إضراب الكرامة ينجح في بؤر الاحتجاجات... ودمشق تشارك

نشر في 12-12-2011 | 00:01
آخر تحديث 12-12-2011 | 00:01
No Image Caption
اشتباكات بين الجيش والمنشقين في الشمال والجنوب... ومصر تؤكد التزامها بوقف الطيران المدني

نجحت المعارضة السورية أمس في دفع السوريين إلى إضراب عام تمهيداً لعصيان مدني. ونجح الإضراب بشكل كبير في المدن والمناطق التي تعتبر بؤراً للمحتجين المطالبين بالحرية والديمقراطية، كما كانت مشاركة العاصمة دمشق في الإضراب لافتة.

يبدو ان المعارضة السورية نجحت جزئيا في رهانها على الاضراب في مواجهة عنف النظام ومحاولات عسكرة الثورة، إذ استجاب عدد لا بأس من المدن السورية أمس للدعوة الى "اضراب الكرامة" الذي بدأ امس، ومن المقرر ان يتبع بسلسلة تحركات تقود الى عصيان مدني شامل.

وذكر ناشطون ان المحلات التجارية بقيت مغلقة والطلاب بقوا في بيوتهم امس في عدد من مناطق سورية تلبية للدعوة الى الاضراب، خصوصا في محافظات حمص وادلب ودرعا وريف دمشق.

ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن ناشطين على الارض ان الاضراب نفذ "بشكل كبير جدا" في محافظة درعا (جنوب) وفي جبل الزاوية بإدلب قرب الحدود التركية.

وفي المدن نفذ الاضراب في "حرستا رغم محاولة الامن فتح المحلات بالقوة" حسب الناشطين الذين تحدثوا عن "اعتقالات عشوائية" في هذه المنطقة الواقعة قرب دمشق. وقالوا ان "الاضراب نجح بنسبة كبيرة تبلغ 90 بالمئة" في دوما قرب دمشق ايضا.

وقال المرصد انه "في الاحياء المعارضة في حمص بلغت نسبة النجاح (الاضراب) 90 الى 100 في المئة"، وذكر من هذه الاحياء بابا عمرو ودير بعلبا والخالدية وبياضة وغيرها. واوضح ان "الطلاب لم يذهبوا الى المدارس والموظفين لم يذهبوا الى وظائفهم والمحلات التجارية مغلقة".

وقال الناشط السياسي المعارض والصحافي السوري اياد الشربجي إن احياء الميدان والمهاجرين وبرزة والقابون والقدم في دمشق شاركت في الاضراب وان نسبة الإضراب فاقت التوقعات.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الشوارع في حماة وحلب وحمص وريف دمشق وإدلب وقد بدت شبه خالية من المارة وأبواب المحال مغلقة.

وأوضح ناشطون أن قوات الأمن والشبيحة مدعومين بعناصر من الجيش يقومون بحملة مداهمات واعتقالات، كما يقومون بتكسير عدد من المحال المغلقة، لإجبار أصحابها على فتحها.

اشتباكات

الى ذلك، وفي حين اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 10 أشخاص برصاص الأمن، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي الموالي للرئيس بشار الأسد والمنشقين الذين ينتمون لـ"الجيش السوري الحر" الموالي للانتفاضة الشعبية.

وقالت وكالة "رويترز" إن مئات المنشقين يواجهون قوات حكومية معززة بالدبابات في محافظة درعا جنوب سورية، في حين اعلن أن النيران اشتعلت بناقلتي جند مدرعتين في الاشتباك الذي وقع قبل فجر أمس في بلدة كفر تخاريم شمال غرب البلاد، مشيرا الى أن الاشتباك اسفر عن مقتل شخصين على الأقل.

في سياق آخر، أعلن وزير الطيران المدني المصري المهندس حسين مسعود أمس أن مصر ستخفض الرحلات الجوية بين القاهرة ودمشق للنصف فور تفعيل العقوبات التي اتخذتها جامعة الدول العربية ضد سورية.

وقال مسعود إن مصر تلتزم دائما بالإجماع العربي وتنفذ القرارات الصادرة من المؤسسات العربية والإقليمية وأن الحركة حاليا بين مصر وسورية منخفضة دون اللجوء إلى خفض الرحلات وذلك بسبب الأوضاع الحالية في سورية وفي حالة وجود حركة سفر تزيد عى الرحلات المتجهة إلى سورية في حالة تنفيذ العقوبات سيتم زيادة الرحلات إلى عمان وبيروت لنقل الراغبين في التوجه إلى سورية عن طريق جارتيه لبنان والأردن.

«طبيب الثورة»

الى ذلك، نشرت الفنانة السورية فدوى سليمان أمس على صفحتها على "فيس بوك" نص اتصال اجراه معها الطبيب السوري الشاب ابراهيم نائل العثمان الذي لقب بـ"طبيب الثورة" قبل ساعتين من مقتله أمس الأول برصاص الأمن عندما محاولته الفرار الى تركيا.

وتروي سليمان حديثها معه على الهاتف: "كلمني قبل ساعات من استشهاده. قال: ألم تتذكريني؟؟ أنا من كان محمولاً على الأكتاف في إحدى المظاهرات التي شاركتِ بها في دمشق... قلت له تذكرتك، أنت صاحب الوجه الأبيض والشعر الطويل قليلاً. فأجاب بنعم. قال وضعي الآن سيئ وأنا ملاحق وفي مكان سيئ. وسأسافر إلى اسطنبول بعد كم يوم. لم يقل إنه كان ينوي السفر مباشرة".

(دمشق، القاهرة ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أـ رويترز)

انتخابات بلدية اليوم وسط المقاطعة والعنف

تبدأ اليوم الاثنين انتخابات المجالس المحلية في مختلف المحافظات السورية، وذلك رغم أعمال العنف التي تشهدها البلاد وتواصل الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام ووسط مقاطعة متوقعة من قبل قوى المعارضة.

وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) أمس إنه "تم استكمال تجهيز المراكز الانتخابية وتوفير مستلزماتها كافة لانجاح الانتخابات التي تجري لأول مرة تحت إشراف ومتابعة لجان قضائية فرعية مستقلة لضمان نزاهتها"، مشيرة الى أن المشرفين على الانتخابات أدوا أمس الأول "القسم الانتخابي" للإشراف على سير عملية التصويت.

واشارت "سانا" الى أن "رؤساء المراكز الانتخابية اطلعوا على المهام المنوطة بهم بموجب القانون وآلية الانتخاب وإجراءات تسهيل الاقتراع أمام المواطنين وكيفية استخدام الحبر السري والغرف السرية لضمان شفافية الانتخابات".

وزعمت الوكالة ان 42889 مرشحا يتنافسون في هذه الانتخابات على 17588 مقعدا في1337 وحدة إدارية، فيما بلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزا يضم كل منها صندوقين للاقتراع حيث ينتخب كل مقترع مرشحيه للوحدة الإدارية التي يتبع لها ولمجلس المحافظة ويشرف على كل مركز لجنة انتخابية مؤلفة من رئيس لها وعضوين.

وبحسب الوكالة، "تأتي هذه الانتخابات بعد صدور قانون الإدارة المحلية الجديد الذي يعطي المجالس المحلية صلاحيات واسعة تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والنهوض بالواقع الخدمي والتنموي بما يتماشى مع الحراك الايجابي الذي تشهده عملية الإصلاح ويلبي احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية".

وأوضح معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي أن "عملية الانتخاب ستتم بموجب البطاقة الشخصية بحسب المرسوم رقم 125 لعام 2011 لمن أتم الثامنة عشرة من عمره قبل يوم من بدء الانتخابات"، لافتا الى أن عدد البطاقات الشخصية الممنوحة في سورية وصل الى 15495359 بطاقة.

الصادرات السورية تنخفض 4 في المئة

كشفت التقديرات الاولية التي وضعتها هيئة تنمية وترويج الصادرات في سورية تأثر قطاع الصادرات وانخفاضه مع معظم الدول العربية والاجنبية بنسبة اربعة في المئة خلال تسعة اشهر من العام الحالي، وذلك مقارنة مع الزيادة المحققة في العام السابق التي وصلت الى 14 في المئة.

واشار تقرير صادر عن الهيئة نشر امس الى نمو حجم التجارة الخارجية خلال الربع الاول وبما يقارب 22 في المئة، في حين سجلت تلك الارقام انخفاضا واضحا خلال الاشهر التسعة الماضية.

ويأتي تزامن اعلان الهيئة عن تقديراتها مع اعلان خطتها التي رفعتها على شكل مقترحات الى رئاسة مجلس الوزراء لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها جامعة الدول العربية.

وركزت الخطة على "ضرورة تمويل الصادرات في ظل تطبيق العقوبات على المصارف والمعاملات التجارية مع ادخال الاتفاقية التجارية مع العراق حيز التنفيذ واقامة اتحاد اقتصادي مع العراق اضافة الى تعزيز التوجه نحو روسيا والصين واقرار الية تطوير عمليات دعم الصادرات العام المقبل".

(دمشق - كونا)

back to top