"الرباعية" تخرج عن صمتها وتقدم "جدولاً زمنياً" للسلام
بعد أشهر من الصمت، لم تحتج اللجنة الرباعية للشرق الأوسط أمس الأول إلى أكثر من أربع ساعات لترد على طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة، وذلك عبر اقتراح مفصل لاستئناف التفاوض، اعتبرته السلطة الفلسطينية "منقوصاً" لأنه لا يشمل وقف الاستيطان والانسحاب إلى حدود عام 1967"، بينما رأت إسرائيل أن الجدول الزمني الذي طرحه "ليس مقدساً".
فبعيد تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب العضوية أمس الأول، سارعت الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إلى عرض جدول زمني للتفاوض وتحديد هدف بالتوصل الى اتفاق نهائي في مدة أقصاها نهاية 2012.وبحسب المبادرة، يلتقي الإسرائيليون والفلسطينيون مرة أولى خلال شهر لتحديد "برنامج زمني وأسلوب للتفاوض"، وخلال هذا الاجتماع "التمهيدي"، يتم أيضاً الالتزام بالتوصل الى اتفاق نهائي في نهاية 2012 "كحد أقصى".ويتقدم الطرفان بعدها "باقتراحات كاملة بحلول ثلاثة أشهر" حول الأمن وقضية الحدود، ويلتزمان إحراز "تقدم جوهري خلال ستة أشهر"، ولا يتطرق بيان "الرباعية" إلى تفاصيل، ويستند إلى خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في مايو الماضي، الذي اقترح فيه الأخير التفاوض على قاعدة حدود ما قبل الحرب العربية-الاسرائيلية عام 1967، مع تبادل للأراضي يوافق عليه الطرفان ويأخذ في الاعتبار التبدلات التي طرأت منذ ذلك التاريخ.السلطة وإسرائيلوانتقدت "السلطة الفلسطينية" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أمس، بيان اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط بشأن استئناف المفاوضات، حيث وصفته الأولى بـ"المنقوص" واعتبرته الثانية "محاولة للالتفاف على مفاعيل قرار التوجه إلى الأمم المتحدة".وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، في تصريح للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن بيان اللجنة الرباعية "منقوص لأنه لا يشمل وقف الاستيطان الإسرائيلي، وانسحاب القوات الإسرائيلية لحدود عام 1967"، مضيفاً أن الجديد الذي حمله البيان هو "السقف الزمني لمناقشة موضوعي الأمن والحدود". من جهتها، وصفت "الجبهة الشعبية" البيان بأنه "محاولة لإجهاض الموقف والقرار الفلسطيني" متهمة اللجنة بتجاهل قرارات الشرعية الدولية والوقف التام للاستيطان "في محاولة جديدة لجر الطرف الفلسطيني للمفاوضات العقيمة والضارة على اساس الموافقة العملية على شروط نتنياهو".في السياق، اعتبر نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون أمس أن الجدول الزمني للمفاوضات، الذي قدمته "الرباعية" للتوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية 2012 "ليس مقدساً". وقال إيالون، في تصريح للاذاعة الاسرائيلية، "المهم في موقف الرباعية عدم طرحه شروطاً لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالاستيطان والحدود والأمر يتوقف على قبول الفلسطينيين استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة ودون تهديدات بتحركات أحادية".تفاؤل وحذروعلى الرغم من الغموض الذي يلف المرحلة التالية في الأمم المتحدة بدا الفلسطينيون أمس متفائلين بخطاب محمود عباس أمام الجمعية العامة. واحتفل عشرات آلاف الفلسطينيين المحتشدين في رام الله وباقي أنحاء الضفة الغربية بطلب قبول دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 1967 عضواً في الأمم المتحدة.واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس، أن خطاب عباس "بداية لمرحلة سياسية جديدة شاقة وصعبة في مقدمتها الاعتراف بأن فلسطين شعب ودولة وحق لا يجب أن ينازع عليه".وقال عبد ربه، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، إن الخطاب أنهى مرحلة المفاوضات أو "اللامفاوضات العقيمة ودشن بداية لعملية سياسية ولوقف سياسة الانتهاكات بحق شعبنا وأرضه وبحق الشرعية الدولية".