وثيقة لها تاريخ: جمرك الفاو يغرِّم الثنيّان والعسعوسي في عام 1923م

نشر في 12-08-2011
آخر تحديث 12-08-2011 | 22:01
 

كان أهل الكويت في الماضي، أي قبل ثلاثة قرون من الزمان، يعتمدون على مياه الآبار التي يحفرونها في بيوتهم أو خارجها، وكانوا يستخدمون هذه المياه للشرب والطبخ والغسل والاستحمام، وغير ذلك. كما أن مياه الأمطار كانت أيضا مصدرا رئيسيا للشرب والاستعمالات الأخرى.

وفي عهد الشيخ مبارك الصباح (1896-1915) بدأ الكويتيون بجلب المياه من شط العرب وذلك في نهاية القرن التاسع عشر. وأول من جلب مياه الشط للشرب هو المرحوم محمد اليعقوب وذلك عام 1909، عندما وضع عدة براميل خشبية في سفينته من نوع "تشالة" وذهب الى الشط، ثم عاد ومعه الماء العذب، فباعه بأرباح لم يكن يتوقعها. وبعد عدة سنوات، أمر الشيخ مبارك بشراء باخرة خاصة من الهند (اسمها سعيّد) ذات خزان كبير لاستخدامها في جلب مياه الشط، كما قام أصحاب السفن بتقليد تجربة اليعقوب وجلب الماء الحلو من الشط. إلا أن هذه العملية لم تكن سهلة، وكان الكويتيون يواجهون مشاكل عديدة من إدارة جمرك الفاو قبل عودتهم إلى الكويت. في هذه الحلقة والحلقات القليلة المقبلة، سنعرض لوثائق تاريخية تعرض للمرة الأولى تتضمن طبيعة المشاكل التي كان يتعرض لها الكويتيون عند نقلهم لمياه الشط. وأول هذه الوثائق وثيقة مؤرخة بتاريخ 14 رجب 1341هـ الموافق 2 مارس 1923م أرسلها الشيخ أحمد الجابر الصباح الى المعتمد البريطاني في الكويت، يشكو فيها سوء معاملة مدير جمرك الفاو لاثنين من نواخذة الكويت هما: علي الثنيان، وعيسى العسعوسي، حيث تم توقيف سفينتيهما واقتيادهما إلى البنقلة (المكتب الإداري لمدير جمرك الفاو)، وتم تغريم كل منهما مبلغ عشرين روبية بذريعة أنهما يسرقان من مياه الشط أكثر من الحمل المسموح! واليكم نص الوثيقة كما ورد:

"من احمد الجابر الصباح حاكم الكويت إلى حضرة حميد الشيم المحب العزيز الميجر جي. سي. مور بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزي بالكويت دام بقاه،،

بعد السلام، والسؤال عن شريف خاطركم، دمتم بخير وسرور. لا يخفى جنابكم انه يوم الاثنين الموافق 10 رجب 1341هـ كانوا سفينتين من أهل الماء طارحين في راس الشط لأخذ الماء، واحدة ملك علي إبراهيم، نوخذا علي الثنيان نمرة 145، والثانية ملك عبدالرحمن العسعوسي، نوخذا عيسى بن عبدالرحمن نمرة 122، اذ جاهم موتر كمرك الفاو وأخذهم الى البنكلة، وقال إنكم تسرقون حمل، ولا تجون الكمرك، وأخذ من كل نوخذا "دن" (أي غرامة) عشرين روبية، ووقتما طارحين الهواْ ساكن، وأيضا ما جرت عادة ان سفن الماء يأخذون حمول، وكذلك الاهوية ما تجي على المراد، ومثل هكذا أمر يحدث التعطيل على سفائن الماء، وإذا تتعطل يصير ضرر على البلاد. لهذا نرجو من سعادتكم تلاحظون هذه المسألة، وتراجعون دائرة الكمرك، وتفيدونا.

وسلفا نشكركم، ودمتم سالمين     14 رجب 1341.

وقبل أن أنهي هذه الحلقة لابد من الإشارة إلى أن أسرة العسعوسي من الأسر الكويتية القديمة المعروفة، وارتبط اسمها بالبحر كثيراً، إذ إنها أنجبت العديد من النواخذة القديرين مثل النوخذة عبدالرحمن حسين العسعوسي، وابنه النوخذة حسين (نوخذا بوم المهلب)، والنوخذة خالد عبدالعزيز العسعوسي، والنوخذة راشد علي العسعوسي، والنوخذة عبدالله عبدالرحمن العسعوسي، والنوخذة عبدالرحمن عيسى العسعوسي، وابنه النوخذة عيسى، والنوخذة عبدالوهاب عبدالرحمن العسعوسي، والنوخذة علي حسين العسعوسي.

back to top