مشاهير حول الكعبة: الإعلامي طارق علام: سيدة كفيفة كانت سبب أدائي الحج
ببساطة يعهدها منه جمهوره الذي يلقاه على الشاشة الرمضانية كل عام، تحدث الإعلامي المصري طارق علام الى «الجريدة» عن رحلته الإيمانية الأولى إلى الأراضي المقدسة وزيارته لبيت الله الحرام، حيث تمت بمحض المصادفة ودون سابق ترتيب من أي نوع، فالزيارة التي قام بها عام 1996 بعد شهر واحد من زواجه كانت نتيجة طلب سيدة كفيفة منه مساعدتها في استخراج «تأشيرة» الحج الخاصة بها من إحدى الجهات المسؤولة عن ذلك، وحينما ذهب برفقتها صبيحة أحد الأيام ليستوضح الأمر أملا في إسراع الإجراءات المتعلقة بسفرها، فوجئ بأحد الأشخاص المعنيين بالأمر يعرض عليه أيضا السفر لأداء فريضة الحج فما كان منه إلا أن بادر بالموافقة، وشاءت إرادة الله أن تكون زيارته الأولى للكعبة المشرفة برفقة زوجته التي لم يكن مضى على زواجه منها سوى شهر وبضعة أيام!يضيف الإعلامي المصري، المعروف ببرامجه الخيرية التي عادة ما تكون ضمن جوائزها بطاقات سفر للحج أو العمرة، ما إن وصلت إلى مكة المكرمة ورأيت الكعبة المشرفة حتى شعرت بمتعة روحانية هائلة يصعب وصفها ولم أملّ من النظر إلى الكعبة حينها.
من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة محمولاً بشوق المؤمن وقف علام أمام قبر المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وهناك شعر بالندم، حيث جاءت زيارته لقبلة المسلمين متأخرة -حسبما يعتبر- بعد رحلات عديدة طاف خلالها العالم ودول أوروبا ما حدا به أن يستغفر رب الكعبة لذلك وأن يسأله ألا يحرمه من تكرار الزيارة مرات ومرات وهو ما حدث بالفعل لدرجة رفض معها علام الإفصاح عن عددها لأن الزيارة نفسها عبادة كسائر العبادات يجب أن تكون سرا بين العبد وخالقه. وعن أثر الرحلة الإيمانية عليه يوضح طارق علام: «الزيارة الأولى غيرتني تماما وجعلتني أنتظم في أداء الفرائض وأصبحت أكثر التزاما والحمد لله».أجمل ما صادفه علام أنه خلال أدائه لفريضة الحج في المرة الأولى فوجئ أن لحظة وصوله إلى مكة المكرمة تزامنت مع وصول فوج آخر كان يضم أصدقاء آخرين وكأن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعوة أحدهم بأن يجمعهم معا في هذا المكان المعظم.يضيف علام: علمني الحج ومشهد الطواف العظيم وتلاحم المسلمين من كل أنحاء الأرض ليقفوا موقفا واحدا على عرفات أن تكون برامجي المتلفزة التي أقدمها أكثر قربا من بسطاء الناس وأن الإنسان مهما بلغت مكانته لابد أن يكون مدركا لحقيقة لا تقبل الجدل أن الناس جميعا سواسية كلهم يذنب ويستغفر ولا فضل لأحد منهم على غيره إلا بعمل الخير والامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه، كما أنه كان من المفرح بالنسبة لي أن أجد أناساً كثيرين جدا في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة يعرضون مساهماتهم لتخفيف معاناة الفقراء المحتاجين وهو ما ذكرني بالحديث الشريف: «الخير فيّ وفي أمتي...» إلخ.يرى علام أن الحج رسالة للحكام أن يقتربوا من شعوبهم، ورسالة للناس أن يخلصوا في عملهم ويتعاملوا بشفافية، مختتما كلامه بالقول: «الحج أوالعمرة رحلة يقوم بها المحبون ليزوروا الكعبة المشرّفة وقبر الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وبالتالي فعلينا أن نحب بعضنا لنحب بلادنا فلا يكون هناك ظلم».