مصوِّر النجوم هوغ فاسال في بيروت
حياة الأحلام بالأبيض والأسود!
ينظم المعهد الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية في بيروت معرضاً بعنوان mes années sixties للمصوّر الفوتوغرافي الفرنسي هوغ فاسال، أحد أهم المصورين الفوتوغرافيين الفرنسيين والعالميين الذين عشقوا الصورة وفنها ونجومها حتى عرف بلقب «مصوّر النجوم».يتضمن معرض mes années sixties ثماني وثلاثين صورة بالأسود والأبيض، تُرجعنا الى أيام احتل فيها المشاهير والنجوم صفحات أهم المجلات العالمية التي ساهمت في توسيع دائرة المعجبين بتمثيلهم وترداد كلمات أغانيهم.تمثل الستينيات مرحلة تضج بأحلام وفنون وصعود إلى القمر وثورات وموت وتظاهرات، كل ما فيها كان أقرب إلى الأسطورة، وأن يختارها فاسال يعني أنه كان يدرك ما تعنيه بالنسبة إلى الجمهور والعالم ككل، الذي وإن يعيش اليوم حياة أفضل من أيام تلك المرحلة، يبقى طاغياً الوعي الجمعي في أسطرة شخصيات كثيرة من تلك المرحلة من مايو 68 إلى مارلين مونرو وتشي غيفارا وماو تسي تونغ وجمال عبد الناصر وإديث بياف وأم كلثوم.لم يستحوذ فاسال على معظم رموز الستينيات في صوره، بل كان له الحظ في التقاط صور بعضهم، واختار مواضيعه ليس من الأسماء التي ألفت عيناه أصحابها فحسب، إنما تعدى ذلك إلى تصوير أناس وأماكن ومناسبات ولقطات وشخصيات سياسية معبرة. شكل المشاهير ما يقارب نصف المعرض، من أدامو، كلود فرنسوا، كريستوف شيز، شارل أزنافور، داليدا، فرانسواز هاردي، جاك بريل، ميراي ماتيو، جوني هاليداي، أديث بياف، بريجيت باردو والرسام سلفادور دالي. من خارج عالم الفنون، البابا بولس الثاني والأب بيار وزوجة شاه إيران فرح بهلوي وأمير موناكو والرئيس فاليري جيسكار ديستان.لم يتعامل فاسال بشكل تقليدي في تصويره الشخصيات المعروفة، إذ لم يكن هدفه تقديم الشكل أو الوجه بقدر ما كان يسعى دائماً إلى تقديم اللقطة المناسبة والمعبّرة، كصورة لجان فيرّا مع غيتاره، أو ميشال سيمون مع هرره. على أن المعرض قدّم بعضاً من تجربة المصور في المتابعات الصحافية الدولية، فوضع صوراً من «الثورة الثقافية» في الصين الماوية، ومن مناطق منع الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والعراق وإيران أيام الشاه، كانت قد نشرت في المجلات الرائدة.بدأ فاسال التصوير عام 1950، واكتشف الصورة الفوتوغرافية عبر خبرته المحدودة على المسرح، فأخذه القدر منذ البداية إلى نجمة الغناء الفرنسي أديث بياف. عندما التقاها عام 1953، انخرط بسرعة في عالمها، وفي غضون أسابيع اعتاد نمط عيشها.كان يهرب إلى منزلها حيث لقي الاهتمام وشيئاً فشيئاً تحوّل من مصوّر رسمي إلى صديق بقي على هذا النحو حتى رحيل المغنية المشهورة، وتناول في بعض كتبه سيرة حياتها.يشكل معرض فاسال في بيروت بانوراما من حياة الرجل المهنية والفنية في الستينيات، وهو مساحة واسعة من التنويع البصري والمشهدي، تجعل الزائر يتذكر أغاني المشاهير من خلال حركاتهم، كأن الصورة تجمع بين المشهد والكلمة والصوت.جدير بالذكر أن المعرض يستمر إلى 10 فبراير الجاري.