بروح رياضية!
توج البطل الرياضي المصري "محمد رشوان" بالميدالية الفضية في أولمبياد لوس أنجلوس للعبة الجودو عام 1984 عندما تعمد الخسارة وهو قادر على الفوز أمام منافسه الياباني "ياماشيتا"- بطل العالم آنذاك- بعد علمه بإصابة الأخير قبل المباراة النهائية لهذه البطولة ضاربا أروع الأمثلة في التحلي بالأخلاق والروح الرياضية فيخسر الميدالية الذهبية ويكسب احترام العالم كله.تذكرت هذا الحدث وأنا أقرأ خبر حادثة الاعتداء على معلم التربية الإسلامية من قبل طالب يقوم بالغش في إحدى لجان اختبارات تعليم الكبار، فالمعلم "جلال" كان يؤدي واجبه بمراقبة سير اللجنة ويطبق ما يؤمن به وما يقوم بتعليمه لطلابه "من غشنا فليس منا".والطالب المعتدي على المعلم ليس شخصا عاديا بل بطل، ولكم أن تتخيلوا فداحة الموقف لو رأيتم صورة هذا "الجلال" المسكين ذي البنية الضعيفة، وهو يصارع بطلاً لكمال الأجسام لم تأخذه به رحمة ولا شفقة، فراح يكيل له اللكمات يمينا ويسارا، متناسيا أنه في لجنة اختبار لا حلبة مصارعة واستعراض العضلات، وأن الرياضة أخلاق قبل أن تكون بطولة.لقد أصبح الرياضيون الآن قدوة لأبنائنا فراحوا يقلدونهم في السلوك والتصرفات، حتى في طبيعة الشكل والبنية فيلجؤون أحيانا إلى تعاطي هرمونات قد تؤدي إلى تدمير أجسامهم في سبيل الحصول على أجساد منتفخة لا تعود عليهم إلا بالسلوك العدواني والغطرسة الجوفاء. وزارة التربية كانت آخر المتفاعلين، ولم أر أي ردة فعل رسمية إلا من خلال استنكار وشجب من قبل جمعية المعلمين الكويتية، وقد تكون الوزارة مشغولة بإقرار الكادر المبتسر و"البونص" للمعلم، ولكن أين السبيل لحمايته من حالات التعدي التي كثرت في الآونة الأخيرة، والتي دائما ما يتقبلها المعلم بروح رياضية، طالما أنه لا يوجد حتى الآن قانون يحميه، ويهيئ له العمل في جو مناسب يساعده على أداء رسالته على الوجه الأكمل؟ولأنني أعمل في إحدى المدارس التي يؤدي فيها طلاب تعليم الكبار الاختبارات النهائية وجدت يدي تمتد بعفوية إلى الصحيفة الإعلانية المجاورة لأبحث فيها عن ناد صحي للتدريب على بناء الأجسام ودورات الدفاع عن النفس.عندما خرج "جلال" من بيته إلى لجنة الاختبار واضعاً نصب عينيه الاجتهاد حتى ينال "بونص" التميز، لم يدر بخلده أن "البونص" سيأتي إليه بأسرع مما يتوقع على يد البطل الهمام!"قم للمعلم وفه التلكيما كاد المعلم أن يكون قتيلا"لك الله يا جلال!