وثيقة لها تاريخ: فهد بن زيد الكحيلان يتعرض للنهب في العراق

نشر في 03-06-2011
آخر تحديث 03-06-2011 | 00:01
كانت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في تاريخ الكويت تتميز بأنها علاقة وثيقة، وكان الحاكم يعمل على الدفاع عن رعيته، ويسعى جاهداً إلى استعادة حقوقهم، انطلاقاً من العرف الراسخ في التاريخ الكويتي بأن الحاكم هو ولي أمر المواطن، وعليه أن يتحمل تأمين حقوقه في المسائل المرتبطة بالخارج.

وكانت الممارسة المعتادة أن من لديه شكوى ضد أشخاص من خارج الكويت، يقدم شكواه إلى الأمير مباشرة في كتاب يشرح فيه الحق الذي يطالب به، والظروف المفصلة المرتبطة بالأمر، ومن ثم يقوم الأمير بكتابة كتاب رسمي إلى المعتمد البريطاني في الكويت يطالبه فيه بالكتابة إلى حكومته، ومحاسبة من تعدى على حقوق المواطن الكويتي، واستعادة أمواله وما سلب منه. والشواهد على ذلك كثيرة، وسنورد لكم اليوم مستنداً تاريخياً يشرح ما تناولناه في هذه المقدمة عن علاقة الحاكم بالمحكوم.

الوثيقة التي بين أيدينا عثرت عليها في أرشيف المكتبة البريطانية، وتاريخها 12 صفر سنة 1341 هجري، وفيها يخاطب الشيخ أحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، المعتمد البريطاني في الكويت شارحاً له تفاصيل تعرض المواطن الكويتي فهد بن زيد الكحيلان لحادث نهب في الأراضي العراقية، عندما كان في طريقه إلى منطقة عراقية لشراء أغنام لبيعها في الكويت. وإليكم النص الحرفي لما ورد في الوثيقة:

«من احمد الجابرالصباح، حاكم الكويت، الى حضرة حميد الشيم، عالي الجاه، الافخم،، المحب الميجر جي. سي. مور بوليتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانجليزية بالكويت دام بقاه،،،  بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم، دمتم بخير وسرور بعده، اشارتا لمذاكرتنا مع سعادتكم امس بخصوص فهد بن زيد الكحيلان، الذي هو من رعيتنا اهل الكويت، كان ذاهبا مع صاحب له من الكويت الى عشائر شمر، ومعه دراهم واغراض حسبما هو مفصل بالسياهة الملفوفة بطيه، مرامهم يشترون غنم ويجلبونها الى الكويت. وبتاريخ 6 الجاري صادفهم غزو من الظفير من عشيرة السعيد عقيدهم محمد بن سيحان في محل اسمه لمنح بين لوقبة وبين انصاب، واخذوا جميع ماعندهم من الدراهم، والاغراض المدروجة في الورقة. وحيث ان هؤلاء القوم ساكنين في اطراف الحكومة العراقية، حبينا عرض الكيفية على سعادتكم لكي تراجعون المحل اللازم في هالخصوص، ونؤمل بذل عنايتكم لارجاع جميع المنهوبات. وسلفا نشكركم،، هذا ما لزم ودمتم».

من هذه الوثيقة يمكننا أن نستخلص التالي:

• كان الأمير يتحدث باسم المواطن في مطالباته الخارجية من الدول الأجنبية ويتابع أموره كلما استطاع.

• كانت الرسائل توجه إلى المعتمد البريطاني في الأمور الخارجية بسبب اتفاقية الحماية التي تربط بين الكويت وبريطانيا آنذاك.

• كانت العلاقة بين الأمير ورعيته مباشرة دون وسيط أو وزير أو غير ذلك، وكان الأمير يعتبر نفسه محامياً للشعب يطالب بحقوقه ويتابع مصالحه.

• تؤكد الوثيقة أن هناك فرقة من قبيلة الظفير تسمى السعيد، وأن رئيسها يدعى محمد بن سيحان.

• تؤكد الوثيقة أن الحادث وقع في الأراضي العراقية، ولذلك كتب الشيخ أحمد الجابر للمندوب البريطاني في الكويت، ليكتب لحكومته التي كانت تسيطر على العراق في ذلك الوقت.

• تؤكد الوثيقة أن هناك تفاهماً بين الكويت والعراق حول الأراضي التابعة لكل طرف، وأن الأراضي التي وقعت فيها الحادثة هي أراض عراقية باعتراف أمير الكويت.

• تؤكد الوثيقة استقلالية الكويت، إذ كان بإمكان الشيخ أحمد أن يخاطب الحكومة العراقية لو كانت الكويت تابعة للعراق، إلا أنه خاطب المعتمد البريطاني وطالبه بأن تعمل حكومته على العثور على المسروقات وإعادتها للمواطن الكويتي.

بقي أن أقول إن أسرة الكحيلان من الأسر الكويتية المعروفة، كانت تسكن فريج الصيهد بالحي القبلي، وهي اليوم تسكن منطقة المنصورية، والمرحوم فهد بن زيد الكحيلان هو الأخ من الأم للمرحوم التاجر عبدالعزيز عبدالمحسن الراشد، والمرحوم عبدالله مجحم المجحم.

back to top