الواقع العربي الجديد تحدد العوامل الاجتماعية المحفزة لثورات الربيع

نشر في 12-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-01-2012 | 00:01
No Image Caption
أكد المشاركون في ندوة «الواقع العربي الجديد... تأصيل واستشراف» أهمية وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، معتبرين أن التطور التكنولوجي واكب ما يجري من أحداث، ولم يكن محرضاً أساسياً على الثورة.

تتواصل أعمال الندوة الفكرية لمهرجان القرين، التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على فترتين صباحية ومسائية.

وانطلقت جلسات الفترة المسائية لليوم الأول، وتضمنت بحثين من خلال محورها "الحريات والقيم: أزمة حقوق أو أزمة أخلاق"، تناول خلالها أستاذ العلاقات الدولية د. محمد خوجة مضمون القوى الجديدة التي تؤطر الحراك الاجتماعي العربي، بينما تحدث خليل حيدر عن الفجوة بين العقل السياسي وواقع وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، وترأس الجلسة د. عايد المناع.

دولة المؤسسات

بداية، أكد خوجة تفاقم أزمة الحقوق والحريات والقيم التي حرضت الشعوب على الحراك، مشيراً إلى أن هذه المرحلة الفاصلة سلطت الضوء على فشل له أوجه متعددة لمعظم النظم العربية، إذ لم يقتصر الفشل على المؤسسة السياسية بل امتد إلى الاقتصاد وتراجع مؤشرات التنمية، وكذلك افتقار بعض الدول إلى النظام المؤسسي واختزال الدولة أو المجتمع بالفرد أو الفئة.

فهم حضاري

ثم تحدث الباحث خليل حيدر، من خلال ورقته البحثية، عن أهم الأسباب التي دفعت باتجاه ثورات الربيع العربي، مشيراً إلى حدوث فجوة كبيرة بين العقل السياسي وواقع وسائل الإعلام والاتصال الحديثة التي تخلصت من قمع أجهزة النظام، معتبراً أن هذه التقنيات عكست الواقع، بينما استمرت أجهزة النظام في التزوير.

كما تحدث حيدر عن انتقال الفكر النظري إلى التطبيق العملي، متخلصاً من أوهام الخصوصية العربية التي كرست لها السلطة منذ أمد، إذ اعتبرت أي تحرك تمردا ضد النظام الوطني، بينما حذرت التيارات الدينية من مغبة الخروج على الحاكم لأنه نوع من الفسق والفجور.

الجلسة الثانية

وفي الجلسة الثانية، شارك ثلاثة محاضرين من الكويت والمغرب وتونس، وترأس الجلسة رئيس تحرير مجلة العربي د. سليمان العسكري، وتمحورت حول كيفية إدارة وسائل الإعلام لأحداث الربيع العربي، لاسيما أن ما يجري لم يأت من فراغ.

وأكد الدكتور التونسي صلاح الدين معاوي أهمية دور وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، مشيرا إلى دورها المفصلي في إعطاء بعد غير مسبوق، متسائلا: هل الثورات كانت نتاج التقدم التكنولوجي في الاتصالات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي؟ ثم استعرض تراجيديا حادثة البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه، احتجاجاً على الظلم والغبن والتهميش، معلناً الشرارة الأولى لثورة الكرامة في تونس.

تطوير جزئي

وتحدثت د. موضي الحمود عن ضرورة استثمار تقدم وسائل الإعلام والاتصال في تطوير نظم التعليم وإصلاحها، مشيرة إلى أن ثمة دولا عربية وضعت هذه الأهداف ضمن أجندتها، وبالفعل شهدت عمليات تطوير جزئية، لكن ما جرى التصق بالشكليات ولم تكن العملية تنظيمية بشكلها الحقيقي.

وفي حديث عن شباب الربيع العربي، أكدت أن هذه الفئة تفوقت على الساسة والمفكرين، آملة استثمار التطور التكنولوجي في إجراء نقلة نوعية في نظم التعليم، ووضع قطار التربية على "السكة السليمة".

أما د. محمد الخمليشي فقد ركز في ورقته البحثية على فشل أي مساعٍ للإعلام العربي المشترك والفعل الثقافي الموحد، مشيرا إلى عدم توافر الإرادة الحقيقية في تنفيذ المشاريع التنموية التي تقرها جامعة الدول العربية، محدداً مجموعة شروط لإرساء الديمقراطية ضمن واقع المجتمعات العربية.

الجلسة الصباحية

وفي الإطار ذاته، عقدت صباح أمس جلستان، تحدث في الأولى الباحثان منى فياض، ومجدي حامد، وأدارها الكاتب الزميل مظفر عبدالله، وقسمت د. منى فياض ورقتها البحثية إلى ثلاثة محاور، ترى أنها ملخص حقيقي لواقع الثورات، وتتلخص هذه المحاور في أسباب الثورة، وتداعياتها، والمظاهر الناجمة عنها.

وتحدث د. مجدي حامد في ورقته عما أسماه الثورة المضادة، مشيرا إلى أن الجماهير العربية الثائرة لم تكن تسأل عن الخارج، بقدر سؤالها عن الداخل، وما يحدث في كل بلد على حدة، مشددا على ضرورة خلق الديمقراطية من الداخل بناء على أسس سليمة، فالديمقراطية الحقيقية تبدأ من المنزل، ومن ثم المدرسة والمجتمع كله، أما مفهوم الثورة المضادة فيعكس ما يمكن أن تفعله السلطة الأخرى الحاكمة، بعد أن أزيحت عن سدة الحكم، وتحركاتها لاستعادة نفوذها.

وعقب انتهاء الجلسة الصباحية الأولى، تلتها جلسة ثانية بعنوان "النخبة والجمهور، من يقود من؟"، تحدث فيها كل من هبة عزت، وابتسام الكتبي، والزواوي بغورة، وأدارها سعد بن طفلة العجمي.

back to top