عالم آرياتي السرِّي تنقصه لمسات ميازاكي السحرية

نشر في 23-02-2012 | 00:01
آخر تحديث 23-02-2012 | 00:01
تولى هاياو ميازاكي وضع سيناريو النسخة الجديدة من The Borrowers التي تحمل العنوان The Secret World of Arrietty، وأشرف على هذا العمل. تعكس هذه النسخة الجديدة الهوس بـ{أرواح» المنزل وتتميز بتنوع الألوان والاهتمام بالتفاصيل التي لطالما لازمت أفلام ميازاكي، لكن تنقصها لمساته السحرية.

لم يتول هاياو ميازاكي، صاحب Ponyo وSpirited Away وMy Neighbor Totoro، إخراج The Secret World of Arrietty الذي أنتجته شركة Studio Ghibli، ولعل هذا سبب افتقاره إلى اللمسات الحالمة والسحر الفريد الذي لوّن به هذا المخرج الياباني أفضل أعماله طوال عقود.

تدور قصة ماري نورتن، التي استوحيت منها أفلام كثيرة طوال السنوات الستين الماضية، حول أناس صغار جداً يعيشون في جدران المنازل القديمة وتحت ألواح أرضيتها. وتُعتبر كل رحلة تبضع مغامرة يحصلون خلالها على مكعب من السكر يدوم أشهراً أو على حبة بسكويت يمكن سحقها لصنع الخبز. يلتزم هؤلاء بقاعدتين أساسيتين في حياتهم: لا يأخذون أكثر من حاجتهم، وعندما يراهم البشر يحين موعد الانتقال، فالفضوليون لا يجلبون إلا المتاعب لتلك المخلوقات الصغيرة.

آرياتي (تؤدي دورها بريجيت مندلر من السلسلتين التلفزيونيتين Good Luck Charlie و Wizards of Waverly Place) فتاة في الثالثة عشرة من عمرها تحاول تجاوز حدود عالمها. لا تعرف سوى عائلتها وتأمل في أن يكون أناس صغار آخرون لا يزالون على قيد الحياة في مكان ما. تخرج إلى العراء (يعشق ميازاكي الطبيعة)، فتلفت انتباه الغربان الشريرة التي يمكنها ابتلاعها بسهولة، ويتجسس عليها صبي بشري مريض. يريد شون (يؤدي دوره ديفيد هنري) مد يد المساعدة، وترغب آرياتي في التواصل معه. فلا ترى أن صبياً في مثل سنها يشكل خطراً على عائلتها وتعتبر ألا داعي للانتقال أو حتى إخبار والديها (إيمي بوهلر وويل أرنيت). لكن لا شك في أنهما ينظران إلى هذه المسائل من منظار مختلف.

عالم مذهل

الألوان الرائعة والتفاصيل الصغيرة التي طالما ميّزت أعمال Studio Ghibli، تظهران بوضوح في فيلم هيروماسا يونيبياشي. فعالم هذه المخلوقات الصغيرة، الذي يعتمد على أغراض يرميها البشر (دبابيس، بكرات خيوط فارغة، براغ، ورق لاصق مزدوج يتيح للأب بود (أرنيت) بتسلق منضدة المطبخ المرتفعة للحصول على السكر)، مبتكر بإبداع مذهل.

تؤدي كارول برنيت صوت خادمة مسنة تتوق إلى اليوم الذي تتمكن فيه من الإمساك بأحد هذه المخلوقات الصغيرة، خصوصاً أنها تود تكذيب كل مَن اتهمها في صغرها بـ{الجنون». فتضفي هذه الشخصية بعض اللمسات المرحة على الفيلم. كذلك، ثمة تلميحات إلى وجود مزيد من هذه المخلوقات خارج حديقة الكوخ الصغير. فقد ألفت نورتن في النهاية أكثر من كتاب ضمن هذه السلسلة.

لكن الخيارات المتوافرة أمام ميازاكي، الذي شارك في كتابة السيناريو، كانت محدودة: فإما تغادر هذه المخلوقات أو تبقى، إما تُكتشف وتواصل حياتها كالمعتاد أو يُلقى القبض عليها ويُفتضح أمرها. ما من مجال لحبكة رومنسية أو لأخذ هذه الرواية إلى أبعاد أخرى، على رغم أن هذه القصة المذهلة صورت بتقنية «الأنيمايشن». إذاً، يبقى هذا العالم السري واقعياً إلى أبعد الحدود.

back to top