أسبوع حاسم في مصر: شرعية البرلمان تواجه شرعية الميدان
بين يومي أولى جلسات البرلمان الجديد وذكرى الثورة، وسط توقعات بحدوث صدامات في محيط ميدان التحرير، تسعى قوى إسلامية إلى تثبيت شرعية صناديق الانتخاب كبديل لـ«الميدان».
تحبس مصر أنفاسها ترقباً لأسبوع حاسم يبدأ من اليوم ويشهد انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد ثم محاولات تجديد الثورة في الذكرى السنوية الأولى لاندلاعها، فيما يخشى مراقبون من وقوع صدامات في محيط ميدان التحرير يوم الاثنين، وهو موعد انعقاد البرلمان الذي يراه شباب الثورة غير معبر عنهم، ويوم الأربعاء، الذي يصادف ذكرى الثورة، والتي يراها المجلس العسكري والإسلاميون مناسبة للاحتفال وليس للتظاهر. وتقول القوى الإسلامية إنها تسعى لتثبيت "شرعية صناديق الانتخاب" كبديل لـ"ميدان التحرير"، وهو ما يعني رفض محاولات تنظيم تظاهرات ضد سيطرة المجلس العسكري على السلطة في البلاد. وحذر عمرو عز، القيادي في حركة 6 أبريل وعضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة في تصريحات لـ"الجريدة"، من محاولة هيمنة "الإخوان المسلمين" على الميدان في 25 يناير. وقال: "أتمنى أن لا يكون صحيحاً ما تناقلته وسائل الإعلام من أخبار تؤكد أن الإخوان ستنفرد بإدارة وتأمين الميدان"، مؤكداً أن "الميدان ليس ملكاً للإخوان وهم جاؤوا اليه ضيوفاً على الثوار بعد مرور ثلاثة أيام على اندلاع الثورة". واعتبر عز أن "جماعة الإخوان تريد إشعال أزمات في هذا اليوم من أجل إفساده". وكشف عن "مبيت عدد من أعضاء حركة 6 أبريل وعدد من القوى الثورية في الميدان منذ يوم 24 من أجل تأمين الميدان وتجهيزه لاستقبال المواطنين". وأسف عز ""لعدم قدرة القوى السياسية على الاتفاق على مبادرة واحدة لتسليم السلطة"، موضحاً أن "ثلاث مبادرات صدرت في هذا الشأن ولم تحظ بتوافق وطني. واحدة تطالب بالتسليم إلى رئيس مجلس الشعب، وأخرى تطالب بتدشين الانتخابات الرئاسية مباشرة وتسليم البلاد لرئيس منتخب، وأخرى لعدد من أعضاء يختارهم مجلس الشعب. مؤكداً أن "قوى الثورة بالميدان ستعلن مبادرة واحدة يوم 27 تقدم ضمن سلسلة من المطالب يتفق عليها بين القوى التي ستظل معتصمة بالميدان. وأشار إلى أن "حركة 6 أبريل وقوى ثورية أخرى ستظل معتصمة ولن تفض اعتصامها قبل تحقيق جملة من الأهداف تبدأ بحقوق الشهداء والقصاص لهم وتنتهي بتسليم البلاد للمدنيين وإنهاء الحكم العسكري". وفي موقف يمثل خروجاً على قرارات حزبه، أكد محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، مشاركته في فاعليات الذكرى الأولى للثورة "اعتزازاً بيوم انطلقت فيه الثورة المصرية، وعهداً ووفاء لدماء الشهداء وحقوقهم واستكمالاً للمسيرة من بعدهم"، مؤكداً "عدم التراجع عن الأهداف والمطالب التي ضحوا بأرواحهم من أجلها". وأشار البلتاجي إلى أنه سيشارك "لتحقيق المطالب التي لم تتحقق وعلى رأسها انتخابات رئاسية تستكمل انتقالاً كاملاً للسلطة من المجلس العسكري لسلطة مدنية منتخبة وإصراراً على عدم قبول أي وصاية على البرلمان والرئيس المنتخبين".