الأديب عمر طاهر: أرفض تصنيفي كاتباً ساخراً وشكلها باظت سبب شهرتي
«أديب ساخر» هكذا يلقب عمر طاهر بعدما حقق كتابه «شكلها باظت» شهرة واسعة، مع أن انطلاقته بدأت من خلال ديواني شعر كانت لهما أصداء إيجابية، وكتب سيناريو فيلمين: «عمليات خاصة» و{طير أنت»، وآخر مؤلفاته «برما يقابل ريا وسكينة»... ليس هذا فحسب، بل حمل طاهر أيضاً لواء معارضة النظام منذ سنوات وله مقالات في هذا الصدد، إلا أنه لم يتوقع يوماً أن تقوم ثورة تطيح به.حول مجمل نتاجه ورأيه في ثورة 25 يناير وما صدر حولها من كتب وغيرها، كان الحوار التالي معه.
هل يضايقك لقب «الكاتب الساخر»؟لا يضايقني إطلاقاً، كونه ارتبط بكُتّاب محترمين مثل محمود السعدني، إنما أرى أن تصنيفي ككاتب ساخر ليس حقيقياً، فأنا أنظم الشعر وأكتب قصة ومقالات وخضت تجربة الترجمة.أخبرنا عن تجربتك مع الترجمة.عندما ترجمت رواية «بالقرب من نهر بيدرا» للكاتب باولو كويلو جلست وبكيت، وقد صدرت طبعتان من الترجمة عن دار «ميريت» للنشر، إلا أننا لم نستطع إصدار طبعة ثالثة لأن حقوق الترجمة لمؤلفات باولو كويلو أصبحت ملكاً للبنان.لماذا لم تكرر هذه التجربة؟لم أقرأ رواية أثرت بي واستحوذت عليَّ بالقدر نفسه الذي فعلته تلك الرواية، فأنا لم أشعر بأنني ترجمتها، بل استوعبتها تماماً وبعد ذلك أعدت كتابتها بالعربية، بالإضافة إلى أن الترجمة مرهقة ومسؤولية كبيرة.كيف تقيّم تجربتيك السينمائيتين؟راضٍ عن فيلم «طير أنت» 70% وهي نسبة تعتبر جيدة لأي سيناريست، أما فيلم «عمليات خاصة» فأنا راضٍ عنه بنسبة 40%، ذلك أنه واجه مشاكل، سواء إنتاجية أو في اختيار الممثلين، لكن يمكن مشاهدته.ما جديدك على صعيد كتابة سيناريو لأفلام سينمائية؟فيلم «محدش شاف عبد الكريم» مع المخرج حاتم فريد وبطولة أحمد الفيشاوي، وفيلم «كابتن مصر» مع المخرج د. شريف صبري وبطولة خالد الصاوي، وأشير هنا إلى أنه لا علاقة لهذا العمل بكتابي «كابتن مصر»... فقد استعنت بالاسم في الفيلم فحسب.أنت في الأساس معارض للنظام وتكتب مقالات ضده، فهل كنت تتوقع أن تقوم ثورة تطيح به؟لا، كان النظام بالنسبة إليّ مثل القفل الصدئ، كلما مرّ وقت عليه صعب فتحه، إلى جانب أن الشعب المصري «نَفَسهُ قصير»، لذا لم أتوقع أن يحقق هذا الثبات الذي رأيناه منذ 25 يناير وحتى سقوط النظام. كيف تقيّم الأحداث الأخيرة؟قدر محتوم، فقد «وضعتنا يد الله في تجربة الثورة» واكتشفت في النهاية أن هذا النظام هو كومة قشّ يحرسها بلطجي كبير، ومع سقوط هذا البلطجي سقط النظام كاملاً.نُشرت كتب كثيرة عن الثورة، ما رأيك بها؟بصراحة، أخشى أن يتعامل مؤلفوها مع الثورة بسطحية أو بشكل غير لائق أو ضعيف، لذا قررت تأجيل قراءة أي كتاب عن الثورة إلى ما بعد سنة، ولكن بالطبع أي كاتب نشر كتاباً عنها له الشكر على التوثيق قبل أي أمر آخر.ألم تفكر في نشر كتاب عن الثورة؟لن أفعل ذلك قبل سنة على الأقل، فكيف أحكي للناس عن حدث عاشوه بأنفسهم سواء في شوارع مصر أو رأوه على شاشات التلفزيون؟ فلو كنت في حرب مثلا شاركت فيها قلّة من الناس، من الممكن أن أنقل التجربة في كتاب، لكن تجربة الثورة عاشتها مصر بأكملها، وليس لديَّ ما أضيفه إلى القراء عنها.ما رأيك في الدعايات التي تستغلّ الثورة والشهداء؟نحن شعب لديه مواهب من خفة دم وكرم إلخ... لكن للأسف تكون لدينا، أحياناً، موهبة التفاهة التي تصل إلى حد الإهانة، أذكر رجلاً يبيع الكبدة في ميدان التحرير فسمى عربته «كبدة الشهداء»، وينادي وهو يبيع: «الشهدا بجنيه...الشهدا بجنيه»، وهذا أمر مؤسف جداً و{عيب».لديك مقالات منشورة في الصحف، فهل ترى أن إصدارها في كتب أمر ضروري؟بالطبع، فمراراً، بعد نشر مقال لي أجده على منتدى أو يصلني على «الإيميل» باسم شخص آخر، لذا أجمع المقالات للحفاظ على حقوق الملكية الخاصة لكتاباتي، إلى جانب تلبية رغبة أي شخص يود أن يقتني تلك المقالات.كيف تقيّم تجربة تقديمك للبرامج؟ممتعة لأنها كانت من إعدادي واختار بنفسي المواضيع التي أناقشها، من الممكن أن أخوض هذه التجربة مرة أخرى إذا كانت بالشكل نفسه، فليس لدي استعداد لتقديم برنامج حواري بأسئلة يمليها عليَّ معدّ البرنامج.قبل الثورة، هل واجهت مشاكل رقابية مع النظام؟ثمة موقف أتذكره جيداً أثناء عملي في مجلة «نص الدنيا»، إذ أجريت حواراً مع محمود نور الدين، زعيم تنظيم ثورة مصر، وكان يعتبر سبقاً صحافياً، وفي اللحظة الأخيرة منع من النشر لأسباب أمنية، ما زلت احتفظ بهذا الحوار، حتى اليوم، ولديَّ إجابات نور الدين بخطّ يده.وأتذكر تجربة أخرى هي أكثر قسوة من الأولى، من وجهة نظري، إذ كنت بدأت نشر سلسلة مذكرات لعطيات الأبنودي، الزوجة السابقة للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، لكن بعد الحلقة الأولى من السلسلة اعترض الأبنودي ومُنع نشر بقية المذكرات بناء على رغبته على رغم أنها لا تتضمن ما يعيبه.