معمر القذافي... 42 عاماً من الطغيان والتناقض والجنون

نشر في 22-08-2011 | 13:31
آخر تحديث 22-08-2011 | 13:31
No Image Caption
بدا أمس أن العقيد الليبي معمر القذافي، فقد السلطة، التي تربع على عرشها نحو 42 عاماً، قضاها في الدكتاتورية والطغيان، إذ كان القائد الأوحد الذي يختصر كل السلطات في بلد مساحته نحو مليون و750 ألف كم2، ويملك كمية كبيرة من النفط، وعدد سكانه لا يتجاوز الـ6 ملايين.وإضافة إلى الطغيان، فإن القذافي صاحب شخصية مثيرة للجدل ومليئة بالتناقضات والتصرفات المجنونة، إذ يحمل خيمته أينما ذهب في دول العالم، كما يرى في نفسه الثائر والفيلسوف والقائد التاريخي العظيم، بينما يخطب بطريقة بسيطة جداً تشير إلى الكثير من الغباء في غالب الأحيان.

وُلِد معمر القذافي لراعٍ بدوي في عام 1942 في خيمة قرب سرت على ساحل البحر المتوسط. ترك دراسة الجغرافيا في الجامعة لينضم إلى الحياة العسكرية، وأمضى فترة قصيرة في مركز تدريب لسلاح الإشارة تابع للجيش البريطاني.

استولى على الحكم في 1 سبتمبر 1969 بعد انقلاب عسكري أطاح بالملك محمد إدريس السنوسي الذي أسس المملكة الليبية المتحدة في 24 ديسمبر 1951.

تبنى القذافي قضية القومية العربية التي دافع عنها الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، وحاول دمج ليبيا مع مصر وسورية في اتحاد لكن لم يحالفه النجاح. كما لم تكلل محاولة مماثلة لضم ليبيا وتونس بالنجاح.

في عام 1977 غيّر اسم البلاد إلى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، وأعلن أنه سمح للناس بالتعبير عن آرائهم في مؤتمرات شعبية، مدعياً أن هذه هي الديمقراطية الحقيقية، حيث الشعب يحكم دون أي مجالس تقليدية، مع العلم أن كل قرارات البلاد ترجع إليه. كما ملأ البلاد سجوناً اعتقلت وعذبت وقتلت كل من يتجرأ على مخالفته الرأي.

فرضت الأمم المتحدة في عام 1992 عقوبات على طرابلس لدفعها إلى تسليم ليبيَّين لمحاكمتهما في ما يتصل بقضية تفجير طائرة أميركية فوق لوكربي في اسكتلندا في عام 1988، ما أصاب اقتصاد ليبيا الغنية بالنفط بالشلل، وخفض من الروح الثورية لدى القذافي، وخفف من حدة تصريحاته المناهضة للرأسمالية والمعادية للغرب.

تجنب المجتمع الدولي التعامل مع القذافي خلال معظم فترة حكمه لاتهامه بالإرهاب، غير أنه تخلى عن برنامج ليبيا للأسلحة المحظورة في عام 2003 ما أعاد البلاد إلى الساحة السياسية العالمية. وفي سبتمبر 2004 رفع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الحصار التجاري الأميركي رسمياً عن ليبيا بعد أن تخلى القذافي عن برنامج التسلّح وتحمل المسؤولية عن تفجير "لوكربي".

back to top