غوارديلا... ما فيك حيلة

نشر في 09-07-2011
آخر تحديث 09-07-2011 | 00:01
 د. صالح الحيمر لو كنت مكان رئيس فريق برشلونة لمنعت اللاعب الذي أسقط كأس الدوري الإسباني تحت عجلات الباص من حمل أي كأس أو لمسها أو حتى الاقتراب منها، خصوصاً الكأس الغالية التي حصل عليها فريق الأحلام الكتالوني بعد غزوة ويمبلي الشهيرة وهزيمة شياطين مانشيستر بثلاثة قذائف تكتيكية ملعوبة ومعتبرة، وذلك أمام أبناء عمومتهم ومشجعيهم الإنكليز ومن جاورهم، وفي لندن التي يزيد مشجعو مانشيستر على مشجعي تشيلسي الفريق اللندني بالضعفين. لقد كانت موقعة تاريخية تلاعب بها البرشلونيون بأعصاب ونفسيات وتفكير كل من يحمل القميص الأحمر في ذلك الملعب ومن خلف الشاشات وعلى المدرجات وأصابوهم بالشلل التام، فلم يعد يتحرك سوى العلكة التي في فم الشايب فيرغسون.

كيف صار ذلك؟ لماذا انتهت المباراة بهذه النتيجة؟ جميع المؤشرات والإحصاءات والتاريخ والمنطق تقول إن مانشيستر هو صاحب اليد العليا والقدح المعلا، وهو من سيطير بالكأس شمالاً، فلو حسبناها (بالفلوس) فمجموع أسعار لاعبي مانشيستر يزيد على أسعار البرشلونيين بمقدار 120 مليون دولار، ومجموع خبرتهم يزيد بأكثر من 37 سنة احترافية، هما فقط متساويان في مرات الفوز، وبالنسبة إلى المدربين (يسمونهما في أوروبا مدير الفريق) فعندما ولد غوارديلا المجنون كان "العود" فيرغسون قد لعب 12 موسماً رياضياً وأحرز أكثر من 125 هدفاً، وعندما بلغ هذا الصغير عامه الثالث أصبح السير مدرباً لأحد فرق أسكتلندا العريقة، وأصلاً غوارديلا لم يكن لاعباً مشهوراً، وقد اضطر للعب مع فريق مكسيكي من الدرجة العادية عندما كان يدرس مهنة التدريب.

غوارديلا بدأ التدريب قبل ثلاث سنوات فقط مع برشلونة، وكما أنه يعتبر أحد أكثر رياضيي أوروبا وسامة (مادري شعليه)،  فبعد أن منح برشلونة عشرة ألقاب يعتبر الآن أكثر المدربين إنجازاً في العالم، ويسمونه ملك التكتيك، فهو يجيد تغيير الخطط والمناورة السريعة ومباغتة الخصم واستغلال الفرص، وفي 90 دقيقة فقط يمكنه تحقيق إنجاز يظل الناس يتذكرونه لعشرات السنين، كما أن أسلوبه يضاعف سعر لاعبيه خلال موسم واحد، انظر إليه أثناء المباراة ولاحظ كيف يتنطط ويتحرك في كل الاتجاهات العمودية والأفقية بسرعة وحركة لا تعرف الراحة، أعتقد أنه يحتاج لياقة تفوق لاعبي الفريق.

غوارديلا جاء إلى بيئة سليمة، ولاعبين محترفين، وإمكانات رياضية خرافية، وتجانس جيد بين أعضاء الفريق... لكن كأن ذلك المدير الذي يتعامل مع الأزمات ويغتنم الفرص، ويتغلب على الظروف، وجد الفرصة، "صادها وعشا عياله" وفريقه، وزوجته المليونيرة. للذين يعانون فقرا في المعلومات الرياضية (مثلي)، فإن الذي أسقط الكأس هو "ريال مدريدي" وليس "برشلوني".

back to top