه الذي زوّد المؤلف  بمقالات علمية حول أبحاث العالِم، كل ذلك ساعد المخرجة أنعام محمد علي على رسم ملامح الشخصيات وبدأت توجه كل ممثل وفقاً لهذه المعلومات.

ما سرّ تعاونك مع أنعام محمد علي للمرة الرابعة؟

بيننا لغة تواصل تجعلني أعشق العمل معها، بالإضافة إلى أننا قدّمنا أعمالا أتشرف بها من بينها: «ضمير أبلة حكمت» و{أم كلثوم» و{قاسم أمين».

أنت مرتبطة بأحد أفراد عائلة أديب التي تملك شركة «غود نيوز « للإنتاج السينمائي، ما تأثير ذلك على مسيرتك الفنية؟

أفصل تماماً بين منال سلامة زوجة المخرج والمنتج عادل أديب والفنانة منال سلامة، منذ البداية اتفقنا على ألا نشارك معاً في أي عمل فني كي لا أُتهم بأنني اشتهرت بفضل أموال زوجي، لذا أختار أعمالاً لا علاقة لها به أو بعائلته.

وبماذا تفسرين غيابك عن السينما؟

يتعلّق الأمر بالمنتجين السينمائيين، فهم يختارون نجمات يحققن نجاحاً زائفاً ويستبعدون فنانات يتمتعن بموهبة حقيقية. من هنا نفتقر إلى منتجين يغامرون في التعاون مع فنانين وفنانات موهوبين في أعمال سينمائية ضخمة.

هل الجماهيرية أحد مقاييس النجاح لنجمة السينما  اليوم؟

إطلاقا، يسهل تحقيق الجماهيرية  من خلال أغلفة المجلات وفي اللقاءات التلفزيونية.  بالنسبة إليّ ليست النجومية قضيتي، فأنا أبحث عن عمل أحترمه ويحترمه أولادي ويضاف إلى تاريخي الفني، ولو كنت أطمح إلى الشهرة فأقرب طريق هو زوجي، إلا أنني أرفض  الواسطة والمحسوبية.

وماذا عن علاقتك بالمسرح؟

شاركت في مسرحيات عرضت في غالبيتها على مسرح الدولة، لكن للأسف لم تأخذ حقها من حيث الدعاية والإعلان، لأن هيئة المسرح لم تروّج لها على رغم قيمتها العالية، باعتبار أنها تتوجّه إلى المثقفين فحسب.

ما المعايير التي تعتمدينها لاختيار أعمالك الفنية؟

أركز على السيناريو ومؤلفه ومخرجه، وعلى أهمية العمل ككل وطبيعة دوري فيه ومدى تأثيره في الأحداث واستفزازه لمشاعري.

هل يتدخل زوجك المخرج عادل أديب في خياراتك؟

أعرض عليه السيناريو الذي أختاره واستمع إلى رأيه، إنما يرجع القرار إليّ أولا وأخيراً.

ماذا تعلمت من والدك المخرج المسرحي الراحل سلامة حسن؟

احترامي لذاتي ولفني، تقديري لموهبتي وتوجيهها في أعمال هادفة، احترام الآخرين.

كيف تكونت لديك كل هذه الخبرة على رغم صغر سنك؟

خبرتي ناتجة من تراكمات حياتية، نشأت في منزل يتحدث باستمرار عن فن المسرح ويتضمن مكتبة  تحتوي على 2500 كتاب، وكنت أرافق والدي إلى المسرح، وهناك تعرفت إلى مفردات العمل الفني. ثم بعد دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية خضت مجال الفن... هذه العناصر والوقائع جميعها كونت شخصيتي ومعارفي.

back to top