كي مون يطالب طرابلس بإنهاء الاقتتال وضمان مرحلة انتقالية
● «النواب الأميركي» يحظر تزويد الثوار بالسلاح... والمعارضة تتقدم جنوباً
على وقع اندفاع مقاتلي الثوار الليبيين في اتجاه العاصمة طرابلس، معقل نظام العقيد معمر القذافي، بحث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، هاتفيا، مع رئيس الحكومة الليبية البغدادي المحمودي، الحاجة "الملحة" إلى إنهاء القتال في ليبيا وضمان مرحلة انتقالية تجلب السلام إليها، للتخفيف من الوضع الإنساني المزري هناك.وذكر بيان عن الأمم المتحدة أن بان ناقش أمس الأول، في اتصاله مع المحمودي، "الحاجة الملحة لإنهاء القتال الحاصل، والتخفيف من الحالة الإنسانية المزرية في البلاد، والعمل على تحقيق مرحلة انتقالية تجلب السلام لليبيين جميعا".وأشار بان إلى أنه من المهم أن يلقى مبعوثه إلى ليبيا عبد الإله الخطيب كل الدعم من جميع الأطراف المعنية.وتابع البيان أن "رئيس الحكومة الليبية اتفق على اقتراح الأمين العام بأن يستقبل الخطيب في طرابلس في وقت قريب لإجراء مشاورات عاجلة".وقد حضر بان اجتماعا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، في جنيف أمس الأول، قائلا: "إننا بعيدون عن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في ليبيا، لكن هناك عملية تفاوض جارية"، مشددا على أهمية الوحدة الدولية في التعامل مع الوضع الليبي، مضيفا "من الملح تنسيق كل الجهود لإنهاء النزاع".وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن المحمودي أبلغ بان "بالانتهاكات والاختراقات والتجاوزات المستورة التي يقترفها حلف شمال الأطلسي لقراري مجلس الأمن" المتعلقين بليبيا.وأشارت الوكالة إلى أن رئيس الحكومة الليبية وضع أمين عام الأمم المتحدة في صورة المخاطر التي تشكلها هذه التجاوزات، وصورة الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بمدينة البريقة نتيجة قصف الحاف "المتعمد" لها ما أدى إلى تدمير خزانات الوقود فيها.في هذه الأثناء، ناقشت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو، هاتفيا، التطورات الإقليمية الراهنة، واجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا المنوي عقده في مدينة اسطنبول التركية في 15 يوليو الجاري.حظر أميركي من جهة أخرى، صوت مجلس النواب الأميركي أمس الأول، لمصلحة نص يحظر على البنتاغون تزويد الثوار الليبيين بمعدات وتجهيزات عسكرية.وأقر النواب بأغلبية 225 صوتا مقابل 201 تعديل على مشروع الموازنة السنوية، قلص بموجبه قدرة الإدارة على مساعدة الثوار الليبيين، ولكن تصويتهم هذا سيجابه على الأرجح بمعارضة قوية في مجلس الشيوخ.ويحظر هذا التعديل على البنتاغون "تقديم معدات تدريب عسكرية أو نصائح أو أي شكل من أشكال الدعم المتعلق بالأنشطة العسكرية، سواء إلى مجموعة أو إلى فرد، في قوات مسلحة لبلد ما، بهدف مساعدة هذه المجموعة أو هذا الفرد على القيام بأعمال عسكرية ضد ليبيا أو فيها".مواجهات ميدانيةمن جانب آخر، أصبحت قرية القوالش الواقعة على خط المواجهة بين القوات الليبية ومقاتلي المعارضة، بلدة مهجورة بعد يوم من سقوطها في أيدي المعارضة التي قالت إن الحياة قد تعود إلى طبيعتها في المنطقة بعد خروج قوات القذافي.واستولى المعارضون على القرية في معركة استمرت ثماني ساعات، وطردوا قوات القذافي شرقا لمسافة عشرة كيلومترات على الأقل إلى ما وراء منطقة مكشوفة.ويضع هذا التقدم المعارضين على الطريق باتجاه جاريان، وهي بلدة أكبر في الجنوب تتحكم في طريق سريع رئيسي يصل إلى العاصمة طرابلس.ويبعد هذا التقدم ايضا قوات القذافي عن نطاق قصف بلدتي كيكلا والقلعة وهما بلدتان على خط المواجهة في منطقة الجبل الغربي، حيث يعيد المعارضون باطراد الحياة الطبيعية للقرى مع تعميق تقدمهم في ليبيا.(طرابلس، بنغازي - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)