إلى أين يذهبون بك يا وطن؟!

نشر في 21-01-2012 | 00:01
آخر تحديث 21-01-2012 | 00:01
No Image Caption
 أحمد العدواني صدقاً! ليس هناك ما يدعونا إلى التفاؤل في ظل الأوضاع السياسية التي تشهدها الكويت حالياً، حيث تشير استطلاعات رأي إلى أن هناك أكثر من 60% لايتفاءلون خيراً بسبب هذه الأوضاع، مع أن ديننا الحنيف يحضنا على ذلك: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، ولكن ما نراه ونسمعه ونقرؤه يصيبنا بالتشاؤم بسبب الفوضى الديمقراطية والصراعات الفردية التي تمس شخوصاً؛ مما يفقد الكويت استقرارها السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي. كلنا نعلم أن الكويت تتعرض لاختلالات في اقتصادها يجب تصحيحها، إضافة إلى القيود التي يفرضها قانون هيئة أسواق المال على التداولات وتراجع ملف التنمية، وهناك، حسب قول محللين، عوامل خارجية أيضاً، متمثلة بتحذير خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأميركية في حال فشل مشرعيها في رفع سقف دين الحكومة؛ مما سيجبرها على التخلف عن سداد مدفوعاتها، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين، وأدى إلى سقوط حاد في مؤشر البورصة.  وكان مجلس الأمة أقر الميزانية العامة بما لا يقل عن 19 مليار دينار، أي ما يعادل 70 مليار دولار أميركي للسنة المالية 2011- 2012، وهو ما يكشف أنه مازال هناك إسراف ومبالغة في الإنفاق! كما أن الجميع غير قادر على تلبية تطلعات الشباب الكويتي، كما حذر ولي الأمر من الفوضى والانفلات والمشاحنات التي يشهدها بلدنا بسبب الأزمات السياسية المتكررة، والتي تهدد أمن الوطن ومقدراته ومكتسباته.  فما سبق يثير قلاقلنا ويجعلنا نتساءل: هل طرح أي نائب في برنامجه الانتخابي معالجة للمشاكل السابق ذكرها كمشكلات هبوط البورصة، والإفراط في الإنفاق مع وجود هذه الميزانية الجبارة؟ أم أنهم فقط مشغولون في الوقت الراهن في صراعات من أجل الوصول إلى كراسي المجلس (الفلوس) عن طريق "الفرعيات" و"التشاوريات" والتحالفات بين نائبين أو أكثر، ومن ثم التخوين بالحلفاء، وذلك لتكسب أصوات أكثر من أجل تسهيل عملية الوصول إلى المجلس، ومن أجل التكسب المادي على حساب الوطن الأم الكويت، فإلى أين يذهبون بك يا وطن؟! أما آن لك أيها الناخب أن تعي أن صوتك أمانة ستحاسب عليه أمام الله تعالى؟! أما آن لك أن تخاف من الله سبحانه في أمك الكويت في حسن اختيار من يمثلها بعينها لا بقبليتها أو طائفيتها أو فئويتها؟! حرام عليك أن تعق أمك الكويت وتساعد إخوانك في عقها، فهي تستأهل الأفضل والأصلح دائماً، ولا تكن على قول الشاعر: أجعلها تحت الثرى ثم أبتغي       خلاصا لها؟ إني إذن لوضيع.
back to top