الروبوتات في خدمة مجتمع يشيخ باليابان

نشر في 30-10-2011 | 00:01
آخر تحديث 30-10-2011 | 00:01
No Image Caption
بينما يستعد العالم للعيش مع 7 مليارات نسمة، تواجه اليابان مشكلة تراجع عدد سكانها وتقدمهم بالسن، وعليهم تاليا الاعتماد أكثر فأكثر على الروبوتات.

تحتوي اليابان على عدد كبير من الشركات التي تراوح بين مؤسسات الرعاية الطبية وصانعي السيارات، تطور هذه الشركات روبوتات قادرة على توفير مساعدة للمسنين او الاشخاص الذين يهتمون بهم.

ومن آخر الاختراعات على الساحة التكنولوجية سرير من تصميم «باناسونيك»، يتحول الى مقعد كهربائي او روبوت مبرمج لغسل شعر الاشخاص الذين يواجهون صعوبة في رفع ذراعهم.

ويوضح مدير مركز التطوير الروبوتي لدى «باناسونيك» يوكيو هوندا «مفهومنا يقوم على توفير حل كامل للمجتمع المتقدم في السن ليس في اليابان فقط بل في بقية ارجاء العالم ايضا».

ويسجل اليابانيون ارقاما قياسية في العمر المديد مع متوسط امد حياة يصل الى 80 عاما لدى الرجال و86 عاما لدى النساء، ويضم المجتمع في صفوفه عددا كبيرا ممن تجاوزا سن المئة.

لكن معدل الانجاب متدن بشكل مزمن، وبات يمحي آثار فورة الولادات التي سجلت بعد الحرب العالمية الثانية.

ويبلغ عدد سكان الارخبيل الياباني راهنا 127.7 مليون نسمة بينهم 23.2 في المئة فوق سن الخامسة والستين.

ويتوقع ان يتراجع عدد السكان الى 89 مليونا بحلول عام 2055 مع معدل اربعة يابانيين «مسنين» لكل عشرة مواطنين، حسبما يفيد المعهد الوطني للابحاث حول السكان والامن الاجتماعي.

ويعتبر بعض المحللين ان عددا اقل من السكان ليس بحد ذاته مشكلة، كما تثبت ذلك الانجازات الاقتصادية والدبلوماسية التي حققتها دول اوروبية يقل عدد سكانها عن عدد سكان اليابان.

لكن المجتمع المسن يؤدي الى الكثير من الصعوبات، لاسيما على صعيد مالية الدولة الخاضعة في الاساس لضغوطات بسبب عقدين من الركود الاقتصادي.

فارتفاع عدد المتقاعدين يعني لا محال ارتفاعا في النفقات على صعيد التغطية الاجتماعية، في حين ان الدين العام الياباني الذي يبلغ ضعفي اجمالي الناتج المحلي، هو من الاعلى بين الدول الصناعية الكبرى.

ولا يشجع المجتمع الياباني النساء كذلك على انجاب المزيد من الاطفال.

فقد تم خفض المخصصات العائلية، بينما الاقساط المدرسية مرتفعة جدا في ما لا ينظر الكثير من اصحاب العمل الى عطلة الامومة بعين الرضا.

ونتيجة لذلك يبلغ معدل الانجاب الوسطي لدى النساء اليابانيات 1.39 طفل لكل امرأة، وهو بعيد جدا عن معدل 2.07 الضروري للمحافظة على عدد السكان على مستواه الحالي، وعن معدل 3.5 اطفال لكل امرأة في سن الانجاب الذي كان مسجلا في عام 1950.

ويقول الباحث في معهد دايوا هيتوشي سوزوكي: «الكثير من الدول تواجه مشاكل كهذه الا ان اليابان تتصدر هذا الميل. وفي حال نجحت في حل هذه المشكلة يمكنها ان تشكل مثالا للدول الاخرى».

شركة «سايبر داين» من الشركات اليابانية التي تحاول الاستفادة من تقدم السكان في السن، فقد طورت ارجلا آلية تحركها مؤشرات مصدرها الدماغ قد تساعد المسنين او الجرحى على استعادة كتلتهم العضلية والمشي مجددا.

وتعمل شركة تويوتا لصناعة السيارات على «روبوتات شريكة» قادرة على القيام بالاعمال المنزلية ومساعدة الاطباء والممرضين، ولا تنسى هذه الشركات الراحة الذهنية للاشخاص الذين يعيشون بمفردهم.

الروبوتات لن تحل بالضرورة مشكلة اليابان الديموغرافية، الا ان التقدم التكنولوجي الذي تشكله قد يساعد المسنين على العمل لفترة اطول، حسبما يرى خبراء.

(طوكيو - أ ف ب)

back to top