وثيقة لها تاريخ: وَرْوَرْ ترجمان المعتمد البريطاني يعود إلى صاحبه بعد التحقيق

نشر في 21-10-2011
آخر تحديث 21-10-2011 | 00:01
 

ذكرنا في الحلقة السابقة أن المترجم إبراهيم كدو، الذي يعمل لدى المعتمد البريطاني في بداية القرن الماضي، فقد مسدسه الخاص، الذي كان يحتفظ به في منزله في عام 1920.

وبعد مرور أكثر من سنة على السرقة التي انتشرت أخبارها في الكويت آنذاك، عثر مهندس يعمل في المعتمدية البريطانية اسمه جميل فيحا على مسدس مطابق في مواصفاته لمسدس إبراهيم، وكان في يد دلال كويتي، فانتزعه من يده واحتفظ به، وكتب الى المعتمد البريطاني يخبره بعثوره على المسدس المسروق، ونشرنا في الحلقة الماضية نص الرسالة.

وفي تاريخ 14 رجب 1339هـ الموافق 14 مارس 1921، كتب الشيخ عبدالله السالم الرسالة الجوابية التالية: "من عبدالله السالم الى حضرة حميد الشيم، عالي الجاه الافخم، المحب، الودود، ميجر جي سي مور، بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا.

بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم دمتم بخير وسرور،،،

بعده، لا يخفى على حضرتكم رجالنا............................. عنده ورور صغير كان يستعمله، وفي هذه الأيام وضعه بيد دلال يريد بيعه، ورآه انجنير مركب لويسيلي، جميل، وقبض عليه من الدلال، وقال هذا الورور كان لنا، وهو ضايع أو مسروق، وأخذه من يد الدلال جبرا، ورجالنا.........  يقول إن هذا الورور، ومعه ورور ثاني، جايبينهم له من حايل بواسطة محمد المزين، مدير كمرك الصفاة الذي انقتل في حرب الجهرة، ويقول يقدر يثبت على ذلك، ونحن حالا أمرنا رجالنا المذكور يحظر في محلكم ويخبر سعادتكم في ذلك.

هذا ما لزم ودمتم محروسين،،،

14 رجب 1339هـ.

ويبدو من خلال رسالة الشيخ عبدالله السالم، الذي كان وقتها يقوم بأعمال أمير الكويت لحين عودة الشيخ أحمد الجابر الذي كان خارج الكويت عند وفاة الأمير سالم المبارك، أنه بدا مقتنعاً بأن الورور (المسدس) الذي تمت مصادرته ليس هو ورور الترجمان إبراهيم المفقود أو المسروق، وأراد أن يؤكد ذلك بإرسال صاحب المسدس .......... الى دار المعتمد ليقدم شهادته حول ذلك.

وأرسل الشيخ عبدالله السالم رسالة أخرى بتاريخ 5 رجب 1339هـ الموافق 5 مارس 1921م يوافق فيها على إبقاء المسدس في عهدة المعتمد البريطاني لحين الانتهاء من التحقيق.

نهاية قصة ورْوَر إبراهيم جاءت بعد عودة الشيخ أحمد الجابر من السعودية ومبايعته أميراً على الكويت خلفاً لعمه الشيخ سالم المبارك، حيث كتب للمعتمد البريطاني الرسالة التالية: "من أحمد الجابر حاكم الكويت إلى حضرة حميد الشيم، الاجل، الافخم، صاحب السعادة، المحب، الودود، ميجر جي سي مور، بولتكل اجنت الدولة البهية، القيصرية، الانكليزية بالكويت، دام محروسا.

بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم دمتم بخير وسرور،، بعده يد الوداد أخذت كتابكم المؤرخ 23 رجب 1339هـ نمرة 220 وفهمت مندرجاته منخصوص الفرد، الذي سرق من ترجمان سعادتكم السابق ابراهيم، ان المستر دميلو كتب لسعادتكم عن مسألة الفرد المسروق سابقا، وأن مدير البوليس بالبصرة أيضا أرسل لجنابكم جواب إبراهيم الذي طلبتم منه عن شكل الفرد وكبره، وأن الجواب الذي وصل الى سعادتكم هو كاف وتعتبرونه مثبوت، ولا يوجد أدنا شك بأن هذا الفرد هو الذي سرق من ابراهيم في شهر رمضان 1337،

وعلى هذا يقتضي ترحيل الفرد الى ابراهيم. فما دام تحقق عند سعادتكم ذلك من دون أدنا شك، فنحن أيضا نوافق فكر سعادتكم في هالخصوص.

هذا ما لزم ودمتم محروسين،،،،

24 رجب 1339هــ  ختم/  احمد الجابر الصباح

ومن خلال هذه الرسائل، يمكننا الخروج بالمعلومات والاستنتاجات التالية:

• توفي الشيخ سالم المبارك في عام 1921 عندما كان ابن أخيه الشيخ أحمد الجابر في المملكة العربية السعودية لإجراء مفاوضات رسمية.

• تولى الشيخ عبدالله السالم الصباح إدارة شؤون البلاد مدة شهر تقريباً حتى عودة الشيخ أحمد الجابر إلى الكويت ومبايعته أميراً.

• المرحوم محمد بن عبدالله المزين كان مديراً لجمرك الصفاة في عهد الشيخ سالم المبارك، وقد استشهد في معركة الجهراء. ويقال إنه رهن حلاله وأمواله قبل المعركة، واشترى أسلحة وزعها على الذين ليس لديهم أسلحة للمشاركة في المعركة.

• المترجم الرسمي للمعتمد البريطاني في عهد الشيخ مبارك وحتى بداية عهد الشيخ أحمد الجابر اسمه إبراهيم كدو.

• يستفاد من هذه القصة كيف كان حاكم البلاد آنذاك يتابع كل التفاصيل ويتخذ قراره حيالها، ولا يستصغر قضية ما، ولا يتهاون في حقوق الناس.

back to top