صباح الخالد: أنان تفهَّم "الخطة العربية" وعلى رأسها وقف العنف فوراً في سورية
استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد في مقر إقامته بالقاهرة أمس، المبعوث الأممي المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان.
وقال الخالد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب اللقاء، إنه أكد لأنان "أهمية تطبيق خطة العمل العربية وأهمية العملية السياسية في سورية والبند الأول فيها وقف العنف الفوري"، مبيناً أن "هذا ما يحتاج إليه الوضع في سورية". وأكد وزير الخارجية الكويتي الذي سيرأس اليوم اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية أن "أنان متفهّم لخطة العمل العربية وللعملية السياسية ومتفهّم للنقطة الأولى منها، وهي وقف العنف الفوري وتقديم المساعدات للشعب السوري وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار لسورية والشعب السوري". في غضون ذلك، وقبل أسبوع واحد من الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الانتفاضة الشعبية السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، استعادت حركة الانتفاضة زخمها أمس، بعد أسبوع على سيطرة القوات الموالية للنظام على حي باباعمرو في حمص، التي صورها النظام على أنها الضربة القاصمة التي ستُنهي الانتفاضة. وبعد أن طغى الخطاب العسكري والأمني على الانتفاضة في الأسابيع الماضية، عادت الأنظار إلى الشارع، مع التظاهرات السلمية الحاشدة التي جرت في كل المناطق تحت اسم "جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية". وفي المقابل، قمعت القوات الموالية للأسد التظاهرات بالقوة وواصلت عملياتها العسكرية في مختلف المناطق، حاصدة حوالي 100 قتيل سقط معظمهم في مدينة حمص التي تعرضت للقصف مجدداً، وفي إدلب حيث أُفيد بوصول تعزيزات عسكرية في الأيام القليلة الماضية. ورغم هذه الأوضاع المأساوية، وتواصل تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا ولبنان والأردن، رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الأجواء إيجابية والأمور تتجه إلى طبيعتها، حسبما نقل عنه نظيره اللبناني عدنان منصور. وانعكست الخلافات بين أطراف المعارضة على التظاهرات التي انقسمت بين تظاهرات رفعت اسم "جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية"، وأخرى رفعت اسم "جمعة تطهير المجلس الوطني"، إلا أن الطرفين أجمعا على ضرورة مواصلة تسليح "الجيش السوري الحر" وضرورة مواصلة الانتفاضة حتى إسقاط الأسد. وفي حين يزور أنان دمشق اليوم، وجه رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون أمس، انتقادات قاسية إلى الأمين العام السابق للأمم المتحدة، رافضاً أي حوار مع الأسد، مُجدداً التزام المجلس بمواصلة الثورة حتى إسقاط النظام، ومشدداً على أن "أي تسوية سياسية لن تنجح إذا لم ترافقها ضغوط عسكرية على النظام". وبانتظار ما سيرشح عن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة، الذي تتوقع المصادر أن يكون عاصفاً، لوّحت موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) مجدداً في مجلس الأمن ضد مشروع قرار وزّعته واشنطن يدعو إلى وقف العنف. ورفضت باريس دعوة موسكو إلى المساواة بين السلطة والمعارضة في أي قرار أممي، وقالت الخارجية الفرنسية: "لا نريد قراراً يبعث برسالة خاطئة، لأنه لا يوجد تكافؤ بين القمع الوحشي الذي ارتكبته جماعة بشار الأسد على مدى شهور ورغبة الشعب السوري المشروعة في احترام حقوقه". (القاهرة، دمشق - أ ف ب، كونا، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)