ماري منيب... بنت شبرا تدخل عالم المشخصاتية مصادفة
عاشت قاسمة وابنتاها أليس وماري، أياماً سعيدة في بيت خالها نبيه بك، عوضن فيها عن الحرمان الذي قاسينه خلال العامين اللذين انقطع فيهما زوجها عنهن، ووفر لهن نبيه بك سبل الراحة واصطحبهن في رحلات يومية لزيارة معالم القاهرة، في محاولة منه للتخفيف من غياب الأب الذي بات مؤكداً أنه سيمتد إلى الأبد.كان الخال يبتسم ويضحك معهنّ وقلبه يعتصر من الألم، لا يعرف كيف يخبر ابنة شقيقته بوفاة زوجها، ومع كل يوم يمرّ يحاول أن يجد إجابات جديدة لأسئلة قاسمة وأليس، والأهم أن يجد إجابات مقنعة عن أسئلة ماري كل ليلة والتي لا تنتهي... حتى تنام:
* وين البابا... ليش ما إجا... ما أخبرته أن ماري ناطراه هون؟ إذا ما بده يجي أنا بروح لعندو.مرّ ما يقرب من الشهر ولم يعثر نبيه بك على إجابات مقنعة لأسئلة قاسمة وطفلتيها، حتى ضاقت السيدة فادية، زوجة نبيه بك، بهذا الوضع، وطلبت منه أن يخبر قاسمة بوفاة زوجها لكي تنتهي تلك التمثيلية التي لم تعد تحتملها.أرسل نبيه بك أليس وماري للعب مع فتيات في مثل عمرهما في حديقة فيللا مجاورة ليخبر قاسمة بوفاة زوجها.لم تصدق قاسمة الخبر، كذّبت خالها، انهارت قواها، لم تحتمل الصدمة، سقطت مغشياً عليها. لم يجد نبيه بك مخرجاً من هذا المأزق أمام أليس وماري سوى أن يخبرهما بأن والدتهما مريضة ونصحها الطبيب بألا تغادر الفراش قبل أسبوع، ليكون لديها وقت لتقبّل الصدمة والتعايش معها والتفكير في المستقبل، وفي الوقت نفسه كان ذلك كافياً لانشغال أليس وماري مع صديقاتهما والكفّ عن السؤال عن والديهما.لم يعد وجه قاسمة يعرف الابتسام أو الفرح، بعدما ظنت أن الدنيا ستبتسم لها أخيراً بمجيئها إلى مصر ليلتئم شمل الأسرة مجدداً مع سليم، غير أن الأقدار كان لها رأي آخر، وزاد من حزنها تجاهل فادية هانم، التي كانت تنتمي إلى طبقة أثرياء لبنان وتعشق الحفلات والسهرات ولا ترى سوى نفسها، فقد انتهى الترحاب بقاسمة وطفلتيها وباتت تشعر أنها أصبحت عبئاً على خالها وزوجته، تحديداً زوجته التي لم تعد تهتمّ بها وبابنتيها، وما إذا أكلن أو شربن، وهل ثمة ما يضايقهنّ؟ هذا كلّه غير مهم، الأهم عندها نفسها وضيوفها من الأصدقاء والمقرّبين وحفلاتها التي لم تكن تنقطع حتى بعد إعلان خبر وفاة سليم.اللجوء إلى شبراكان لا بد من أن تجلس قاسمة مع خالها لتدبّر أمرها، لتجد إجابات عن أسئلة عدة تلحّ عليها في داخلها: ماذا بعد موت سليم؟ ماذا ستفعل في مستقبلها ومستقبل الطفلتين، هل ستبقى في مصر؟ وإذا بقيت ماذا ستفعل وكيف ستعيش ومن أين سيكون مصدر دخل الأسرة؟ هل تعود إلى لبنان؟ لكن ماذا ستقول للأهل هناك؟ وهل ستستمر أسرتها في الإنفاق عليها وعلى طفلتيها، وبدلاً من أن ترد دين أسرتها وما أنفقته عليهنّ خلال العامين الأخيرين، يستمرّ إنفاقها عليهنّ إلى الأبد؟غير أن السؤال الأهم: أين ذهبت أموال سليم؟ وهل ترك أموالاً بالفعل أم فقد كل ما كان يملك؟ فهي تعرف أنه لم يترك شيئاً في بيروت، كما أنه لم يرسل لهن أموالاً منذ ما يقرب من العامين، فمن المؤكد أن لديه بعض المال، لكن هل تركه هنا أم أخذه معه في رحلته الأخيرة إلى بيروت؟أسئلة كثيرة دارت في رأس قاسمة، غير أن خالها أجابها عن السؤال الأخير قبل أن تسأله وهو الأهم:* قاسمة... فيه شي بدي أحكي معك فيه بخصوص ...= إيه خالو بعرف... يومين تلاتة وبدبر حالي أنا والولاد و...صرخ فيها:* ما بتحكي ولا كلمة زيادة في هالحكي... اللي بدي أقولك إياه... إن سليم الله يرحمه ويقدس روحه ترك شي مبلغ هيك في...قبل لحظات شعرت قاسمة كمن يغرق في بحر بلا نهاية، وفجأة ألقى أحدهم إليها طوق نجاة... فلم تنتظر أن يكمل خالها كلامه وبادرته:= أديش ترك... وتركهم وين... إحكي خالو؟* شوي شوي خالو... بحكي... ياستي سليم أخبرني قبل ما يسافر ع بيروت أنه أودع في البتراخانة شي خمسميت جنيه تقريباً.= بس... أقصد وين ها البتراخانة؟* إيه بس هو خبرني هيك... والبتراخانة هون قريب منا... بالعباسية.= منيح منيح كتير... الحمد لك يا الله.* بكير بنروح أنا وياكي للبتراخانة ونشوف كيف بدنا نسحب المبلغ من شان تدبروا حالكن قبل السفر.صمتت قاسمة.. ونظر إليها خالها محاولاً اكتشاف ما تفكّر فيه... غير أن صمتها لم يطل، لأنها كانت فكرت ودبرت واتخذت القرار وفاجأته:= خالو أنا ما بدي سافر ع بيروت... بدي أنطر هون أنا والولاد... والله بيدبرها من عنده.* كيف يا خالو... بتتركي بلدك وبتعيشوا هون بمصر؟= ما بقي لنا حدا ببيروت.* لا... لا يا خالو... لك الأهل والعيلة والحبايب.= سامحني يا خالو... ما بقدر أعيش لحظة واحدة ببيروت من غير سليم.* معك الحق والعذر يا بنتي...كانت فادية تجلس على مقربة من سليم وقاسمة وتسمع الحوار الدائر بينهما ولم تتدخّل، بل بدا عليها أنها مشغولة بقراءة إحدى المجلات، لكن ما أن سمعت تعليق نبيه الأخير على قرار قاسمة حتى بادرته بنظرة فهم نبيه معناها، فاستدرك كلامه:* لكن كيف بدكن تعيشوا هنا... أقصد أن مصر غير بيروت، مصر واسعة وما شاء الله كبيرة كتير... بيتوه فيها أهلها، ولا تواخذيني حبيبتي إنت ع العين والراس... لكن...= بعرف خالو من غير ما تحكي... وكتر خير الله أن سليم ترك مصاري... مندبر بها حالنا والله ما بينسانا.اتفقت قاسمة مع البتراخانة ألا تسترد المبلغ الذي تركه سليم كاملاً، بل على أقساط شهرية، باعتباره وديعة لديهم يمكن أن تحقق ريعاً شهرياً بنظام المصارف، ومنه تُصرف ستة جنيهات شهرياً لها، وبهذا المبلغ البسيط يمكن أن يدبرن حالهن، حتى تكشف الأيام ما تخبئه لهن من جديد، وكان القسط الأول في يدها قبل أن تغادر البتراخانة.عزمت قاسمة على ألا تعود إلى بيت خالها، بعد اليوم، وأن تستقلّ بنفسها وحياتها وطفلتيها بعيداً عنه، أو بالأحرى بعيداً عن زوجته فادية هانم وعالمها وحفلاتها وسهراتها، وأصرت على أن تستأجر سكناً خاصاً بها، غير أن خالها أكد لها أن استئجار شقة في منطقة مصر الجديدة لن يقلّ عن جنيهين شهرياً، ما يعني أن ثلث ما ستتقاضاه من البتراخانه شهرياً سيذهب إلى إيجار الشقة، غير أنها فاجأته بأنها تحبّذ أن يكون السكن بعيداً عن مصر الجديدة وعالمها الخاص الذي له ناسه وعاداته وتقاليده التي لن تقوى عليها.الصدفة وحدها قادت نبيه بك إلى أن يلتقي أحد الأصدقاء في البتراخانة، وما أن اطلع على سبب وجوده وابنة شقيقته وعرف قصّتها وبحثها عن سكن بسيط، حتى بادره بأن لدى أحد معارفه شقة خالية للإيجار ويمكن أن يتدخل ليجعل إيجارها الشهري لا يزيد على الخمسين قرشاً. طارت قاسمة من الفرح، وأصرت على الانتقال إليها اليوم... وليس غداً.استأجرت قاسمة الشقة الجديدة في شارع «بركات» أسفل كوبري شبرا، في أحد أهم أحياء القاهرة الشعبية وأعرقها، وكانت المساعدة الأولى وربما الأخيرة التي قدّمها لها خالها نبيه بك، أن فرش الشقة بأثاث قديم مستعمل على نفقته الخاصة، إذ أصرت قاسمة على أن تصطحب طفلتيها معها ويقضين أول ليلة لهنّ في الشقة، حتى لو كانت خالية من الأثاث.قرّرت قاسمة قطع علاقتها بخالها إلا من السؤال وألا تلجأ إليه مهما حدث ومهما قست عليها وعلى طفلتيها الأيام، ليس كرهاً فيه أو عدم اعتراف بفضله، ولكن كي لا تكون سبباً في مشاكل بينه وبين زوجته فادية هانم.الشبراويةلم تمرّ سوى أيام قليلة حتى أصبحت قاسمة وأليس وماري جزءاً من حي شبرا وأهله، فهو أحد الأحياء التي لها طابع خاص ويتميّز أهله بدفء غير عادي، لا ينتظرون أن تعلن عن شكواك حتى يمدوا لك يد العون، ليس بينهم غريب، يطبقون مبدأ «من عاش بيننا... صار منا»، لذا سرعان ما اعتبر أهل شارع «بركات» قاسمة وأليس وماري مسؤوليتهم، خصوصاً أنهن يفتقرن إلى رجل يحميهنّ، فصار كل رجل في الشارع عماً أو خالاً لأليس وماري وأخاً لقاسمة، وأصبحت كل امرأة أختاً لها وبالتبعية هي خالة لأليس وماري.مرت الأيام الأولى على قاسمة بطيئة ثقيلة، تجترّ أحزانها، خصوصاً مع تجدد سؤال أليس وماري عن والدهما، لا سيما ماري التي كانت متعلّقة به على رغم أنها لم تعش معه إلا أن إحساسها به كان قوياً، ولم تجد أمّهما أمامها سوى التمهيد لهما، كالعادة في مثل هذه الظروف مع الأطفال في مثل عمرهما، بأن والدهما سافر سفراً طويلاً ربما سيتأخر فيه، لكنه لن ينساهما وسيرسل لهما رسائل من حين إلى آخر، وربما أرسل مع صديق له هدايا لهما، إذا نفذا كلام والدتهما ولم يغضباها.مع مرور الأيام، اكتشفت قاسمة أن الجنيهات الستة لا تكفي لإعانتها وطفلتيها على أعباء المعيشة، خصوصاً مع وصول أليس وماري إلى سن لا بد من أن تلتحقا فيها بالمدرسة، فكان عليها أن تبحث عن مورد آخر للرزق يدرّ عليها دخلاً حتى لو لم يكن ثابتاً، ولم يكن أمامها سوى أن تستغلّ مهاراتها القديمة التي تجيدها في فنّ شغل الإبرة وغزل الصوف والأركيت، فاشترت خيوطاً وبعض الأدوات، وراحت تغزل مفارش وملابس صوفية وتعرضها على الجيران الذين رحبوا بها واشتروها وطلبوا المزيد منها، كذلك اشترت أخشاباً وصنعت أقفاصاً للعصافير والحمام وباعتها للجيران وجيران الجيران، فكان هذا كله يدرّ عليها قروشاً إضافية إلى جانب جنيهات البتراخانة لتعينهن على العيش، فوفّرت خمسين قرشاً شهرياً بعيداً عن احتياجاتها، لتدفعها قسطا شهرياً ثابتاً لشراء ماكينة حياكة بناء على نصيحة إحدى جاراتها لتحيك ملابس العرائس ومن يرغبن من نساء الحي. مدرسة «سيدة الرسل»أصرّت قاسمة على أن تلتحق أليس وماري بمدرسة «سيدة الرسل» للراهبات في شبرا التي تُعنى بالتعليم الفرنسي، وإن كان هذا الأمر لم يلقَ هوى عند ماري تحديداً، لأن في نفسها هوى آخر أتقنته بسرعة، وهو اللهجة المصرية كما ينطقها أهل حي شبرا:* يا سلام يا ماري انت بقيتي بتتكلمي مصري زي المصاروة تمام.= ما انت كمان بتتكلمي مصري كويس... انت مش فاكرة لما كنا بنقعد نتكلم في الشارع ولا في المدرسة.. كانوا الولاد بيضحكوا علينا إزاي؟* أيوه فاكرة... بس دلوقت خلاص بقينا زينا زيهم... وبنتكلم كمان أحسن منهم.= يا سلام لو الفرنساوي اللي بناخده في المدرسة يبقى زي المصري كده سهل.. كنا نبقى من الأوائل.. أنا مش عارفه إحنا بناخد الفرنساوي ده ليه أصلا... هو فيه حد في شارع بركات هنتكلم معاه فرنساوي... أنا زهقت من «الغرامير».* لا وكله كوم و»الكاتيشيزم» كوم تاني...= أنا عارفة بس ماما دخلتنا هذه المدرسة ليه؟* مش عجباكي المدرسة.. طب أنا بكرة ها قول «للمسور» شوفي بقى هتعمل معاكي إيه.= لا أرجوكي أليس.. بعدين تقوللي اكتبي «أنا غلطانة» ألف مرة وأفضل أكتب لحد ما أموت.على رغم أن قاسمة لم تكن قد بلغت عامها الثلاثين بعد، إلا أنها بدت أكبر من عمرها، سواء بسبب الحزن على فقدان زوجها والوحدة التي تعانيها، أو بسبب تكاثر أعباء الحياة يوماً بعد يوم، فالفتاتان تكبران وتزداد أعباؤهما وطلباتهما فضلاً عن مصاريف المدرسة التي لم تعد قادرة على الوفاء بها، وتراكم إيجار الشقة عليها ثلاثة وأربعة أشهر، وإن كان الجيران المقرّبون لم يتركوهنّ ويتواصلون معهن في المناسبات كافة، لدرجة أنهن كن ضيفات شبه دائمات على موائد غالبية الجيران طيلة شهر رمضان، بعدما عرفوا أنهن مسيحيات، بل إن «فوانيس رمضان» كانت تأتي لأليس وماري على غرار أطفال الحي. مع ذلك كان أمام قاسمة أن تبذل مزيداً من الجهد في العمل وتحديداً في «الحياكة» لمحاولة كسب «زبائن» جدد عن طريق المعارف والجيران، حتى ذاع صيتها ومهارتها، إلى درجة أن زوجة أحد كبار تجار القماش والملابس ويدعى سمعان صيدناوي طلبت منها تفصيل فستان لها:* شوفي بقى ياست قاسمة... أنا جايلك على الصيت... وكمان لما شفت شغلك... أنت لو عندك كام ماكينة وكام بنت بيشتغلوا معاكي... هتنافسي جوزي سمعان صيدناوي بذات نفسه.= يا هانم إحنا وين وسمعان بك وين... شو بيوصلنا إله... الله بيزيده.* قصدي أقولك إن الفستان ده لو عجبني... مش بس أنا هبقى زبونتك... لا ده كمان هجبلك زباين كتير... وكلهم من ولاد الذوات.= الله بيخللي إياكي يا هانم... بإذن الله بيعجبك.* ودول يا ستي عشرين قرش تحت الحساب... وأول ما يخلص الفستان هبعتلك الباقي مع جبران أفندي جوز أختي وياخد الفستان... أصل المشوار من الحلمية لحد شبرا بعيد عليّ... قولي بقى ابعته إمتى؟= بإذن الله بتفوتي يومين وبيكون جاهز في اليوم التالت بالمسا.فستان الهناشعرت قاسمة بأنها دخلت في تحدٍّ مع نفسها، لأن هذا الفستان قد يفتح عليها أبواب الخير، ليس لأن ثمن حياكته،80 قرشاً، يمكن أن يساهم في تدبير جزء كبير من مصاريف مدرسة أليس وماري فحسب، بل لأنه سيكون سبباً في جلب مزيد من الزبائن على شاكلة زوجة سمعان صيدناوي، لذا كان لا بد من أن توصل الليل بالنهار لإنجاز الفستان ولينافس، كما قالت صاحبته، أفضل ما في محلات سمعان صيدناوي، فانكبت على الماكينة لإنجاز هذه المهمة الصعبة لدرجة لفتت انتباه الطفلتين:* ماما صعبانه عليا قوي يا أليس.= وأنا كمان يا ماري... مش بتقوم من على الماكينة لا ليل ولا نهار... هو ده فستان عروسة؟* لا ده فستان الست اللي كانت هنا أول أمبارح مرات واحد اسمه صيدناوي... يعني إيه صيدناوي يا أليس.= أنا عارفه!! إحنا في ماما اللي عينيها هتوجعها من نور «اللمبة الغاز» ولا في صيدناوي واسمه.في الموعد المحدّد، حضر جبران أفندي زوج شقيقة زوجة سمعان صيدناوي، وكانت قاسمة قاربت على الانتهاء منه وعليه أن ينتظر قليلا، وقبل أن ينتهي من احتساء فنجان القهوة الذي أعدته أليس سيكون الفستان جاهزاً:* انت اللي عملتي القهوة دي يا أمورة؟= أيوه يا عمو... وحشة؟* وحشة!! دي أجمل قهوة شربتها في حياتي... واسمك إيه بقى؟= اسمي أليس.- وأنا اسمي ماري... ماري سليم حبيب نصر وفي الفصل التاني في مدرسة «سيدة الرسل».* عال عال... عاشت الأسامي.- وإنت اسمك إيه؟= ماري... عيب كده.* لا بالعكس دي جريئة وشاطرة... أنا يا ستي اسمي جبران ناعوم... وبشتغل مشخصاتي في جوق «أبو الكشاكش».ضحكت ماري وأليس وهما تنظران إلى بعضهما البعض، لأنهما لم تفهما كلمة واحدة مما قاله جبران.* يا سلام... أنا عارف إنو ماركة مسجلة... مجرد ذكر اسم أبو الكشاكش لوحده يضحك طوب الأرض.- لا ياعمو إحنا بنضحك لأننا مش عارفين يعني إيه مشخصاتي ولا جوق ولا أبو الكشاكش... يعني إيه كل ده؟* آاااه... طب شوفوا بقى... مشخصاتي يعني ممثل... بنجيب الروايات المكتوبة زي الحواديت كده وبنحكيها للناس بطريقتنا، واللي بيحكوا الحكاية دي اسمهم «جوق» أو فرقة... أما أبو الكشاكش ده بقى حدوته... ده كشكش بك اللي بيشخصه الأستاذ نجيب الريحاني صاحب الفرقة والممثل الأول فيها، ولما تشوفوه وهو بيشخص على المرسح تقعوا على الأرض من الضحك.- يا سلام... دي حاجة جميلة خالص... أنا نفسي أشوف أبو الكشاكش ده= ماري... عيب كده ها أقول لماما.* لا ولاعيب ولا حاجة... بسيطة أنا يا ستي أجيلك يوم الجمعة اللي جاية أخدكم أفرجكم أنتوا وماما على رواية من روايات أبو الكشاكش.بالفعل أنجزت قاسمة الفستان على أفضل ما يكون، فسلّمته إياه وتسلّمت منه ثمانين قرشاً بقية الحساب.البقية في الحلقة المقبلة