على مشارف الثاني من أغسطس

نشر في 16-07-2011
آخر تحديث 16-07-2011 | 14:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي ونحن على مشارف شهر أغسطس وبالتحديد الثاني منه، ذلك اليوم الذي قام به جار الشمال الذي آزرناه وقت محنته، لكن هذا الموقف النبيل لم يجد عنده إلا الخيانة والغدر اللذين جبل عليهما، لا شك أن كل مواطن كويتي يختزل في ذاكرته أحداثا معينة عايشها في محنة الغزو والاحتلال، وأشخاصاً معينين كان لهم دور في حياته في تلك الفترة المؤلمة.

كنت وقتها أشغل منصب سفير لبلدي في جمهورية الجزائر الشقيقة، ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن الأخ العزيز سامي الإبراهيم وكيل وزارة الكهرباء والماء الأسبق، والأخ العزيز فوزي المضف اللذان وصلا إلى الجزائر بتكليف من الحكومة في الطائف لدعم كادر السفارة الذي كان يتكون من ثلاثة دبلوماسيين في مواجهة أعداد من الدبلوماسيين وغيرهم تمتلئ بهم السفارة العراقية.

وعلى الرغم من ذلك فقد كان العمل في سفارتنا لا يتوقف على مدار الساعة، وقد طرحنا فكرة إعادة إصدار «مجلة العربي» في الجزائر، وقد وجدت هذه الفكرة مساندة وتأييدا من بعض المسؤولين في الطائف، وقد قام الأخ الفاضل الدكتور محمد الرميحي بالاتصال بنا من لندن لدراسة الفكرة، ولكن للأسف لم نتمكن من إتمامها نظراً لوجود الكثير من العوائق.

وقد استعضنا عن ذلك بإقامة معرض يبين ما يقوم به الجيش العراقي من قتل وجرائم نهب وسلب داخل الكويت، كما أشرف الأخ العزيز سامي الإبراهيم «بو لؤي» على إصدار نشرة من السفارة أطلقنا عليها اسم «الكويت حرة».

كما تشرفت باستقبال الأستاذ الفاضل النائب السابق مبارك الدويلة «بو معاذ»، حيث قمنا بترتيب لقاء مع طلبة العلوم السياسية بجامعة الجزائر، وكم كان مؤلما أن نجد في قاعة المحاضرات عددا من الطلبة من جنسيات عربية مختلفة تقوم بالتشويش وإثارة الفتنة؛ مما استدعى إنهاء المحاضرة.

وكم كان مؤلما أكثر عندما وجدنا في انتظارنا خارج القاعة عددا آخر من الطلبة قاموا برمينا بالحجارة حتى وصلنا إلى موقف السيارة، والأخ العزيز «بو معاذ» يردد عبارة «لا حول ولا قوة إلا بالله».

لعل من الأمور الراسخة في الذهن عن تلك الفترة زيارة الوفد الشعبي برئاسة العم الفاضل أحمد السعدون «بوعبدالعزيز» وعضوية كل من المغفور له بإذن الله عبدالعزيز الصرعاوي والأخ سعد السعد والدكتور إسماعيل الشطي والدكتور ناصر الصانع ودينامو الوفد الشيخ الفاضل أحمد القطان «بوعبدالله» الذي كان له دور فاعل، خاصة ما جرى في ملعب 5 جوليه عندما هتف مئات الآلاف من الحضور بالكويت حرة، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا برفع سيارة الشيخ أحمد عن الأرض.

ولم تخلُ زيارة الوفد الشعبي من الأخطار، وخاصة خلال الندوة التي عقدت في أحد المسارح، حيث وجدت أعداد كبيرة من أعضاء حزب البعث من عدد من الجنسيات العربية، ولكن بقدرة العم الفاضل أحمد السعدون والدكتور إسماعيل الشطي تم استقطاب أغلب الحضور مما أدى إلى خروج أعضاء حزب البعث من المسرح.

لقد لعب الوفد الشعبي دوراً مهماً وكبيراً ورائعاً في قلب الموازين في ساحة كانت مغلقة للإعلام العراقي، وقد أمضى الوفد خمسة أيام كانت بحق فترة كفاح ونضال لا يمكن الوفاء بها أو تغطيتها في هذه العجالة، ولنا عودة إليها.

ولا نقول إلا:

«حنانيك ربي بوطني احفظه من أبنائه أما أعداؤه فأبناؤه كفيلون بهم».

back to top