تصريحات عمار الشبلي... حدث العاقل بما لا يعقل

نشر في 08-10-2011
آخر تحديث 08-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 أنس محمود الشيخ مظهر نواب مغمورون طفوا على السطح في العراق وركبوا موج العملية السياسية ليعتلوا المنابر الإعلامية، ويتكلموا بأشياء أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ساذجة سياسيا وإعلاميا، تُظهر وبشكل فاضح المستوى الفكري والثقافي، بل حتى الاجتماعي لهؤلاء الذين ابتلي العراق بهم، وأخذوا يمثلون الصوت السياسي فيه. حاولت أن أجد إشارة إلى اسم عمار الشبلي من قريب أو بعيد في أي شاردة أو واردة قبل 2010، فلم أجد له صوتا ولا تصريحا ولا أي إشارة تدل على أن هذا النائب كان له "شنة ورنة" أو تأثير يذكر قبل هذه السنة في عالم السياسة, ومثلما اعتاد الكثير من المغمورين على الخوض في أشياء أعلى من استحقاقهم الفكري والثقافي كي ينتبه الناس لوجودهم حاول هذا النائب أن يخوض في موضوع لم يعرف كيف يطرحه بشكل يقنع فيه المتلقي للكلام.

فقد اتهم هذا النائب وزير الخارجية العراقي بأنه قد استلم رشوة من الحكومة الكويتية تقدر بحوالي 100 ألف دولار كي يتبنى موقفا معتدلا من موضوع بناء ميناء مبارك الكويتي، وذلك عند زيارته هو وهادي العامري للكويت. لهذا الحد وصلت المساومات السياسية في العراق أن يصل مستوى التصريحات إلى هذا الهزال، بحيث يتهم وزير في الحكومة بالرشوة بمبلغ مئة ألف دولار كي يتبنى موقفا ضد بلاده؟  قد لا يعلم النائب المحترم- كونه حديث العهد بالسياسة- ومن الممكن أنه لم يقم بأي زيارة رسمية إلى خارج العراق- باستثناء إيران طبعا- وإلا فسوف يعرف أن هناك الكثير من الدول تهدي الوفود الزائرة إليها هدايا معينة على سبيل المجاملة الدبلوماسية وإظهار حسن النوايا للجانب المقابل- إن كانت القصة من أساسها صحيحة طبعا- ولا يمكن أن يعتبر مبلغ 100 ألف دولار مبلغا تحاول فيه دولة كالكويت رشوة وزير خارجية دولة لتبني موقف معين حيال قضية تتعلق بها، ولا سيما إن كانت قضية مهمة كقضية ميناء مبارك.

كنت أتمنى على النائب المحترم لو كان قد صدح بصوته في تصريح على السرقات والرشاوى المستشرية في الدولة، وبحماية من القائمة التي هو ينتمي إليها، وحماية الفساد الذي ينخر في جسد وزارات ومؤسسات الدولة، ومنع سريان الإجراءات القانونية عليهم مع أنهم متهمون بسرقة الملايين من الدولارات- وليس مئة ألف- من أموال الشعب العراقي المسكين, ولا تقف قائمة النائب الشبلي عند حد حماية الفاسدين والمرتشين بل تعمل على إسكات أي صوت ينتقد الفساد في حماية واضحة للمافيا التي مدت أذرعها كالأخطبوط في جسد العراق.

وهناك سؤال كان على هذا النائب أن يوجهه إلى نفسه قبل أن يتهم وزير خارجيته، وهو هل تبنت الحكومة العراقية موقفا رسميا موحدا تظهر فيه أن بناء ميناء مبارك له آثار سلبية على العراق وأمنه الاقتصادي؟ هل صرح المالكي بشكل رسمي رفض العراق بناء هذا الميناء؟ ألم يكن الأحرى به أن ينتقد تردد الحكومة العراقية في تبني موقف واضح من الكويت في هذا الصدد؟  من الجهل السياسي بمكان أن تتهم مسؤولا في الدولة باستلامه مبالغ معينة كرشوة (قلت أم كثرت) في موضوع لم تتخذ فيه الدولة كمؤسسة رسمية أي موقف واضح، فيما إذا كان له تداعيات سلبية على اقتصاد العراق أم لا, فإن كان النائب الشبلي يرى أن ميناء مبارك له تأثيرات سلبية على حركة النقل في الموانئ العراقية، وأنها تؤثر في الاقتصاد العراقي فكان الأولى به أن ينتقد رئيس قائمته، وهو المالكي الذي هو رئيس الحكومة بتقاعسه في الدفاع عن حقوق العراق وأهله وعدم اتخاذه موقفا جريئا، وبدون تردد للوقوف ضد بناء هكذا ميناء.

*كردستان العراق- دهوك

back to top