منحنى خطير

نشر في 25-09-2011
آخر تحديث 25-09-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي نقلت لنا الأخبار خلال الأيام القليلة الماضية أحداثا جساما حدثت في عاصمة مصر المحروسة قاهرة المعز، حيث قامت جموع غفيرة من الجماهير المتوقدة المشاعر بمحاصرة السفارة الإسرائيلية، ثم اقتحامها وإنزال العلم الإسرائيلي وحرقه، ورفع العلم المصري مكانه، واحتجاز أفراد من أعضائها مما أدى بالضرورة إلى إخلائهم ومغادرتهم مع سفيرهم مصر إلى إسرائيل، وعلى إثر ذلك قام المجلس العسكري الحاكم بإعلان قانون حالة الطوارئ الذي رفع قبل أسابيع قليلة بعد العمل به لمدة تقارب الأربعين عاما، فيا ترى إلى متى سيستمر الحظر الحالي.

بعد أيام قليلة من هذه الأحداث في القاهرة قامت جموع من الشعب الأردني بمحاصرة السفارة الإسرائيلية في عمان، ولم تتمكن من الوصول إليها نظرا للإجراءات الأمنية الصارمة، ولكنها أدت الغرض الذى قامت من أجله، حيث قامت إسرائيل بسحب السفير وأعضاء السفارة، ثم كانت المفاجأة الكبرى بإعلان رئيس وزراء مصر أن "اتفاقية السلام مع إسرائيل ليست كتابا مقدسا غير قابل للتعديل" مما أدى إلى قيام إسرائيل باستدعاء السفير المصري في تل أبيب لطلب تفسير لذلك التصريح.

كما أن لتصريح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو دلالات عميقة عندما قال إن ما حدث في مصر للسفارة الإسرائيلية "لن يمر مرور الكرام".

فهل تعني تلك الأحداث بداية النهاية لشهر العسل العربي الإسرائيلي والعودة مرة أخرى إلى المربع الأول لذلك الصراع، خاصة أن إقدام السلطة الفلسطينية بتقديم طلب للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيؤدي بالضرورة إلى استخدام أميركا حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن مما يعني تراجعا عن الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي باراك أوباما بتأييد قيام "دولة فلسطين"، وهذا سيجعل أميركا في مواجهة سافرة مع الشعوب العربية الثائرة في الساحات والميادين، والتي يصعب السيطرة عليها دون حدوث كارثة دموية، فماذا لو حدثت دعوة إلى مظاهرات مليونية لمهاجمة السفارات الأميركية في بعض العواصم العربية وطرد السفراء منها، ولا شك أن السفارات الأميركية وبعض السفارات الغربية تتخذ الآن أقصى حالات الحذر والترقب.

لا شك أن تلك الأحداث في القاهرة وعمان قد دفعت الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية إلى إعادة التفكير العميق في الأحداث في سورية، والتردد في دعم الشعب السوري في ثورته السلمية ضد نظام بشار الأسد، فمن يضمن ألا تقوم تلك الجماهير في النظام السوري القادم- التي فكت عقالها- بمهاجمة السفارة الأميركية في دمشق بل المطالبة بتحرير الجولان، ولعل من مؤشرات هذا التردد عدم قدرة مجلس الأمن على اتخاذ قرار ضد النظام السوري، وكذلك تصريح وزيرة الخارجية الأميركية التي عبرت فيه عن تخوفها من أن التغيرات في العالم العربي ربما تسبب بعض المخاطر للأقليات الدينية والعرقية في البلاد التي تشهد ثورات "الربيع العربي" كما يقال.

ليس من المستبعد أن تكون المبادرات الروسية والعربية تجاه الأوضاع في سورية جاءت بإيعاز من أميركا والدول الغربية بهدف الإبقاء على نظام بشار الأسد على الأقل لمدة ثلاث سنوات قادمة.

وهنا يطرح تساؤل: هل من المستبعد أن تقوم إسرائيل بشن حرب صورية وقائية على قواعد حزب الله في لبنان في محاولة لخلط الأوراق و لتخفيف الضغط على النظام السوري؟

من ناحية أخرى، وعلى سبيل التذكير، فإن أميركا والدول الغربية ودول مجلس التعاون تؤيد بقاء الرئيس علي عبدالله صالح، وذلك تخوفا من بعبع "القاعدة" الذي يجد في اليمن بيئة صالحة للانتشار، خاصة في ظل آفات تنهش المجتمع اليمني من فقر وجهل ومرض ومعاناة من أوضاع إنسانية غاية في القسوة مع تجاهل تام من قبل النظام الدولي لانتشال هذا البلد من تلك الأوضاع.

حفظ الله الكويت وقياداتها وأهلها من كل سوء.

back to top