سورية: تظاهرات جمعة ارحل الأضخم منذ بدء الانتفاضة
• «الأمن» يقتل 6 في دمشق وحمص... وسقوط 3 قتلى في إدلب وشخص في اللاذقية بقنبلة • «إعلان دمشق» و«الاتحاد الاشتراكي»: لا حوار مع النظام
•النائب محمد حبش: هناك انقسام في سوريةتمكن المحتجون السوريون المعارضون للنظام أمس من تنظيم أوسع تظاهرات منذ انطلاق انتفاضتهم المطالبة بالحرية والديمقراطية قبل نحو ثلاثة أشهر. وبينما لم تشهد محافظتا حماة ودير الزور أي وجود أمني، قتل ثلاثة متظاهرين برصاص الأمن في محافظة حمص وثلاثة آخرون في دمشق وريفها، وسط إعلان عدد من الأحزاب المعارضة رفضها الحوار مع النظام.عاشت سورية أمس، يوم جمعة جديدا هو الأضخم من حيث المشاركة منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية في 15 مارس الماضي. وخرج أكثر من ثلاثة ملايين شخص في معظم المدن السورية في تظاهرات تحت اسم "جمعة ارحل"، داعين إلى اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد الحاكم منذ 11 عاماً والنظام المسيطر على البلاد منذ 48 عاماً.حماة ودير الزور وحمصوشهدت مدينة حماة اكبر التظاهرات، حيث شارك حوالي نصف مليون متظاهر من مدينة حماة والقرى والبلدات المحيطة بها في المسيرات الاحتجاجية، ومن ثم تجمعوا في ساحة العاصي وسط غياب لافت لقوى الأمن.كما تظاهر أكثر من 75 ألف شخص في مدينة دير الزور منطلقين من عدة مساجد وبخاصة من المسجد الكبير باتجاه الساحة الرئيسية في المدنية التي باتت تعرف باسم "ساحة الحرية"، ولوحظ أيضاً غياب قوات الأمن. كما خرج الآلاف للتظاهر في مدينة الميادين، والبوكمال وهما تتبعان محافظة دير الزور.وفي مدينة حمص، شارك أكثر من 100 ألف شخص في التظاهرات، إلا انه على عكس حماة ودير الزور شهدت حمص تواجدا امنيا كثيفا، وتخلل التظاهرات إطلاق نار من قبل قوى الأمن باتجاه المتظاهرين.وأعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي "خروج نحو 15 ألف متظاهر في مدينة القصير (محافظة حمص)".حلبكما أفاد ريحاوي بأن مدينة حلب شهدت تظاهرات في أحياء الأشرفية والصاخور، وسيف الدولة الذي حاصرته قوات الأمن واعتقلت فيه ثلاثة متظاهرين. وقال الناشط السياسي سمير نشار المقيم في حلب إن المظاهرات في المدينة انطلقت بعد صلاة الجمعة، وإن اشتباكات حدثت بين قوات الأمن والمتظاهرين في منطقة سيف الدولة. وشهدت حلب أمس الأول تظاهرات هي الأكبر فيها تحت اسم "خميس بركان حلب".دمشق وريفهاونظمت تظاهرات حاشدة في القدم والحجر الأسود ومضايا والزبداني في ريف دمشق، كما سارت تظاهرة ضمت العشرات في حي مشروع دمر السكني على أطراف دمشق فرّقها رجال الأمن بالقوة،وبثت المواقع الإلكترونية شريطا مصورا بينت فيه تظاهرة جرت في حي القدم في العاصمة شارك فيها مئات المتظاهرين مرددين شعارات تدعو الأسد إلى الرحيل "ارحل ارحل يا بشار دم الشهداء شعلة نار".من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "مسلحين يقطعون الطريق في حي القدم ويطلقون النار باتجاه قوات حفظ النظام" معلنة "استشهاد مدني برصاص مسلحين". وفي مدينة قطنا (قرب دمشق) شارك المئات في التظاهرات، حيث حصلت مشاركة نسائية، بحسب ما أعلن ناشطون.تظاهرات متفرقةوأفاد الناشط عبدالله خليل بأن "عشرات آلاف المتظاهرين انطلقوا من عدة قرى في جبل الزاوية (محافظة إدلب) الذي يشهد عمليات عسكرية منذ عدة أيام باتجاه معرة النعمان رغم الوجود العسكري"، كما نظمت تظاهرات في بنش وكفرنبل في ادلب أيضاً.ولفت الناشط نفسه إلى أن "قوات الأمن قامت بإغلاق الباب على متظاهرين في الجامع الكبير في الرقة، حتى أن عناصر موالية للنظام قامت بمظاهرة تأييد لوأد التظاهرة"، مضيفاً: "كما قامت عناصر موالية للنظام بتفريق تظاهرة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب، وقامت بضرب المتظاهرين"، وتحدث عن "تظاهرة ضمت نحو ألف شخص في مدينة الطبقة".وأشار مصدر آخر إلى أن قوات الأمن انتشرت بشكل كثيف في بانياس، وطوقت العديد من المساجد لمنع المصلين من التظاهر.وشهدت مدن القامشلي وعامودا وراس العين في محافظة الحسكة الشمالية الشرقية تظاهرات حاشدة. ستة قتلىوقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي لـ"وكالة فرانس برس" إن "ستة متظاهرين قتلوا عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن سورية" موضحاً أن "ثلاثة أشخاص قتلوا في حمص (وسط) واثنين في حي القدم في دمشق بالإضافة إلى قتيل في داريا (ريف دمشق)".من جهة أخرى، لفت قربي إلى مقتل شخص سابع "في حي المسبح في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) متأثرا بجراحه عندما القى مجهول قنبلة من سيارة" موضحاً أن "هذا الحي لم يشهد أي تظاهرات اليوم (أمس)"، وأضاف أن "المتظاهرين في اللاذقية احرقوا العلمين الروسي والإيراني".وكان ناشطون حقوقيون أفادوا بأن قوات الأمن السورية أطلقت النار بشكل كثيف على حشود من المتظاهرين في مدينة حمص التي دخلتها تعزيزات امنية مشددة.وأضاف الناشطون أن المتظاهرين في باب السباع دخلوا الأزقة الضيقة بعد تعرضهم لإطلاق نار غزير لافتين أيضاً إلى إطلاق نار غزير في منطقتي الغوطة والانشاءات.كما امتد إطلاق النار من بابا عمرو باتجاه المخيم الفلسطيني القريب، وفي حي القصور حيث انفضت التظاهرة بعد القمع الشديد، بحسب الناشطين. من جانبه، ذكر التلفزيون السوري في خبر عاجل أن "مسلحين اطلقوا النار على المدنيين وقوات الشرطة في حي القصور في حمص" لافتاً إلى "استشهاد مدني وشرطي".3 قتلى في الزاويةإلى ذلك، أفاد ناشطون حقوقيون أمس بأن ثلاثة أشخاص قتلوا مساء أمس الأول عندما أطلق رجال الأمن النارعليهم في منطقة جبل الزاوية التي تشهد عمليات عسكرية منذ عدة أيام.وأوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي من لندن أن "شخصين قتلا، أحدهما امراة بنيران قناص والآخر رجل بنيران رجال الأمن في قرية البارة، بينما قتل شخص ثالث في قرية بنين المجاورة".نازحون إلى لبنانونزح نحو 150 شخصا من بلدة القصير السورية إلى الأراضي اللبنانية عبر معبر بلدة الكنيسة الحدودية الترابي، بحسب ما ذكر امام في البلدة لوكالة "فرانس برس" أمس. وقال الشيخ مصطفى حمود الذي يتولى تسهيل تأمين أمكنة إقامة للنازحين والحاجات الأساسية: "نزح منذ غروب أمس (أمس الأول الخميس) وحتى صباح الجمعة قبل موعد الصلاة، نحو 150 سورياً، معظمهم من النساء والأطفال والعجائز، وهم من بلدة القصير".وأوضح أن هؤلاء نزحوا "تخوفاً من حصول تطورات أمنية على الأرض بعد صلاة جمعة" مبينا أن نحو ثمانين شخصا من النازحين "نقلوا إلى مدرسة الإيمان الإسلامية في بلدة مشتى حمود" في منطقة عكار (شمال)، بينما استقر الآخرون عند أقارب لهم.«إعلان دمشق»سياسياً، شدد رئيس الأمانة العامة لـ"إعلان دمشق"، أنس العبدة على أنه "لا حوار مع النظام السوري، وهو فقد شرعيته ويسعى منذ خطاب الرئيس السوري بشار الأسد إلى تشكيل معارضة ليتحاور معها، وليقول إنَّه يحاور المعارضة، وبالتالي يكون هذا الحوار إعلامياً"، مضيفاً: "كأنَّ هذا النظام يسعى لإيجاد معارضة رسمية"، وأشار إلى أن "المعارضة الحقيقية هي تلك النابعة من شباب الثورة، واليوم (أمس) أتت تظاهرة "ارحل" لتؤكد أن أكثر من ثلاثة ملايين سوري خرجوا ليقولوا للنظام ارحل".ولفت العبدة في حديث إلى قناة "الجزيرة"، من فرنسا إلى أن "النظام يمكن أن يكسب بعض المعارضين المستقلين عبر إغرائهم ببعض المناصب والمراكز الحكومية، لكن أحزاب المعارضة موحدة ولا يغريها هذا الأمر ولن تتراجع قبل إسقاط النظام".«الاتحاد الاشتراكي»بدوره، أكد أمين اللجنة المركزية في "الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي" المُعارض في سورية رجاء الناصر، في حديث لقناة "الجزيرة"، أن "التظاهرات النقالة التي بدأت في حلب سرعان ما كبرت والتحمت، وأصبحت تُعدّ بالآلاف ولم يستطع النظام منعها، وقد خرجت مطالبةً بإسقاط النظام"، لافتاً إلى أن "انضمام حلب إلى التظاهرات يعني أن النظام لم يعد أمامه من خيار إلا الرحيل". وأشار الناصر إلى أن "حلب حاسمة في موازين القوى، وانضمامها إلى التظاهر يعني أن النظام لم يعد له سوى القوة في مواجهة جميع أبناء الشعب السوري".حبشورأى عضو مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمد حبش أن "الشعب في سورية أصبح منقسماً، ولا بد من الحوار للخروج من هذا الانقسام"، متمنياً أن "ينتهي هذا النهار (الجمعة) بدون دماء وضحايا"، وشدد على "ضرورة أن يدرك الجميع أنه لا خلاص لسورية إلا بالحوار في ظل هذا الانقسام".وأمل حبش في اتصال مع قناة "الجزيرة" من الدولة أن "تكون أوسع صدراً"، ومن الناس أن يكونوا "أكثر عقلانية"، وقال: "الدولة أصبحت مدركة أن الحل الأمني مع المتظاهرين ليس الحل الأمثل، إنما الحل هو حل سياسي"، لافتاً إلى "الاحتقان الذي عاشه الناس لسنوات طويلة، وهذا ما يعبرون عنه اليوم بالهتافات".وتابع حبش: "لا يمكن الاختباء وراء إصبعنا، فهناك انقسام في البلاد والشعب منقسم بين مؤيد للنظام ومعارض له، ومن حق الشعب أن ينال حقوقه وهذا الأمر إذا تحقق يزيد النظام قوة وممانعة، وعندما يحصل الشعب على حقوقه يقوم هو بمساعدة النظام للوقوف ضد من يطلق النار، فالإصلاحات تقدّم للناس وليس للقتلة". وشدد النائب السوري الإسلامي التوجه على أن الأسد "أصدر أوامره بعدم إطلاق النار، وحصل تجاوز لهذا الأمر"، داعياً إلى "محاكمة مطلقي النار على الناس".