وعــذلــتُ أهــلَ العــشــق حــتى ذقــتــه
اختير 14 فبراير يوماً للحب في العالم، ومعظم العشاق على موعد معه سنوياً بعدما بات راسخاً ضمن روزنامتهم. نلحظ حفلات فنية من هنا وبرامج تلفزيونية من هناك في هذه المناسبة، على أن كثيراً من العشاق يتصرفون مع هذا اليوم كأنه امتحان في الحب والخيانة، فمقامه من مقام الهدية التي تصل إلى الحبيب!لا نعرف إن كانت مشاعر الحب تبدّلت لدى الشعوب، لكن أنماطه وأساليبه وأمكنته تحولت من دون شك، أيضاً أغانيه وأفلامه وثقافته. حتى إن بعضهم بات ينفي وجود «حب حقيقي»، من دون أن تكون لديه القدرة على تفسير معنى أن يكون الحب حقيقة أو كذبة، وثمة من يضعه في خانة المرادف للفعل الأحمق، باعتبار أن الصدق من الديناصورات في هذه الأيام.
الراجح أن الحب في زمن السرعة لم يعد ينتج أساطير كـ{مجنون ليلى» أو روميو وجولييت، أو حتى جبران خليل جبران ومي زيادة، فرسائل المحبين أصبحت من الماضي أو «أنتيكا» متحفية، ورواج وسائل الاتصال الإلكترونية (الفايسبوك وغيره) زاد من الجفاء وقلّل من كيمياء المحبين على رغم أنه ساهم في التعارف بين الأشخاص... ومهما تكن توصيفات الحب السلبية، فالظاهر أن يومه تحول من كرنفال للعاطفة والأحاسيس إلى موسم لاستهلاك الهدايا، من القلوب الحمراء المنتشرة في واجهات المحال التجارية، إلى العطورات والدببة المتنوعة الأحجام والورود الباهظة الثمن. وسط معمعة الهدايا والمفاجآت، أصبحت الكلمة الشعرية والأدبية هامشية بعدما كانت في الواجهة في العصور الغابرة. حتى إن أحد الشبان تعرض للسخرية على شاشة التلفزيون لأنه قال إنه يهدي أغاني عبد الحليم حافظ لحبيبته. لا ينبغي التعميم، ربما الأغنية والكلمة لا تزالان شغف كثير من العشاق... السؤال: هل كان الأدباء والشعراء يعيشون الحب على نحو ما يكتبون عنه؟ بالطبع تحتاج الإجابة إلى كتب وسير، لكن الغالب أن موضوع الحب كان «ميديا» لإيصال الكلمة الجميلة.هنا مختارات من أقوال الأدباء والفلاسفة في الحب:دليل الأسى نار على القلب تلفح ودمع على الخدين يهمي ويسفحإذا كتم المشغوف سر ضلوعه.. فإن دموع العين تبدي وتفضحإذا ما جفون العين سالت شئونها.. ففي القلب داء للغرام مبرحابن حزمنقل فؤادك ما أستطعت من الهوىما الحب الا للحبيب الأولكم من منزل في الأرض يألفه الفتىوحنينه أبدا لأول منزلأبو تمامالحب ليس رواية شرقيةبختامها يتزوج الأبطاللكنه الإبحار دون سفينةوشعورنا أن الوصول محالنزار قبانيالحب عند الرجل مرض خطير، وعند المرأة فضيلة كبرى.أروع القصائد لا تساوي شيئاً، أمام أي كلام يقوله رجل تحبه امرأة.أنيس منصوريا تاجر الحب كم قلباً بعت اليوم وأشتريت؟ميخائيل نعيمةالعشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض.رؤية الحبيب جلاء العين.الإمام عليالحب دمعة وابتسامة.جبران خليل جبرانالحب المجنون يجعل الناس وحوشاً.فيونالحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها، وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان، وهذه هي مصيبتنا.برنارد شويعجبها مني أن أحبها، ويطربها أن أشقى في سبيلها.شيلرإذا كنت تحب امرأة فلا تقل لها «أنا أحبك»، هذه العبارة أوّل ما تجعل المرأة تفكر في السيطرة عليك.كلارك غيبلإذا سمعت أن امرأة أحبت رجلاً فقيراً، فاعلم أنها مجنونة، أو اذهب إلى طبيب الأذن لتتأكد من أنك تسمع جيداً.برونليالحب هو الأكثر عذوبة والأكثر مرارة.أوروبيديسكلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب.جورج صاندخير لنا أن نحب فنخفق، من أن لا نحب أبداً.تشيسوننتائج الحب غير متوقعة.ستاندالإذا أحب الرجل امرأة سقاها من كأس حنانه، وإذا أحبت المرأة رجلاً أظمأته دائماً إلى شفتيها.بيرونالحب تاريخ المرأة وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل.مدام دو ستايلالرجال يموتون من الحب، والنساء يحيين به.دوبرييهالغيرة هي الطاغية في مملكة الحب.سرفانتسالمرأة لغز، مفتاحه كلمة واحدة هي: الحب.نيتشهالحب أقوى العواطف لأنه أكثرها تركيباً.سبنسرالحب هو الدموع، أن تبكي يعني أنك تحب.سانت بوفوجد الحب لسعادة القليلين، ولشقاء الكثيرين.دولنكويهبط الحب على المرأة في لحظة سكون، مملوءة بالشك والإعجاب.ويلزاذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل أي شيء.أنطون تشيكوفالحياه زهرة رحيقها الحب وزينتها الجمال. فيكتور هوغوعندما تنام كل العيون، تظل عين الحب وحدها ساهرة.غوتهأحسن من حب جديد، أن تتخلص من حب قديم، إن حباً أمكن يوماً أن ينتهي، لم يكن في يوم من الأيام، حباً حقيقياً.أرسطوالحب كالموت لا يعترف بالطبقات ولا بالثروة ولا بالحياة.الحب امرأة ورجل وحرمان.بلزاكالمرأة بلا محبة امرأة ميتة.الحب أنانية اثنين.مدام دو ستالالحب أعمى.أفلاطونسماء منخفضةهُنَالِكَ حُبٌ يسيرُ على قَدَمَيْهِ الحَرِيرِيَّتَيْنسعيداً بغُرْبَتِهِ في الشوارع،حُبٌّ صغيرٌ فقيرٌ يُبَلِّلُهُ مَطَرٌ عابرٌفيفيض على العابرين:«هدايايَ أكبرُ منّيكُلُوا حِنْطَتيواشربوا خَمْرَتيفسمائي على كتفيّ وأرضي لَكُمْ»...هَلْ شمَمْتِ دَمَ الياسمينِ المُشَاعَوفكّرْتِ بيوانتظرتِ معي طائراً أَخضرَ الذَيْلِلا اسْمَ لَهُ؟هُنَالكَ حُبٌّ فقيرٌ يُحدِّقُ في النهرمُسْتَسْلِماً للتداعي: إلى أَين تَرْكُضُيا فَرَسَ الماءِ؟عما قليل سيمتصُّكَ البحرُفامش الهوينى إلى مَوْتكَ الاختياريِّ،يا فَرَسَ الماء!هل كنتَ لي ضَفَّتَينْوكان المكانُ كما ينبغي أن يكونخفيفاً خفيفاً على ذكرياتِكِ؟أيَّ الأغاني؟ أَتلك التيتتحَّدثُ عن عَطَشِ الحُبِّ.أَمْ عن زمانٍ مضى؟هنالك حُبّ فقير، ومن طَرَفٍ واحدٍ هادئٍ هادئٍ لا يُكَسِّرُبِلَّوْرَ أَيَّامِكِ المُنْتَقَاةِولا يُوقدُ النار في قَمَرٍ باردٍفي سريرِكِ،لا تشعرينَ بهِ حينَ تبكينَ من هاجسٍ،رُبَّما بدلاٍ منه،لا تعرفين بماذا تُحسِّين حين تَضُمِّينَنَفسَكِ بين ذراعيكِ!أَيَّ الليالي تريدين؟ أَي الليالي؟وما لوْنُ تِلْكَ العيونِ التي تحلُمينَهُنْالكَ حُبٌّ فقيرٌ، ومن طرفينيُقَلِّلُ من عَدَد اليائسينويرفَعُ عَرْشَ الحَمَام على الجانبين.عليك ، إِذاً أَن تَقودي بنفسك هذا الربيعَ السريعَ إلى مَنْ تُحبّينَأَيَّ زمانٍ تريدين ؟ أَيَّ زمان ؟لأُصبحَ شاعرَهُ، هكذا هكذا: كُلّمامَضَتِ امرأةٌ في السماء إلى سرِّهاوَجَدَتْ شاعراً سائراً في هواجسها.كُلَّما غاص في نفسه شاعرٌوَجَدَ امرأةً تتعرَّى أمام قصيدتِهِ..أَيّ منفىً تريدينَ؟هل تذهبين معي أَمْ تسيرين وَحْدَكِفي اسْمك منفىً يُكَلَّلُ منفّىبِلأْلاَئِهِ؟هُنالِكَ حُبٌّ يَمُرُّ بنا،دون أَن نَنْتَبِهْ،فلا هُوَ يَدْري ولا نحن نَدْريلماذا تُشرِّدُنا وردةٌ في جدارٍ قديموتبكي فتاةٌ على مَوْقف الباص،تَقْضِمُ تُفَّاحةً ثم تبكي وتضحَكُ؟« لا شيءَ، لا شيءَ أكثرمن نَحْلَةٍ عَبَرتْ في دمي..هُنَالكَ حُبٌّ فقيرٌ، يُطيلُالتأَمُّلَ في العابرين، ويختارُأَصغَرَهُمْ قمراً: أَنتَ في حاجةٍلسماءٍ أَقلَّ ارتفاعاً،فكن صاحبي تَتَّسعْلأَنانيَّةُ اثنين لا يعرفانلمن يُهْدِيانِ زُهُورَهُما...ربَّما كان يَقْصِدُني، رُبَّماكان يقصدُنا دون أَن نَنْتَبِهْهُنَالِكَ حُبّ...(محمود درويش - من ديوان «سرير الغريبة»)