قوات الأسد تنسحب من الزبداني... ومخاوف من هجوم جديد
مقتل 30 مدنياً بينهم 4 مطلوبين قضوا في كمين... ومنشقون يقتلون نائب رئيس الأمن في حماة
استكملت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد أمس انسحابها من بلدة الزبداني في ريف دمشق، وذلك وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عبر وسطاء، في وقت عبرت شخصيات معارضة عن تخوفها من تعرض البلدة لهجوم جديد أقوى من الذي سبقه.وسط صمت رسمي مطبق، اكدت التقارير الميدانية انسحاب الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد ليل الاربعاء ـ الخميس من بلدة الزبداني في محافظة ريف دمشق والمحاذية للحدود مع لبنان، وذلك بعد ان شهدت البلدة اشتباكات عنيفة بين "الجيش السوري الحر" الموالي للانتفاضة الشعبية والجيش النظامي كما تعرضت لقصف عنيف ولحصار لمدة 5 أيام.وقال القيادي في المعارضة الناشط الحقوقي كمال اللبواني أمس إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني انسحبت ليل الأربعاء ـ الخميس الى ثكناتها على بعد ثمانية كيلومترات، مشيرا الى أن الأغذية والإمدادات الأساسية بدأت تصل الى البلدة.وأضاف اللبواني المتحدر من الزبداني والموجود حاليا في العاصمة الأردنية عمان إن الهجوم على الزبداني يمكن أن يتجدد في أي وقت وإن "الجيش النظامي ربما يكون قد انسحب من المنطقة لأنه يريد إرسال قوات اكثر ولاء بدلا من جنود أبدوا ترددهم في اقتحام البلدة".ووزعت صفحة "تنسيقية الزبداني وما حولها" على موقع "فيس بوك" عشرات الاشرطة المصورة التي تظهر عناصر "الجيش السوري الحرّ" وهم يفجرون دبابات حكومية. واحتفل أهالي الزبداني الذين يبلغ عددهم حوالي 40 الف نسمة وهم مزيج من المسلمين السنة والمسيحيين حتى ساعات الفجر الأولى بما اسموه "اندحار الجيش الأسدي الغازي".من ناحيته، قال الناشط فارس محمد من الزبداني لـ "الأسوشيتد برس" عبر الهاتف أمس: "هناك هدوء حذر، لكن ثمة خوفا من هجوم آخر كبير يتم الإعداد له ضد الزبداني"، مشيراً الى أن حدة الحصار قد خفت، على الرغم من عدم السماح بدخول وقود التدفئة، حيث تساقطت الثلوج في وقت سابق من الأسبوع على هذه البلدة التي تعتبر واحدة من اجمل المنتجعات الجبلية في سورية، وأضاف أن نقاط التفتيش المحيطة بالزبداني لا تزال في مكانها، في حين كان نحو 100 جندي منشق "يحمونها".وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا انسحاب القوات الحكومية من الزبداني، مشيرا إلى أن الجيش خلف وراءه فقط ناقلتي جند عند إحدى نقاط التفتيش بالقرب من البلدة. الأوضاع الميدانيةميدانياُ، تواصلت التظاهرات المعارضة للنظام في معظم المناطق السورية وذلك عشية يوم جمعة جديد اطلق عليه الناشطون اسم "جمعة معتقلي الثورة" وذلك في خطوة بدت انها رد على العفو العام الثالث من نوعه الذي اصدره الأسد قبل أيام. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الامن الموالية للنظام قتلت أمس 30 مدنيا توزعوا على مختلف مناطق البلاد. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر في بيان أن "اربعة نشطاء كانوا متوارين عن الانظار استشهدوا اثر اطلاق النار عليهم خلال كمين نصبته لهم قوات الامن السورية في قرية بسنقول الواقعة في جبل الزاوية" في ريف ادلب (شمال غرب).ويأتي ذلك غداة عمليات عسكرية واشتباكات عنيفة جرت في هذه المنطقة بين الجيش ومنشقين سقط فيها عسكري منشق وستة مدنيين بينهم سيدة وطفل وجرح اخرون، حسبما افاد المرصد.في غضون ذلك، قال مصدر سوري مطلع لـ"يونايتد برس انترناشونال" ان "سيارة تعود ملكيتها لأحد عناصر الأمن انفجرت لدى قيامه بفتح بابها في دمشق في حي الميدان قرب جامع الزبير ما أدى الى بتر ساقيه"، وأضاف أن "انفجار السيارة لدى فتح بابها يشير الى انه كان جرى تفخيخها بوقت سابق". واعلنت "الهيئة العامة للثورة في السورية" مقتل نائب رئيس الأمن السوري في حماة ومساعده على يد منشقّين من "الجيش السوري الحر".جنبلاط وأمير قطرفي سياق آخر، استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قصر الوجبة في الدوحة أمس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، "وجرى عرض الأوضاع العامة في المنطقة" حسبما اعلنت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).وفي حديث لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية دعا جنبلاط إيران وروسيا إلى "مبادرة لإنقاذ سورية من العنف والحرب الأهلية"، مضيفا: "ما يهّمني هو سورية وليس النظام".الى ذلك، تسلم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من نظيره الروسي سيرغي لافروف رسالة تتعلق بموقف الحكومة الروسية من تطورات الأوضاع في سورية. وفي بيروت، أثنى وزير خارجية لبنان عدنان منصور المحسوب على حركة "امل" التي توالي النظام السوري خلال لقائه امس السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين على ما وصفه بالموقف"الحكيم" للقيادة الروسية في التعامل مع الوضع في سورية.(دمشق ـــــ أ ف ب، رويترز، أ ب)