وثيقة لها تاريخ : الشيخ مبارك يطلب المساعدة لاستعادة أموال النوخذة سعود المطيري

نشر في 17-06-2011
آخر تحديث 17-06-2011 | 00:01
كنت قد ذكرت في الجمعة الماضية أن القبطان شكسبير، المعتمد البريطاني في الكويت أيام الشيخ مبارك الصباح، أرسل رسالة إلى الشيخ مبارك يفيده فيها بأنه اتخذ إجراءات لاستعادة أموال النوخذة سعود المطيري التي له على مواطن هندي اسمه حسن بن كل محمد، ونشرت هذه الرسالة، وذكرت أنني للأسف لم أعثر على الرسالة التي أرسلها الشيخ مبارك بهذا الخصوص إلى القبطان شكسبير، رغم أنها كانت بحوزتي وبين الكثير من الوثائق الأخرى التي عثرت عليها في المكتبة البريطانية، ولذلك فإنني أعتذر عن ذلك. المهم أنني عثرت على الوثيقة التي أرسلها الشيخ مبارك الصباح إلى المعتمد البريطاني، ويسرني أن أعرضها في حلقة اليوم على القراء الكرام، تقول الوثيقة، التي يعود تاريخها إلى 21 ذي القعدة عام 1330 هجري، ما يلي:

«من مبارك الصباح حاكم الكويت الى حضرة عالي الجاه المحب قبطان شكسبير بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية في الكويت دام بقاه آمين،

غب افتقاد خاطركم العزيز ودمتم محروسين هو انه حامل نميقة الوداد سعود المطيري من رعيتنا اهل الكويت، المذكور نوخذا غوص وله بحار شارد وساكن في بلدة كاليكوت من ممالك الدولة البهية القيصرية. اسم البحار وعدد الدراهم الذي عليه حق النوخذا اسعود مدروج بالورقة الملفوفة بطيه، والوكيل عن النوخذا احمد الخرافي، نأمل من حظرتكم تحررون بيد الوكيل خط لما تشاؤون في كاليكوت مع انه البحار عن قوله ماعنده خلاف لكن اذا يصير بيد الوكيل مكتوب من حظرتكم اوفق، وبذلك نكون ممنونين وشاكرين صنيعكم.

هذا مالزم ولازلتم محروسين.

21 ذي القعدة 1330»

وبالعثور على هذه الرسالة، يتضح لنا أن الشيخ مبارك طلب من المعتمد البريطاني أن يحرر رسالة يسلمها لأحمد الخرافي بيده، الذي هو وكيل النوخذة سعود المطيري وزوج ابنته، لكي يقوم أحمد الخرافي بمتابعة تحصيل الدين الذي على البحار الهندي وتسليمه للنوخذة سعود المطيري. ويبدو أن تاريخ الرسالة قد كتب بشكل خاطئ، إذ إن 21 ذي القعدة 1330 يوافق الاول من نوفمبر 1912 وليس الرابع منه، كما ورد في ملاحظات المعتمدية البريطانية. عموماً، نلاحظ في الرسالة، التي بعثها الشيخ مبارك، وكذلك رسالة القبطان شكسبير أن التاريخ العربي هو الأساس في المراسلات لا التاريخ الإنكليزي، وذلك في وقت كانت الكويت فيه دولة غير معروفة، وتحت الحماية البريطانية، لكن ذلك لم يمنعها من المحافظة على استخدام التاريخ العربي. وأعتقد أنه من الضروري أن نعود إلى الماضي في هذا الأمر، ونستخدم التاريخ العربي في مراسلاتنا وكتاباتنا، جنباً إلى جنب مع التاريخ الإنكليزي.

back to top